شاعر جزائري يعلن "إضراباً عن الحياة" بعدما دفن دواونيه سابقاً

العربية ـ الجزائر - مسعود هدنة
أعلن صحفي وشاعر جزائري يُدعى، عادل صياد، دخوله في "إضراب عن الحياة"، بعدما تم فصله من رئاسة مشروع إذاعة جهوية شرق البلاد. وقال إن إضرابه عن الحياة يعني انقطاعه عن الحياة الطبيعية، من مأكل ومشرب وملبس وحمّام ومسكن مريح.

وأضاف "لدي مسكن محترم ولكني اليوم أبيت في الشارع، كنت أستحم كل صباح وهذا اليوم الخامس الذي لم أستحم فيه، لدي زوجة وولدان وابنة واليوم أنا محروم من رؤيتهم. أنا مضرب عن الطعام بنسبة 95 بالمئة، وسأستمر إلى أن أعرف حقيقة ما يجري لي".

وانتقلت "العربية.نت" إلى دار الصحافة، حيث "يُرابط" صياد، لتسمع منه خلفية إضرابه عن الحياة، فقال إنه نُحّي عن منصبه رئيساً لمشروع إذاعة الطارف الجهوية (الطارف مدينة تبعد 600 كلم شرق العاصمة الجزائر)، لأسباب قال إن فيها الكثير من التجني على شخصه.

الاعلامي عادل صياد ومواسة من احد زملائة واتهم المُضرب عن الحياة، مسؤوله المباشر، وهو مدير تنسيقية الإذاعات الجهوية، بـ"الإذعان" لتقرير صدر عن المحافظ السابق للطارف، يتهمه فيه بالتغيب عن العمل وبـ"الإهمال"، وعدم الحرص على انتهاء الأشغال بالمشروع الإذاعي في آجاله المحددة بصفته رئيس المشروع.

وينفي صياد التهمة عن نفسه، قائلاً إنه لا يتحمل مسؤولية التأخر في الأشغال، وأضاف أن التقرير والمحاضر التي يملكها تثبت أنه كان يوافي مسؤوله الأعلى وهو المدير العام للإذاعة الوطنية، بمدى تقدم الأشغال، التي يقول إنها كانت في مراحلها الأخيرة، وتساءل محدثنا "أريد أن أفهم من هو المسؤول عني، هل هو المحافظ أو المدير العام للإذاعة الوطنية؟".

اتهامات بـ"التآمر" لوحة معلقة في المكان المضرب فيه وقال صياد الذي كان محاطاً بزملاء هرعوا لمواساته، إنه لا يريد العودة إلى منصبه الذي عين فيه بقرار رسمي، وإنما يريد معرفة حقيقة ما جرى له. ويقول "حتى المجرمون لهم الحق في معرفة التهم الموجهة لهم، ولهم الحق في دفاع يرافع عنهم، أليس لي الحق أن أعرف التهمة الموجهة لي، وأن أسمع الحقيقة من المسؤولين، ثم يكون لي الحق في أن أدافع عن نفسي.. أنا لا أريد العودة إلى منصبي، أريد أن أعرف من يقف وراء هذه المؤامرة".

وأضاف أنه طلب مقابلة المدير العام للإذاعة الوطنية ثلاث مرات قبل أن يُنحى، لكن الأخير -يقول صياد- كان يحيله إلى مدير تنسيقية الإذاعات الجهوية، ما اعتبره رفضاً من المدير العام للاستماع له.

وقال صياد إنه كان على المحافظ السابق أن يتحدث مع المسؤولين المركزيين بخصوص التأخر المسجل في المشروع، وذكر أنه كان يفتقر لوسيلة نقل وهاتف من أجل تسهيل تنقلاته إلى المشروع وإجراء اتصالات، لكن رغم ذلك، يقول عادل، "كنت أذهب وأعاين سير الأشغال". وانتهى إلى القول "الإذاعة لا تملك نصاً قانونياً يحدد بدقة مهام ما يُسمى رئيس المشروع، فعلى ماذا أحاسب؟".

جنازة رسمية لدواوينه ولنفسه الاعلامي عادل صياد يفترش احد الشوارع معلنا اضرابة وكان صياد دفن في 20 مايو (أيار) المنصرم دواوينه الشعرية في حديقة بيته مُعلناً وفاة عادل صياد الشاعر، كما أقام بيت عزاء رسمي في منزله، وتلقى والده التعازي فيه من الأصدقاء والجيران.

وذبح والد صياد كبشين وقدم الطعام للمعزين، وحضر مراسيم الدفن جمع من الزملاء والأصدقاء، ودفن صياد دواوينة في قبر صغير بيديه.

وقال صياد إنه يخطو اليوم خطوة أخرى في الموت، وأنه يريد أن يكشف من سماهم "المتآمرين والفاشلين من السؤولين"، وأن يفضحهم ويضع حداً لهم، على حد تعبيره.

وحظي بحملة تضامن ومواساة واسعة من زملاء في المهنة ومن مدير الإذاعة الأسبق حمزة تيجيني، بمجرد اطلاعهم على خبر إعلانه الدخول في الإضراب على "الفيس بوك"، كما تعج صفحة صياد على "الفيس بوك" برسائل المواساة والتشجيع من زملاء المهنة داخل الجزائر وخارجها، فيما باشرت الصحف "حملة دفاع عن أحد أبنائها".

ووجه لوماً للمسؤولين الذين سمعوا بقضيته "ولم يكلفوا أنفسهم واجب معرفة حقيقة ما يجري"، وكشف أن وزيراً سابقاً مر بسيارته بالقرب منه ليتأكد من حقيقة الخبر، دون أن يكلمه.

ودعا المدير العام للإذاعة الوطنية إلى تقصي الحقيقة، وعبر عن استعداده للاستماع لكل مسؤول يريد الاطلاع على هذه القضية، ونفى أي نية للتراجع عن "إضرابه عن الحياة" حتى يعرف الحقيقة.

CONVERSATION

0 comments: