ليلة الاقنعة الصاخبة/ خليل الوافي



ـ مدخل الليل

وعدت الليل

ان احرس النجم الهارب

من قلقي الموقن بالسهر

جسدي يسبح في

المتاهات الحالمة

هل انجح ؟

من يتحمل عذرية المكان
بعيدا عن لمسة الشجر
اقطف سنابل الوقت
يجف الماء في حلق
الهواء الساخن
تهب شمس الريح
جداول العطش
اتحسس الندى
يعتصر اكتمال القمر
في جفون همس العذارى
وفيحاء الشراشيف الضيقة
تثير فضول الغرباء
وينزل الليل عن جواد المطر
تراني هناك انتظر
ـ عزف على ايقاع الموج
مسحت لون الماء
عن ثغر الانوثة العابرة
في صحراء رمال موج
تزحف على ركاب الصيد
ظلال ساخرة
توقفها قوافل القرى البعيدة
عن اطلالة بحر
يتمرد قليلا
تنطفئ رموش الزينة
في خمار اثقلته العيون
بما رحبت ارض الولادة
وعشق مستحيل يكابد
لحظة الاعتراف
في محطة القطار
اجدك في انتظاري
احمل ارتجال عقارب النسيان
على ساعة الحائط
بدى المشهد مهيبا
ورخوا في تصاعد
اصوات الركاب وحركات الوداع
ادركت معطفي خلف كرسي الانتظار
عد ت لاسافر في عينيك
شواطئ البوح والكثمان
تغيب شمس الدجى في شغف الفراق
ولهفة الامل بعودة ناقصة
ـ همس الندى على حافة السحر

سمعت هسيس العشب
يهمس للندى
عطر اميرة نائمة
في حضن القمر
تفتحت عيون الشوق
يرقات قرنفل تحلم بالمطر
ينساب الماء
بين وردة وقبلة
تزهر الارض
ربيع المواسم الراكض
تحت بحيرة الصمت
و الاسرار القديمة
في غرق الحكايات
وكنوز الكلام
كل ليلة
تخرج الفرحة
من كهوف العدم
ارى شكلي منقوشا على الحجر
بابلية الحروف وسومارية اللكنة
اضع حدود الفهم
و انفض الغبار عن اسمي
ماذا تبقى مني
كي احمل الليل خارج العتبات
واصلي في القدس صلاتي الاخيرة

قمر يربك طلوع الشمس


دق الليل وحشة
الظلال الخائفة
من ضوء القمر
شاعت ظلمة حزينة في الافق
ثمة شمس تغادر نومها الملتهب
هبت ريح الغضب
تريح المكان من عبء السهر
لا النور طفح
و لا الحلكة اختفت
يتيه الزمان عند وقع الخطى
في ركوب حرقة السفر
اترك المساء خلفي
اتوغل في مناطق
الاحساس المرهف
ابحث عن خلاصي
من صدى الاسئلة
تحاصر طقس النسيان
في ذاكرة تخضب
جدرانها بالنعاس و الشخير
ارى امي
تضع الحناء في يوم مولدي
وابي يقرا سورة الفاتحة
و يعلن في الماذن قرب الصلاة

ـ منارة تبعد سفن العودة

هو الليل ...
المنعش لرطوبة السحر
تفرز السماء جمرتها المنطفئة
في وهج السفن المجهدة
بفقدان البوصلة
عائمة لحظات الوقت
على اشرعة مزقتها
حناجر الصيادين
عندما يلتقي الماء بالماء
تفيض المراكب بالغرق
احتمي بقطعة الخشب
والموج في عناده الدائم
يفرض سلوك المناورة
ويعطيك فرصة النجاة
سرعان ما تنقطع انفاسك
و تباشر الموت
والملح يحفظ جلدك
من التفسخ
لكنك تصبح طعم الاسماك الجائعة
على مقربة من منارة الضوء
تدنو منك المقبرة
تضع رفاتك الى جانب
الجماجم الساخرة من عطب اللقاء
وصدا برج المراقبة
تسكن الريح مواطن الصخر
لا شيء غير الريح
تمسح عن الجرح

دموع المطر

ـ مدينة تخلع رداء الصمت

اوشك الليل ان ينتهي
فرغت من كتابة قصيدتي
بحبر الصخب
الموغل في الصمت
فتحت نافذة الضوء
على امواج العائدين
الى قبورهم نائمين
والحجر فوق الحجر
يصحو الصراخ
في الصدور العارية
هكذا يبدو المشهد
اخرج للتو
احمل شعاراتي القديمة
ولائحة باسماء
الذين سقطوا
في ساحة المعركة
يكثر الرصاص في الازقة
والدروب الضيقة
اشعر ان الوطن
يختزل حدود الانتماء
اصحو على ايقاع الركض
لا شيء سوى الركض
الى مناطق مجهولة في جسدي
اسخر من الموت
وهو يصاحب اقراني
في جنائز الزغاريد
وحبات الارز تدغدغ
ملمس الجرح
عسى الموت ان يخجل من قتلاه
عند تحية العلم
 المغرب



CONVERSATION

0 comments: