محاضرة بعنوان هموم مقدسية للكاتب الصحفي راسم عبيدات في مدرسة مارمتري بالقدس

ألقى الكاتب الصحفي راسم عبيدات يوم الخميس الماضي، بدعوة من مدير المدرسة الاستاذ سمير زنانيري محاضرة لطلبة المدرسة الصفوف الاعدادية والثانوية بعنوان هموم مقدسية،وقد شدد الكاتب في محاضرته على أن الأوضاع التي تشهدها مدينة القدس من تفكك مجتمعي وانهيار قيمي وأخلاقي ومجتمي هي نتيجة لسياسات وممارسات الاحتلال القمعية والاذلالية بحق شعبنا،ولكن رغم أن الاحتلال المسؤول المباشر عن ما يشهده مجتمعنا الفلسطيني من مظاهر العنف والاحتراب القبلي والعشائري،ولكن لا يجوز لنا أن نجعل من الاحتلال الشماعة التي نعلق عليها كل همومنا ومشاكلنا،بل في جزء منها المسؤول عنها هو جهلنا وتخلفنا وغياب الوعي والتربية الصحيحة وسيادة ثقافة الانغلاق والتكفير والتخوين والتلقين،وأكد أن معالجة المشاكل الاجتماعية والعودة الى قيم التعاضد والتكاتف والتسامح والوحدة،غير ممكنة بدون أن يكون هناك مساهمة جادة من قبل البيت والمدرسة،وأكد على أن غياب الوعي والجهل يدفعنا للانسحاب نحو العشائرية والقبلية والجهوية والطائفية،واذا ما أردنا الخروج من حالة الضياع والتوهان فعلينا أن ننتمي الى شعب وقضية وليس إلى عشيرة أو قبيلة أو طائفة،ودعا ادارات المدارس الى نشر الثقافة الوطنية واعتماد العقل الباحث والبعد عن التلقين والنمطية،وشدد على أن شعبنا كان وما زال تجمعه الهموم المشتركة والتاريخ المشترك والقضية والمصير المشترك فنحن مسلمين ومسيحيين عرب أبناء شعب واحد وقضية واحدة ولا يجوز لنا أن نوظف الدين عن جهل وتخلف لخدمة قضايا سياسية من شأنها ضرب وحدة المجتمع وتفكيكه،ودعا طلبة المدارس إلى ضرورة المشاركة في الأنشطة الاجتماعية والمجتمعية التي من شأنها أن تقلل من مخاطر الاحتقان المجتمعي،وختم بالقول أن التسامح والوحدة وغيرها ليست مجرد شعارات تقال في المناسبات والاحتفالات وأمام الكاميرات وعدسات التلفزة،بل يجب أن تترجم إلى أفعال على أرض الواقع من خلال المناهج والندوات والمحاضرات وورش العمل والتضامن الاجتماعي وغيرها،وفي النهاية أجاب على أسئلة الحضور،حيث انه لمس أن هناك تعطش عالي عند الطلبة لمثل هذه المحاضرات،وقد شدد مدير المدرسة الأستاذ سمير الزنانيري على أهمية مثل هذه المحاضرات،وقال أننا بحاجة إلى كل صوت وطني جريء يعلي ويقدم مصلحة الوطن والشعب على مصلحة العشيرة والقبيلة والطائفة،ودعا الى عقد المزيد من الندوات والمحاضرات التي تعالج همومنا ومشاكلنا وتعزز وحدتنا وصمودنا على أرضنا وقدسنا.