صداقة أقوى من المسافات/ شربل بعيني


عام 1971 غادرت بلدتي مجدليا ـ زغرتا، وفي مخيّلتي ملامح صديق وجار، جمعني به حب القراءة وسمو الأخلاق، فلقد كنّا نمضي معظم أوقاتنا نطالع معاً أكثر الكتب رواجاً في ذلك الوقت.
وبعد سنوات، عرفت أن الغربة التي ابتلعتني، ابتلعت رفيق صباي، وحط به الرحال في فنزويلا، حيث تزوج وأنجب فتاة ولا أجمل أسماها (أم ميشال) على اسم والدته المرحومة نزهة ( أم ميشال) كما كان يحلو لها أن نناديها.
وبعد أكثر من ثلاثين سنة، عدت الى وطني الحبيب لبنان، وفي نفس الوقت عاد صديقي وجاري العزيز الدكتور فرج ضوميط لتفقد الأهل، وكأن القدرة الإلهية أرادت ذلك، وعليكم أن تدركوا مدى الفرحة التي غمرت قلبينا معاً.
وها هو، بعد سنوات أيضاً، يعيدني إلى تلك اللحظات السعيدة من خلال صورة التقطت لنا أمام منزلي في لبنان، لم يشأ أن يحتفظ بها لوحده، بل أرسلها لي عن طريق البريد الإلكتروني مع صورة تجمعه بوحيدته الزهرة الجميلة (أم ميشال).
ألف شكر يا دكتور فرج على الصور أولاً، وعلى صداقتك السرمدية كأشعة الشمس ثانياً. على أمل اللقاء الدائم باذن الله.

CONVERSATION

0 comments: