عجيا أمرك أيها القلب , تتبدل أحوالك سريعا , تلهثنى وراءك , لا أرى كيف
أتعامل معك ؟؟ أحوالك لا تعجبنى , تشجعنى على أن أقول ما يعتمل بنفسى , ما يجول بخاطرى , وبعد أن أجاهر وأصرح , تبدو حزينا , لا تلومنى و لا تعاتبنى ولكن تظل فى صمتك المميت , صمتك هذا يقتلنى ,
يحد من نشاطى وإنفعالاتى , مابك يا قلبى , أجبنى , فمن لك غيرى إن لم تسر بشكواك لى , إقترب أكثر , مابالك ضاق بك صدرى , مالى أحس بأنك تضغط عليه بقوة , كأنك تريد أن ينشق عنك ,أن يتحطم , هبه إنشق و إنفتح أمامك الطريق , أتراك سوف تذهب و تتركنى ؟؟؟ وإلى أين ؟ لن يكون لك يوما أحد سواى , فأنا من أحس بك , وأنا من ألبى رغباتك , تلوم على أنى ألجأ الى العقل , فهو بعضى , وهو منى , دعنى أقول
لك الحق فهو أعقل منك وأركز , و معه أجد نفسى فى أمان , أما أنت فلك شطحات وفلتات وإنفلاتات أخشى عليك و عليا منها , ولتعلم يا قلبى أنى ليس لدى من هو أعز منك , فأنت كنزى , أنت عزيز على جدا , ولذلك أحاول جاهدة الحفاظ عليه , أحاول ألا أعرضك لما يسوءك أو يجرحك , فترفق بى , لا تقسو على , ولا تجعلنى أعانى من جفوتك , كنت أظنك وأنت الحليم الكبير أن تكون قادرا على إحتوائى , فإذا بك تزج بى فى بحار
عالية الأمواج , فلترفق بى ياقلبى , ولترحمنى , فأنا غير قادرة على ركوب تلك الأمواج العاتية , فهى تفوق قدرتى على العوم , أخشى أن تصرعنى ولا أستطيع النجاة , فخسارتى أول ما تكون خسارتى فيك أنت , أجبنى ياقلبى لا تقف صامتا هكذا , و كفاك ضربا فى حائط صدرى , أخبرتك أنه لن ينشق , وإلا سوف تكون
أول النادمين , أوجعتنى يا قلب , أدميت مشاعرى , لماذا تفعل هذا ؟؟ لماذا تتعجل الأمور ؟؟ كل ما هو آت
أت , إن غدا لناظره قريب , أعلم أنك إنتظرت معى الغد كثيرا , ولكن كل هذا مرجعه الى شدة خوفى عليك
,أنت يا درتى الغالية كيف أهبك لمهب الريح العاتية بدون معرفة تامة , بدون توفير الأمان لى و لك ,, لا تصرخ فى هكذا , ليس خوفا فقط على نفسى , بل و عليك أيضا فأنت بعض نفسى , أنا يا قلبى هشة كما
تعرفنى , لا أقوى على الجروح ,تطالبنى بالمواجهة , تشجعنى عليها , مواجهة من ؟؟ تقول العالم
والدنيا و الناس ,, أنت تراوغ الآن , لأنك تعلم أنى الأكثر مواجهة ,, فإذا كنت أنت بكل تلك الشجاعة
لا تقوى على الإعتراف , تخشى أن يحدث مالا يحمد عقباه وألوم عليك وقتها , تريدنى الفاعلة , حتى
تستطيع الرجوع على وقت اللزوم , جبان أنت يا قلبى , لا تشعر بى , ولا تحرص علي حرصى عليك ,
لا تخشى على من الآلام بل كل ما تريده التلذذ بالشقاوة وفعل الحماقات , تريد أن تنعم فقط بالمشاعر و العواطف , راميا مايئول اليه حالى وقت الأزمة الى عرض الحائط ,, لا تبكى ياقلبى , فبكاءك يعذبنى , لا أقصد حرمانك بينما تنعم القلوب بالسعادة , ألا تتخيل أن تلك السعادة التى ترجوها كانت ستصيبنى أنا أيضا ,,, يا قلبى أنا أفعل المستحيل كى أسعدك , أدللك وأعاملك كأمير , صدقنى لن تجد من يحتويك مثلى , لن تجد من يراعى خاطرك مثلى , وإذا كنت تجد ,, صرح لى , دلنى , إرشدنى ,, لا تقف هكذا تطالب بحقوقك ولا تراعى واجباتك ,,ماذا تقول؟؟ , لماذا تخفت صوتك ؟؟ ليس بيننا غريب ,, نعم ياقلبى أتذكر , ولكنك لم تذكر إسما , همست لى فى الحفل بالأمس , وقد كنت مرحا أكثر من العادى , حتى خشيت أن تسمع الناس حولى
صوتك ,, كنت مرحا ورسمت على شفتى بسماتك , أسعدتنى يا قلب وقتها ,, أوترى يا قلبى كل سعادتى و شجونى مصدرها أنت ,, فأنا أنتمى إليك كلية ,, فبالله عليك لا تقسو على ,, وقول لى من أين لك بتلك
الفرحة ؟؟ و كيف تخفيها على ؟؟ و من مصدرها ؟؟ كانت الألحان عذبة تملأ المكان , وكنت أنت كينبوع يتفجر ماءه ليروى العطشان , بحثت معك عن العطاشى فلم أجد سواى , أنا من كنت عطشى لحبك و لحظات
رضاك , فأنت غريب ياقلبى , قليل ما ترضى , كثير الإضطرابات و التقلبات ,وكأنى لم أكن أعرفك قبلا ,
وكأنك لم تكن قلبى لسنوات ,,, أرحنى يا قلبى , لما كل هذه التغيرات ؟؟ أحيانا هادئا مرتاح البال , وأحيانا سائرا لا تكل من الترحال , أحيانا مستكينا راضيا قابعا حتى لا أسمع دقاتك فأظلل أتحسسك لأسمعها , لأشعر أنك معى , حى ترزق لم تمت بعد ,, وأتساءل هل حقا لو لا قدر الله مت ياقلبى , هل سأموت معك ؟؟ أم هل ستفعل مثلما فعل بى كل من أحببتهم , ماتو , رحلو وتركونى ,, بالله عليك ياقلب , لا تمت , لا تتركنى وحيدة , وإن كان من الموت بد فلنمت سويا ,, فلن أقوى على الحياة بدونك ,,,, عدت مرة أخرى للصمت ,, أسمعنى صوتك ,, حدثنى , ناقشنى , إقترح على ,, ولكن بعقل ...لا تغضب , آسفة أقصد بروية ,,رويدك قلبى ,
نعم الروية من صفات العقل الذى لا تحبه ,, أعلم يا قلبى أن عقلى هو عدوك اللدود ,, أليس عجيبا ألا أستطيع التوحيد بين قطبى جمهورية نفسى ,, القلب و العقل ,, دائما فى شجار و نقار ,, و لا تستريحا أبدا
لبعضيكما ,,, ولكن يا قلبى أوتدرى لماذا دائما أهتم بالعقل ؟؟ لأنه لا يفتعل المشاكل مثلك ,, أنا لا أفضله
عليك ولكنه يجبرنى على إحترامه و تقديره , فهو صامت واثق من نفسه ,, خذ مثلا أننا , أنا وأنت منذ ساعة نحكى ونتعارك , وهو يقف هناك ينظر إلينا و لا يتحدث ,, هل سمعت له بنت شفة ؟؟, هل هم بأن
يقول كلمة؟؟ , هل دافع عن وجهة نظر أو دحض غيرها؟؟ , هل علل أو برر ؟؟,, إطلاقا ,,,,,,,,,,,,, لا تظلمنى يا قلبى , فأنا لا ولن أتواطؤ عليك ,,وأعلم أنك تريد إسعادى ,, أنا أيضا أريد لك ولى ولهذا الهيكل أن يسعد , أن يستريح , أن تستكين جوارحه ,,, تسألنى مابالى ؟؟ مابالك أنت ؟؟ .... ياقلبى تريث بالله عليك , قم وإفتح نافذتك على العالم وإنظر عبر مروجنا الخضراء ولتعكس لونها على العالم من حولنا, وأطلق بسماتك لترتسم على شفافى , وإعزف ألحانك لتنطق كلماتها على لسانى , و تصالح مع عقلى و معى كلنا كيان واحد , كلنا يبغى الإسعاد لبعضنا ,,, ووقت أن تجىء السعادة , واضحة جلية مثل ضوء الشمس تلفح وجوهنا حرارتها و تؤنس وحشتنا وتلمسنا
بأرق اللمسات و تسمعنا أعذب الكلمات ,, سنكون كلنا فى إنتظارها فاتحين أبواب أحضاننا قبل قلوبنا , فارشين لهاالأرض بالسندس , ونرشها بالرياحين وعبير الياسمين, جاهزين بأجنحة الحب للصعود بها الى عنان السماء البنفسجية أو الوردية لنحيا جميعا هناك وتكون حياتنا السرمدية ,,, هيا يا قلبى تصالح معى , قبلنى , إحتضننى , قابل معى الحياة , واجه صراعاتنا اليومية ,فلن نستطيع السكون الى أن يأتى الوقت المعلوم ,, دعنا نعمل , مين يعرف ؟؟
قد لا يطول إنتظارنا
0 comments:
إرسال تعليق