ترانيم شعرية لرفيق روحانا وإياد قحوش في ثقافي مرمريتا

تحول يوم الجمعة 8/10/2010 المركز الثقافي في مرمريتا إلى هيكل يعبق ببخور الشعر المحكي و تردد قلوبنا قبل حجارته ترانيم د. إياد قحوش و الأستاذ رفيق روحانا .
بعد ترحيب السيدة أوديت ديب مديرة المركز بالشاعرين و السادة الحضور، قدم الأمسية الأستاذ طلال عين الشائبة مرحباً بالضيفين لتبدأ الأمسية مع الشاعر د. إياد قحوش الذي جال بالحضور في بحر من الخيال مع قصيدته "خيالات بالألوان" و منه إلى قمة جبل السايح لنجلس بين يدي الله مع قصيدة "السايح" و لما وجّه تحية إلى السيدة فيروز في قصيدته "صوت وقفة عز" حضرت فيروز في أذهاننا صوتاً و أحاسيس .
و سالت الكلمات عذوبة حين سكب بعضاً من غزله :

يمكن لأني بحب صوتك فج
بكير قبل الضو ما ينرج
و بحب لون عيونك مسخّن
متل الصلا اللي راجعة من الحج

و من قصيدة "سورة الطاولة" :

المزهرية انقرفت من الخاصرة
و وقعت ملوك من الدهب و قياصرة
و رح بعترفلك قبل كل مناولة
إني جزيرة بكل بحر محاصرة

و اختتم د. إياد بقصيدة "أنطاكية" التي هي كما قال تجربة يخوضها للمرة الأولى من حيث دمج الجغرافيا بالشعر , فكانت قصيدة متميزة حملتنا فوق وادي النيل و جالت بنا في ربوع بلاد الشام و منها :

و كان الشتي من القدس جايي نزول
و لابس متل لحية الرهبان
و قوس القدح متل الجسر معمول
تا تعربش على قناطرو الألوان

أما الشاعر رفيق روحانا فقد افتتح باسم الشاعر الكبير سعيد عقل بحضور ممثل عنه د. أنطوان الحاج , و ابتدأ بقصيدة "غرق بسما" فكان أن غرقنا في سماء كلماته :

غرق بسما! كيف!! السما جوانح
ملعب لحريي.ز مش مطارح غرق
يه يه . شو بيخربط بها الكون الورق
و الحرف شو بيغير مطارح
و بتقشع البكرا من الماضي انسرق

و من خلال قصيدته "بيت الحجر و الشعر" رسم صورة ملونة عن مراحل طفولته و شبابه , و من كتابه "زهر الجمر" القى قصيدة "يا ريتك معي" التي نقلت إلينا دف الثلج حين يقبّل الأرض و حرارة الشوق حين البعد و منها :
و السما عم تشلح تيابا
و تلبّس حواض الورد طرحة عروس
دخيلك تعي
بعدا الطريق بينقرا ترابا
و التلج ضوا العتم
و نجوم المجوس
و قصيدة "الزيتوني" التي تحمل روحانية تقرب حدّ الصلاة :
جيتني و خليت
أهلك يحبوني
من وقت ما صليت
بفية غصوني
.. و من يومتا و الزيت
يقطر من عيوني
مقدّس ... و بكل بيت
ولادك يضبوني
و عا مدبح الياريت
و لو كان عز النور
شمعن يضووني
و كل ما صلوا معن صلي
تا ما تشح بأرضن الغلي
و غط الحمام بقلبن .. و طار الحمام
و إن بلشوا يخافوا من القلّي
نتشعنن و نصرخ : و ع الأرض السلام

و في نهاية الأمسية قدم الشاعر رفيق روحانا شرحاً مبسطاً عن جمالية الشعر باللغة المحكية و أهم ما يجب أن يتمتع به لتحقيق هذه الجمالية كلذة الانتظار , التلميح , الغرابة و التساؤل , ثم الإيحاء بأن تكون الكلمة الواحدة تأتي بموكب من الصور و الكلمات , و جمالية الشعر تكون أيضاً في تكامل الصور بعضها مع بعض و تناغم اللفظ و المعنى مع استخدام الكلمات البسيطة لكن المعبرة , و في النهاية لابد لكل قصيدة من فكرة تحملها و هذدف تصل بالقارئ إليه .
نشكر للدكتور إياد قحوش و الأستاذ رفيق روحانا هذه الأمسية التي نقلتنا من مملكة الأرض إلى ملكوت الشعر , وهي و إن روت بعضاً من تعطشنا فقد زادتنا لهفة و شوقاً لمزيد .

يامن زريبي
ضيعتنا مرمريتا

CONVERSATION

0 comments: