سحب جائزة "الشيخ زايد" من كاتب جزائري لاتهامه بالسرقة الأدبية

دبي – أحمد الشريف، العربية.نت
أعلنت اللجنة المسؤولة عن جائزة الشيخ زايد للكتاب الثلاثاء 26-10-2010 عن سحب الجائزة الممنوحة للكاتب الجزائري الدكتور حفناوي بعلي، بعد اتهامات له بالسطو على إنتاج مؤلف آخر.

وقالت اللجنة المنظمة للجائزة في بيان تلقت "العربية.نت" نسخة منه إن ماورد في كتاب بعلي الفائز بجائزة عام 2009 "تجاوز حدود الاستشهاد والاقتباس وتحول في سياقات عديدة إلى الاستحواذ على جهد الآخرين مضموناً ونصاً".

وفي حديث مع قناة "العربية" قال الأديب السعودي عبدالله الغذامي:"ما حدث كارثة هو بكل المعاني الأخلاقية والعلمية ولكان الأمر يتعلق بي شخصيا لتسامحت وصفحت ولكن القضية تمس جائزة الشيخ زايد للكتاب القائمة على تأسيس ثقافة الكتاب بأخلاقيات حقوق الملكية الفكرية والمنهجية العلمية ولذلك من واجب الجائزة أن تحامي وتنافح عن رمزيتها ومقامها ومصداقيتها وتتخذ الاجراء الذي يتفق مع درجة الخلل ونوعيته".

ولدى سؤاله عن كيفية الخلل الذي حدث، قال: " الهيئة الاستشارية ليست هي التي تقرأ أو تعمل التقارير، حيث هناك لجان متخصصة تقرأ 700 كتاب لتوزع على جوائز في 9 قطاعات ولكل جائزة 3 محكمين يعدون تقاريرهم ثم يقدموها للهئية الاستشارية لتقرر، وما حدث هو خطأ بشري تماما كما يحدث مع الطبيب الذي قد يرتكب خطأ قاتلا ولكنه يبقى في حدود الخطأ البشري، وأنا اعترف بوجود ذلك الخطأ والجائزة حاولت أن تعالج تلك القضية وذلك ما حدث بسحب الجائزة".

وأضاف: عندما علمت بما حدث كانت الصدمة القوية ولذلك لم أستطع أن اتابع الأمر وطلبت من أمانة الجائزة ابعادي عن جميع المداولات توخيا للموضوعية والحيادية ولم أقرا حتى اللحظة البيان الذي صدر بشأن سحب الجائزة، والموضوع هو بالنهاية حق علمي للجائزة من جهة وللمؤسسة العملية الثقافية في الوطن العربي من جهة أخرى".

وأعرب عن حزنه وتعاطفه لما حدث للباحث الجزائري قائلا أن الإنسان لا يعرف بأحزان غيره مضيفا: "ليس بيدي شيء والمسألة ليست شخصية بل هناك حقوق علمية وفكرية يجب أن تؤخذ بالاعتبار".

السطو على جهد الآخرين
وكانت مواقع وصحف جزائرية وعربية نشرت اتهامات من الناقد المصري عبد الله السمطي، للدكتور الجزائري حفناوي بعلي، يفيد فيها أن "كتابه (مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن) فيه سطو على الدكتور عبد الله الغذامي، صاحب كتاب (النقد الثقافي..قراءة في أنساق الثقافة العربية)".

ونشرت صحف جزائرية الانتقاد تحت عنوان (ناقد مصري يفجر قنبلة سرقة فكرية بطلها جزائري)، و(ناقد مصري يتهم حفناوي بعلي بالسرقة الأدبية).

وقال السمطي "إن الجزائري حفناوي بعلي يسطو على كتاب النقد الثقافي للغذامي ويفوز بجائزة الشيخ زايد للكتاب، وإن اقتباساته كانت بالجملة"، مضيفا "لم يكتب في هذا الإصدار الذي نال به أكبر جائزة في الوطن العربي تمنح للكتاب، غير اسمه والعنوان الجديد للإصدار" مطالبا بسحب الجائزة منه.

وقال بيان الجائزة "ورد إلى جائزة (الشيخ زايد للكتاب) العديد من الملاحظات من قراء ومتابعين للجائزة تشير إلى مآخذ منهجية اشتمل عليها كتاب ( مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن) الحاصل على جائزة فرع الآداب بالدورة الرابعة (2008-2009) لصاحبه الأستاذ الدكتور حفناوي بعلي".


إجراءات للتحري وأضاف "باشرت الجائزة باعتماد سلسلة من الإجراءات للتحري في أمر الشواهد والاقتباسات التي بني عليها المؤلف كتابه، وعلى مدى امتثالها للأعراف العلمية السائدة من خلال لجنة خبراء متخصصين، وقد تبين للجائزة بعد كل التحريات أن كتاب ( مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن - الدار العربية للعلوم ناشرون - منشورات الاختلاف - الطبعة الأولي 2007) رغم طرافة موضوعه وغزارة المادة النقدية التي تضمنها - قد ساده منهج في عرض مادة النقد الثقافي تجاوزت حدود الاستشهاد والاقتباس وتحولت في سياقات عديدة إلى الاستحواذ على جهد الآخرين مضموناً ونصاً".

وتابع البيان "بناء على ذلك، وحرصا على الأهداف التي من أجلها أنشئت جائزة الشيخ زايد للكتاب والتي تمنح للمبدعين من المفكرين والناشرين والشباب عن مساهماتهم في مجالات التأليف والترجمة في العلوم الإنسانية، ذات الأثر الواضح في إثراء الحياة الثقافية والأدبية والاجتماعية وفق معايير علمية وموضوعية والالتزام بحقوق الملكية الفكرية كما ينص على ذلك نظامها الأساسي، فقد تقرر سحب لقب الجائزة من الكاتب الجزائري".

حيثيات الجائزة
وكانت جائزة الشيخ زايد للكتاب أعلنت في شهر فبراير/شباط 2010 فوز الجزائري الدكتور حفناوي بعلي بجائزة الشيخ زايد للكتاب في فرع الآداب عن كتابه "مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن".

وقالت وقتها إن "قرار الهيئة الاستشارية للجائزة بمنح بعلي جائزة فرع الآداب عن كتابه (مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن) تم لما يمثله من إضافة معرفية نقدية للتيارات في عصر الصورة ووسائل الاتصال المختلفة".

وعرفت الجائزة حفناوي بأنه "كاتب وصحافي وباحث جامعي يشغل منصب أستاذ التعليم العالي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بجامعة عنابة بالجزائر وحاصل على دكتوراه دولة في الآداب والعلوم الإنسانية، الدراسات المقارنة والثقافية".


CONVERSATION

0 comments: