رواية رسالة منتظرة 11/ أمل جمال النيلي


أشرقت الشمس بنورها الساطع ، استيقظنا دون منبه ، انتابتني الحيرة فنظرة ليدِ أتأكد من وجود الدبلة ، اطمئن قلبي لم يكن حلم أنها حقيقة ، أصبحت مرتبطة به .
وقفت أسأ فتح النافذة أم انتظره ، اشتقت  إليه ، سمعت الأنغام من تكون هذه المرة ، " بين أيديك لأصالة ".
أسرعت نحو النافذة ، فتحتها لم أجده ، فجأة ظهر بوجهها الطفولي وعينه الساحرة ، ليس هناك أجمل من رؤيته بالصباح .
ـ صباح الخير .
ـ صباح الحب علي وجهه .. وحشتني .
ـ أنت أيضا ً .
ـ بدل ملابسك بسرعة .
ـ لما ؟.
ـ أنا جائع لنتناول الفطور هيا .
ـ حسنا ً .
الفرحة لا يمكن وصفها ، الحب  لا يقدر بثمن ، الحب هو من أعطي لحياتي طعم ، فالحب هو الحب ساطع كالشمس .
تبدلت الأحوال لم أعد بمفردي  ، في الصباح نذهب معا ً للعمل ، وفي الثانية نتناول غذاءنا ، كل يوم حبنا يزداد ، لم أعد إستطع الابتعاد عنه ولو للحظة ، هو كل ما لدي بالدنيا بعد أمي وأبي .            
 حبه ملك كياني ، فعندما أنظر للسماء أري وجهه يبتسم لي ، وعندما أستمع لكلمات أغنية تهتز قلبي ، نتغنى بالحب وأتخيله يتغني بها لي .
يوم عيد ميلادي ذهبنا كي نحتفل معا ً ، بدأ الرقص علي أغنية " أنا قلبي ليه حاسيس كده لكارول سماحة " ، وقف فجأة ومد يده يطلبني للرقص .
وقفت وسيرت معه ، قابض علي يدي بحب ، وضع يده علي خصري ، ووضعت يداي حول عنقه ، عيني ألتقط بعينه ، وبدأنا نتمايل مع الموسيقي .
ياله من يوم ملأ قلبنا بالسعادة والحب ، أحسست بالحنان بأحضانه ، عزفت قلوبنا لحن الحب الأبدي ، لم أصدق ما نحن عليه إلا حينما انتهينا من الرقص .
نظرنا حولنا فلم نجد أحد غيرنا ، الجميع واقفين ينظروا لنا ، أعينهم تخبرني بأن الحب ظهر علينا ، أصبح ظاهر لم يعد هناك مجال لأخفاءه.
                                          ــ ــ ــ ــ  ــ ــ ـــ
ـ أخبار منال ؟.. لم نعد نراها كالسابق ، .. لقد أخذها منا .. أعمل لها حظر تجول .
فقالت ليلي :
ـ أجل .. فبعدما فشلت المنشطات .. فكرت بالتلقيح الصناعي .. أخبرها الدكتور الأسبوع الماضي بذلك .. لم يعد أما مها سواها .. أليس الزواج أمر شاق .. يصبر ..
ـ ولكن زوجها ليس صبور .. لم يمر الكثير .. ستة أشهر وكل هؤلاء الأطباء والتحاليل .. مهووس بفكرة يصبح أب .
فقالت ليلي :
 ـ أتركنا من منال لها الله .. ما أخبارك أنتي ووسام .. الأمور علي ما يرام أليس كذلك .
ـ الحمد لله .. بدأنا نشاهد الأثاث .. تختاره معا .. غاية من الجمال .. كل يوم معه مفاجأة .. حياته لا تعرف الحدود .
فقالت روجينا:
ـ ألم تحددوا موعد زفافكم .. الوقت يمر ألحاقي استمتعِ ِ بحياتك .. فالعمر ينفذ كالنهار .. لابد أن ينقضي .
ـ حينما ننتهي من أجاد الشقة سنحدد زفافنا .. لا نريد الانتظار أكثر .. لم نعد نستطع الابتعاد عن بعضنا .. الوقت حان فلدي موعد .
ـ موعد مع وسام .. أليس كذلك .
ـ أجل .. سنذهب لنتنزه بين الحدائق .. إلي اللقاء .
هكذا صعدت وبدلت ملابسي ، التقينا بالرواق ونزلنا معا ً ، بمجرد ركوبنا السيارة بدأنا في الكلام دون توقف ، تكلمنا عن منزلنا ، ما شكله الذي نفضله ، وسألني عن عدد الأولاد .
ـ ما رأيك في واحد ؟.
ـ واحد ولما لا يكونوا اثنان .
ـ موافقة .. ويارب يكون واحد يشبهني والآخر يشبهك .
ـ وهذا هو العدل .. يا رب يحقق لنا أمانينا .
ـ الأجمل هو أن أكون معك .. من هذا قليل الذوق الذي يبعث لكي رسالة الآن .. سآخذه ولن تراها قبلي .. ما رأيك إذا ً 

ـ وسام .. لا أرجوك .. ربما كان أحد أصدقائي .. وسام .. وسام أرجوك .
بدأ في الجري وأنا وراءه ، يجري وهو يضحك دون توقف ، ولكن لم يكتفي بذلك ، جلسنا تحت شجرة لإسترح ، فنظر لعيني وهو مبتسم وضحك بصوت عالي وقال وهو يمسك يدي :
ـ لعيناك العسلية سحرا ً
 يأخذني لبعيد
 أسبح في بحر ليس له شاطيء
 ولرمش عيناك أسهم تخطفني .
وآه من ابتسامتك أعشقها
 تهمس لي بأحلى الكلمات
و بالأخص عندما تنطق اسمي .
رشيقة تسيري في خفة
 تأخذي قلبي برفقتك
 آه من الغيرة
 أغار عليك ِ
 أري شعرك المسدول علي ظهرك
 يداعبه  الهواء ويتمايل معه .
وجهك آه منه كالقمر في نوره وجماله
 صورتك ستظل محفورة مهما مر الزمان .
ـ كلماتك مملوءة بالحب .
ـ أيامنا ستكون إن شاء الله كلها حب .
ـ ألم نذهب كي نري الشقة .
ـ شقة لا تليق بجمالك .. أعد لكي فيلا مثل الجنة .. كي نعيش أجمل اللحظات فيها .. سأطلق عليها جنة وسام .
ـ فيلا .. يا إلهي .
فجأة إذ بالهاتف يرن ليقطع الأوقات الجميلة فالعمل لا يترك أحد يتمتع بجمال الطبيعة والحياة ، أليس كذلك الحياة لا تترك لنا مجال للراحة .
أسرعنا نحو الشركة ، بمجرد دخولنا وجدت احتفال رائع ، عيد الحب لم أتذكره ، سلبني عقلي فأنساني الأيام .
قرر العاملين بالشركة مفاجأتنا بهذا الاحتفال ، البالونات والورود في كل مكان ، وعند كل تكمن رسالة رائعة وخلابة ، أركان الحب والعشق سأقرأها لكم ولتحكموا أنتم .
ـ ليس الحب أن تبقي مع من تحب .. ولكن أن تثق أنك في قلب من تحب .
ـ في لحظات مختلفة من عمر الزمن .. وعندما تتحدث مشاعر المحبة ويحن وقت اللقاء  .. نتذكر أحباب لهم في قلوبنا : كل عيد حب وأنتم طيبين .
ـ زرعت الحب في قلبي .. وبدمع العين بسقيها .. ومحصولي طلع وردة لأعز الناس بهديها .

ــ بكل عطر الزهور .. بكل صوت الطيور .. بكل إحساس العالم أقولكم " كل سنة وأنتم طيبين .
ـ سألت البحر تقدر توصل سلامي وما تتأخر .. قال : سلامك حار وأخاف أتبخر .. كل سنة وأنتم طيبين .
أما علاء : الحياة محطات .. أحلاها العطاء .. أجملها الوفاء .. أعذبها الحب .. أملها الانتظار في محطة السعادة .
هكذا انتهي حفل الرسائل ، ليبدأ الاحتفال بالرقص بعدها  وتناول الطعام ، رقص وضحك ليس له نهاية .
مر الوقت بسرعة فائقة ، تركنا الشركة وحملنا الهدايا ، أما عن هدية وسام لا تقدر بثمن ، شهران مكافأة هدية لجميع العاملين .
عدنا والقلوب ترقص من السعادة ، بمجرد دخولي غرفتي وجدتها مملوءة بالورود ، يتوسط السرير علبة صغيرة ، فتحتها لأجد بدخلها خاتم رقيق وجميل .
فاتصلت به :
ـ كيف أعدت كل ذلك وأنت برفقتي .
ـ هذا هو السر .. كل عيد وأنت طيب .. أسف لأنني لم أتذكر .. سلبتني عقلي .
ـ وهذه أجمل هدية عندي .. لا تفكري إلا في ِ .. أليس هذا رائع نظرتي لعبدك بعين الحب .
ـ عبد ذو رقة .. أما هي ممزوجة بالجنون .
ـ الرقة والجنون تنتج حب يفوق الآمال .. متى سيأتي اليوم وتكن في مملكتنا ؟.. لنكن بمفردنا .
ـ لا تتعجل الأمور .. سيأتي الوقت .
 ـ كل هذا وأتعجل الأمور .. سأموت من قوتك .
ـ لست بهذه القوة .. ولكني أنتظر الشوق يحركك أكثر فأكثر .. حتى يزداد حبك .
ـ حبي يزداد كل لحظة ..
ـ آه منك مجنون .
                      ــــــــــــ ــــــــــــ ــ ــــــــ ـــــــــــــــ   
                          انتظر الأحداث القادمة

CONVERSATION

0 comments: