إصدار جديد لصبري يوسف بعنوان أنشودة الحياة ـ الجزء الأول‏

صبري يوسف ـ ستوكهولم

صدر للأديب والشَّاعر السُّوري صبري يوسف ديوان جديد بعنوان: أنشودة الحياة، الجزء الأوّل، في ستوكهولم، نصّ مفتوح، قصيدة شعريّة ذات نَفَس ملحمي طويل، تتألّف من عدّة أجزاء، كلّ جزء (مائة صفحة) بمثابة ديوان مستقل، ومرتبط  مع الأجزاء اللاحقة. أنجزَ المجلَّد الأوَّل، (عشرة أجزاء)، ينشر هذه الأجزاء تباعاً، بإصدارات خاصّة عن طريق دار نشره، ثم سينشرها بعدئذٍ بمجلِّدٍ واحد، بعد أن يتمّ ترجمتها إلى اللُّغات العالميّة الحيّة، رغبةً منه في التَّواصل مع الآخر عبر يراعِ القصيدة.
يتناول النَّصّ قضايا إنسانيِّة وحياتيّة عديدة، مركِّزاً على علاقة الإنسان مع أخيه الإنسان، مع الطَّبيعة، مع الكائنات، مع الأرضِ والسَّماء كمحور لبناء هذا النصّ ـ الأنشودة، حيثُ يرى أن حياةَ الإنسان أشبه ما تكون قصيدة مرفرفة فوقَ وجنةِ الحياة.
**
ونحن في مجلة الغربة نهنىء الأديب الشاعر والفنان صبري يوسف على فلذة يراعه الجديدة التي اخترنا منها ما يلي:

يحبو الإنسانُ نحو الارتخاءِ
     نحوَ التَّلاشي
هل يستوعبُ الشُّعراءُ
     وجعَ  الانطفاءِ
أمْ أنَّهمْ لا يبالونَ
     من عتمِ اللَّيلِ
     ولا من حشرجاتِ الانطفاءِ؟
إيماناً منهم أنَّ قاماتِهم شامخة
     عبرَ كلماتٍ كتبوها
          على صدرِ الحياةِ
عبرَ كلماتٍ
مشبَّعةٍ برحيقِ العمرِ
متوهِّجةٍ في أركانِ الكونِ
متصالبةٍ معَ خيوطِ الشَّمسِ
عبرَ كلماتٍ ستبقى
     شامخةً بعدَ زمهريرِ العمرِ
     غير قابلة للانطفاءِ!
            
ذرفَتْ أمٌّ عجوزٌ دمعتين ليلةَ العيدِ
لم يكُنْ لدى الأطفالِ الصِّغارِ  دُمَىً
لا حلوى ولا عناقيد!
حُزانى بينَ الأصدقاءِ
لباسٌ رثٌ
مسحةٌ مِنَ الحزنِ
انبثقَتْ من شغافِ القلبِ
وجعٌ غير مرئي تطايرَ
     من فروةِ الرأسِ
إحدى علامات بؤسِ الحضارةِ
طفولةٌ في قمّةِ الأفراحِ
وطفولةٌ أخرى
     في قمّةِ الأوجاعِ!   
لماذا لا نعقدُ
     قمّةً مشتركةً بينهما
ونمنحُ قلوبَ الحزانى
     فرحاً وابتهالاً؟

مفارقاتٌ تدمي تشعُّبات حُلُمي
      في صباحِ العيدِ
اندلقَتْ محبرةٌ
ارتشَفتْهَا مساحةُ خيالٍ منقوشٍ
     على امتدادِ ذاكرةٍ من حجرٍ!
عندما تعبرُ سفينتُكِ عبابَ البحارِ
شوقاً إلى نجمةِ الصَّباحِ
تذكَّريني ..
واعلمي أنَّ جموحَ الرُّوحِ
يزهو في قبّةِ السَّماءِ!
ثمَّةَ فرحٌ يهيمنُ على تضاريسِ الجسدِ
يتبرعمُ حولَ أغصانِ المساءِ
ثمّةَ أنثى من لونِ الحنانِ
معبَّقة برائحةِ الكرومِ
تتواصلُ أمواجها الهائجة
     معَ انتشاءِ الرُّوحِ
تتصالبُ بانتعاشٍ عميقٍ
     معَ ذبذباتِ الشَّهيقِ
مبدِّدةً بثقةٍ مبهرةٍ ضجرَ المكانِ

CONVERSATION

0 comments: