غيرة الأمواج/ ايمان حجازى


على شاطىء البحر تتهافت الأمواج حبا فى ذرات الرمال , يلعبان , يجرى الموج فى طريقه الى البحر بينما تلاحقه قليلا الرمال ثم تتباطىء واثقة من رجوعه إليها ,,,

وقف هو ووقفت قباله لا تحرك ساكنا , غارقة في بحر عيونه , تلك الدنيا الساحرة العميقة , بسرعة تتحرك يده , ينزع قميصه و يلقيه عند قدميها , وبيده يجردها من قميصها ,

يلقى به فى حضن الآخر فيلتقطه بشوق ولهفة, يأخذ يدها , يرفعها الى شفايفه , ناظرة اليه هى , لا تفعل غير ذلك , يدخل بها رويدا فى الماء , مع كل خطوة يعلو طغيان الماء

على الجسد الملهوب , حتى تتغلغل المياة متخللة المايوهات فتشهق , ولا تدرى أكانت الشهقة بفعل الأمواج أم بفعل ضمة مفاجئة الى صدره , أم بفعل ملامسة شفافه لشفايفها,,لم يعطها فرصة للتفكير أو حتى التساؤل , وظلت أسيرة لهذا الإحساس الطاغى , وتصرفاته المتقنة المتفننة المتمرسة فى رحلات مكوكية متبادلة متفاعلة بين يديه على ظهرها يضمنها الى صدره بقوة ,, وبين شفايفه حيث يمتص رحيق الشفاة ثم يهبط على ذقنها فيداعبها ويصعد لتحسس خدها ويضغط عليه خفيفا بشفايفه ويعود مرة أخرى الى رحيق الشفايف مثل عودة موج البحر الى رمال الشاطىء ظمآ محترقا شوقا فما يلبس يروى ظمأه منها حتى يستبد به العطش لرقبتها فوجنتاها فجبهتها ويسارع عائدا الى شفتيها و عبثا حاولت الأمواج التغلغل فيما بينهما , فبدى أنهما متلاصقين , نموذج للحظة الذوبان الراقصة , يتمايلان يترنحان , فتارة يسبح على ظهره ضامما إياها على صدره ضاربا للموج بقوة بقدميه , و كأنما لا يريده أن يلامس جسد حبيبته , و تارة يسبح على وجهه فيعتليها , و هى كأنما ليست هنا , تاركة نفسها لهذا الأحساس , مغمضة عينيها على صورة فتاها , مستقبلة حبه و هواه فى إستكانة و رضوخ بينما الموج يستمر فى غيرته من هذا الخيال , هذا الوهم , فيظل يعصف بهما , حتى وكأنه البوتقة التى تذيب العناصر فما تكون إلا وسيلة لإمتزاجها
تحدثنى مجالستى فى أشياء , فأرد عليها سريعا و أعود لهذا الثنائى ,, أبحث أبحث و لكن لا أجد شيئا ,, أتسائل أحقا كانا هنا,, أتراهما ذابا فى الأمواج ,,

هل إستطاع الموج أن يفرق بينهما أم أذاباهما سويا ,,,,,
أعود فأتساءل هل حقا كانا هنا ...................أم كانت أمنيات!!!؟

أم خيالات أحلام !!؟

CONVERSATION

0 comments: