ليلة بكت فيها السماء/ ليلى حجازى


ليلة بكت فيها السماء . كنت اسمع بقبقة قطرات الماء وكنت أرى رذاذ المطر ينساب فوق زجاج النافذة حين يلمع البرق ، كأنها دموع طفل تنسكب وتمسح اسمك الذي رسمته فوق الزجاج بأصبعي وهي تشق غبار الخريف . وكلما انزلقت قطرة تنهدت من أعماقي ...


في هذه الليلة الباردة ،إنقطع تيار الكهرباء ، نامَ أولادي وبقيت وحدي في المنزل ؛ لا تلفاز ولا هاتف ولا إنترنت قادني الحنين إلى زمنٍ غيرِ زَمنِي .جلست أمام نافذة غرفتي و استرجع كل ما مضى فوجدت ان الحياة اجمل من ان نعيشها بحزن والم
.أتأمّل الغابة الواقعة خلف المنزل؛ غابة جميلة ،عميقة وغامضة ... تماماً مثلَ قلبي ؛ غابةٌ لطالَما جُلتها ولكني مازِلتُ أجهلُها وأتوهُ فيها ... تماماً مثل قلبي ، قلبي الذي أجهل مراده ومناه ...كم عذبني وكم توهني وكم َضيعني !!! لماذا يعود للحياة بعدَ الموت ؛ تماماً مثل هذه الغابة ...أشجارها الآن ميتة وعارية ، حيواناتها في سبات عميق وطُرُقها مسدودة لن يدخُلَها أحد ...لكن ماإن يأتي الربيع تحيِيِ الأمطار جذورَها فتعودُ للحياة بثوبٍ أجمل ...تماماً مثل
ركبت قطار أفكارى تذكرت كل شئ نعم هناك امور كانت جميلة لكني عندما تذكرتها شعرت بالحزن لانها لن تعود فلم أجد وَنيسا غير شمعَتي وقَلمي
احـتـضـنت قلمى بين اناملـي.. اشعـر بـراحـه وانـا اخـط ما يجـول بخاطـري ومـا يسكــن باعـماق ذاتــي
انـه صديقـي القلـم ....انـه ليس مجـرد شيئ مــا.. ولا مجـرد جـماد لا حيـاه فيـه.. بــل اشعــر بنبضـه وحـنانــه..
انـه احتضن كـل اسـراري بصـدق ووفـاء.. وازاح عنــي كمـا هـائـلا مـن الاحــزان والالآم .. الآما احتمالها يفــوق قـدرة البشـر.. استمـع لشكوتــي مـن غيـر ضجـر او ملـل..انصت لى جيدا شرحت له أنى أولا........

لست بكاتـبه لاخـط الخوطـر..أو شاعره لانظـم القصائد.. فقط اجد مواساتي بالكتابه.. وما اخطه على الورق..

فهي مـن تؤنس وحـدتي.. وتـزيـح ما يـجـثـم فـوق صدري.. من قـهـر الايـام.. وظـلـم الليالـي.. وعـبرة الزمـان..

باشد المحن تبقى اسراري حبيسه بالعقل والوجدان.. الجـأ لغرفتي.. فتحتضنني بجدرانها البارده..فلا تسمع همسا ولا صوتا سوى الانفاس الحبيسة بالصدر.
وعاد قلبي يسأل عنك يحرق صمتا لم يزل فيه البركان جمر، كأنه الليل حين ترحل عنه شجرة الخريف يخترق بابا واحدا يتألم، ظننتُ إني أحكمتُ إغلاقه حتى تكسّر بعد أول نسمة جاءت تحمل رائحة عطرك لم أجدها إلا مرة واحدة لا تتكرر بين سطورك. عاد جرحي يتأمل في رحلة قلب مازال حبك فيه له سحر التمرد والكتابة بحروف الدم والنار.. يلتهم خسارات لم تجد لها وطن غير ذاكرة عاشق وخيبة من سأم حمل رسائل لم يأت بإجابتها. سيدى. عاد قلبي يسأل عنك و شوق يطالبني أن اعرف متى يُغلق هذا الجرح.. فالخوف يطرد النظرات العاشقة...
لم أجد سوى أن أكتب لك أشعار...أشعار تصيبني بالدمار،
فهواك شوش لي كل الأفكار و أصابني بالإنهيار
لأني لا أملك القرار، لأختار منك الفرار،
تماماً مثل الغابة التي لم تفر منها الأشجار...
أهٍ يا سيدي لم أعد أطيق الإنتظار، فأنا أحبك بكل إختصار

CONVERSATION

0 comments: