رساله الى وطنى فى يوم ممطر/ ليلى حجازى

في صبيحة يوم ما مطر و على نغمات قطرات المطر...جلست على طاولة مكتبي وامامي ورقتي و قلمي...نظرت من نافذة غرفتي إلى حبات المطر و هي تتساقط على الأرض..انظر إليها وهي ترتطم بأوراق الأشجار
... لتعطي كل منهما الحياة.
ولكن!! و بنظرة أخرى احسست ان تلك الحبات لها وقع آخر .. وقع تأديب و تأنيب لسان حاليها يقول, انتي أيتها الأرض لماذا لا تخرجي ما في جوفك؟ ألم يسخرك الله لخدمة الإنسان!! وأنتي ايتها النباتات لما هذا اللون الشاحب, ولما هذا الإصفرار في الوانكم!! ألم يخلقكم الله لتزينو الأرض؟

وتستجيب الأرض فتخرج ما لذ وطاب...ويستجيب النبات ليكسي الأرض أجمل فستان.
وتعود الحياة , وتسمع ألحانا و نغمات...عصافير فوق أغصان الأشجار تغني ,و رياح تداعب أوراق الأشجار فترقص....وتمضي فترة من الزمن فما يلبث الحال إلا ان يعود كما كان عليه من قبل, أرض بلا نبات و نبات بلا ألوان.
ما هو السر في ذلك!! لماذا نرى الأرض تعطينا كل شيئ وفجأه تمنع عنا كل شيئ. دار هذا السؤال في ذهني فقلت أسال الأرض عن السبب!!
خرجة إلى حديقة منزلي...أخذة حفنة من التراب بيدي وسألتها.
فقالت لي,,الله سبحانه أكن في داخلي كل النعم و سخرني لخدمة البشر و جعلني لا أعطي شيئ إلا بهطل المطر.

إذا فللأرض قلب ينبض و أعضاء تتحرك ولكن نبض هذا القلب محتاج للروح...فتأتي المطر لتكون روح هذا القلب و لتحرك أحشاء الأرض.

هل تعلمي يا قمري أنني مثل هذه الأرض...زرعت حبك في قلبي و في أحشائي وسقيته من ماء حبك ولكن الفرق بيني وبين الأرض..أن قلبي لا يقف عن النبض بحبك و النبتة التي زرعتاها ستبقى مخضرة بروحك.
فلا تلوميني إن لم تثمر بلقائنا...فسيبقى حبك هو من يروي نبتة قلبي وستبقى أنفاسك هي من تحرك إحساسي وتجعل الحبر يسيل من قلمي

.وسوألى هنا متى يهطول المطر ياوطنى


CONVERSATION

0 comments: