هكذا أنت أقرب/ ايمان حجازى

ذهبت لتنام بعد يوم طويل شاق , فلم يطاوعها النوم , ولم تغلق جفونها , وكأن صوتا يهيب بها أن تقوم , فوقفت وتركت مرقدها , وذهبت إليه , فتحت نافذة تطل عليه , مازال مستيقظا , لديه عمل أكيد , يعلن ضوء غرفته بستارتها الحمراء عن إنشغاله فى شىء ما , كم أرادت أن تقفز داخل نافذته , أن تقتحم حياته , أن تزيح بيدها الستار , فتجده أمامها , تقترب منه , وتلمس يده , وتحس بأنفاسه, وتسمع صوته , تحادثه ,,,,, ولكنه مشغول , ليس مسموح لها فى هذه اللحظة إلا بالإنتظار , والإستمتاع بالنظر الى صورته الحبيبة وتطلق تنهيدة عميقة من قلبها المفعم بالحب , الصامت على الإحساس , الصائم عن الكلام , الحبيس مع الأحلام .... وفجأة ينقطع التيار الكهربى ,,,, فينقطع النت , وتغلق النوافذ , الحمراء والخضراء , فتغلق اللاب توب , وتتحسس طريقها الى سريرها , وتنكمش فى مرقدها , تضع رأسها على وسادتها , وتحتضن نفسها , تضمها بشدة إليها , وتغمض عينيها ,,,,,,, وتقول هكذا أنت أقرب لى , أنت فى عقلى , أنت بين ضلوعى , أنت الشهيق والزفير , أنت تحت جفن عيونى .............. هكذا أنت أقرب , وتطلق لنفسها العنان لتنام حتى الصباح , تنام لتحلم , فلم يكن هناك ما تتمناه أكثر من هذا.


CONVERSATION

0 comments: