روح قلمين/ بشرى شاكر

المملكة المغربية

نحن لا نختلف حتى و إن بدا ذلك للعيان...نحن نتكامل...
هو يكتب عن الغلاف و لكنه لا يتحدث عن القشرة، لأن الغلاف تلبسه قناعا أو رداء فتختاره طواعية ولكن القشرة هي طبقة منك لم تخترها و لكنها منك و تريد أن تنزع نفسها عنك...لكنه هو يريد أن يقشر الغلاف، لأنه يراه مشوها...يصفه كما تراه و كما أراه...غير انه يتجرأ أكثر على وصفه...ليس قسوة منه و لكن حبا...
حبا في أن نفتح أعيننا أكثر...لكي نزيح الغشاوة عليها و لكي نحاول أن نغير أغلفتنا لكي نرتدي ما نستحقه كأمة...لباسا أبيضا صافيا يلمع من بعيد...لا لينفجر و لكن لكي يضيء...
هو يبحث عن الرداء الأبيض...و أنا ادخل عبره لأسبر أغواره...لأني ابحث لصاحب الرداء الأبيض عن ذلك المشعل الذي يريه طريق المحجة البيضاء...
نحن لا نختلف كثيرا....
هو يصف الغلاف كما يراه و تراه و أراه...و أنا ألج منه إلى عمق الروح...هو يبدأ من الخارج لكي يثير القضية و أنا ادخل لعمق الروح لكي أجعلك تغير غلافك بيدك و أنت تراه تماما كما وصفه لك هو في البداية و ليس كما كنت تراه و أنت ضال عنه...
هو يتحدث عن الغلاف و صاحبه بثورة و أنا أمزق الغلاف لأتجاوزه إلى روح صاحبها أيضا بنفس الثورة...
كلانا يلتقي في ثورته التي تدعو للتغيير الايجابي...
هو يثور لتغيير الحال و أنا ابحث عن تغيير المآل...
قد يكون لنا منهجين مختلفين و لكني ادخل من بابه هو لعمقي أنا و هو يبدأ من روحي ليخرج من غلافه هو...
و لكن هناك أوقات نلتقي فيها دون أن تختلف مناهجنا أو مسالكنا...حينما نقفز فوق عتبات الأشخاص و نطل من شرفات البيوت...لنتخيل أفقا شاسعا متراميا، تمطر حروفنا مشاعر وجدانية، حينها لا يمكن لحروفنا أن تنهج طريقا مغايرا...لأنها تشكل نفس اللوحة السريالية التي تجعلك أنت تبوح و تجعله هو يبوح و تجعلني أنا أبوح...هل يختلف البوح؟؟؟
قد تختلف الطريقة و لكنه نفس البوح...نابع من نفس الإحساس..
نحن نختلف لنلتقي...فكلانا يريد أن يثور ثم يغير و كلانا يمضي في طريقه لنلتقي دائما عند نقطة معينة...لا لنتوقف عندها...و لكن لينهل هو من الروح و أتمتع أنا برؤية غلاف جديد...عندها نكمل الطريق طريقا واحدا و حروفا تتشابه و إن رأيتموها مختلفة....
هناك جراحان...أحدهما يبتر ليعالج و الآخر يرمم ليعالج و لكن كلاهما يعالجان !!!
فهل يختلفان؟؟؟

CONVERSATION

0 comments: