عرض لكتاب "آفاق الفن السينمائي"/ محمد أحمد خضر

مساءكم سكر أصدقائى سنعرض اليوم لكتاب يوضح لنا كيفية عمل فيلم سينما ، و هو كتاب "آفاق الفن السينمائي" للأستاذ الدكتور ناجى فوزى ، هذا الكتاب يقدم لنا مراحل صناعة الفيلم من البداية و حتى عرض الفيلم و مكان العرض و شرح الأنواع المختلفة لدور العرض السينمائى وما الواجب توافره فيها و خصوصاً سينما السيارات التى تناسب نوع معين من شاشات العرض . فهناك كثيرين منا لا يعرف إن عملية إنتاج الفيلم السينمائى عملية شاقة جداً و مكلفة يشكل غير عادى و تحتاج إلى التعاون بين مجموعة عمل ضخمة كل فرد من أفراد تلك المجموعة له مسئولية محددة ،يكون ملزم بتفيذها بدقة و عملية إنتاج الفيلم السينمائى عملية مكلفة و هى تحتاج لتنظيم من نوع خاص.من المسئول عن هذا التنظيم و مرجعيته تكون لمن ؟
هذا ما سنحاول معاً الإجابة عنه معاً للوصول لمعرفة كيفية صناعة عمل فنى تجارى مربح هو الفيلم السينمائى ،وذلك من خلال عرضنا معاً لبعض الكتب التى عرضت ذلك الموضوع الشيق المثير .
و الآن سنذهب معاً لذلك العرض الممتع ،كيف نصنع فيلم و كتاب "آفاق الفن السينمائي" .
آفاق الفن السينمائي
أ. د. ناجي فوزي
أولاً: فنون أولويات البدء:
1) الإنتاج السينمائي:
هى عملية إقتصادية إدارية تتولى الإنفاق وتنظيم وتنسيق العمل بين العناصر الفنية للفيلم السينمائي فهو المسئول عن تجهيز أماكن التصوير الداخلي والخارجي وما يستلزم ذلك من بناء ديكورات التصوير الداخلي وتصاريح التصوير الخارجي فهو ليس مجرد تدبير المال للفيلم "المنتج الممول" فالمنتج السينمائي هو المسئول عن إدارة العمل في الفيلم السينمائي من الناحية الإقتصادية والفنية فهو الذي يختار الفنانين والفنيين ويتفاوض على توزيع الفيلم الداخلي والخارجي والفيديو والقنوات التليفزيونية ومراقبة جدول التنفيذ ويعد الميزانية وعليه أن لا يخرج عن نطاق الميزانية ويرتبط عمل مدير الإنتاج بشدة بمساعد المخرج في أعمال متعددة مثل مصاريف المجاميع (الكومبارس).

وميزانية الفيلم السينمائي تنقسم إلى ثلاث أقسام:
القسم الفني : الإجور للفنانين والفنيين المشتركين في الفيلم .
القسم الصناعي: مثل المواد الخام كالأفلام وتسجيل الصوت وإيجار الإستديوهات .
القسم الإداري: إجور ومرتبات الموظفين الإداريين ومساعديهم والدعاية والإعلانات والتأمينات على العاملين وكذلك التأمين على الفيلم ذاته ضد الحوادث أو الحرائق .
ويكون هناك مجموعة " مساعدي الإنتاج " الذين يعاونون المنتج ومدير الإنتاج وقد يكون المنتج فرد مثل "رمسيس نجيب ـ جمال الليثي....إلخ" وقد يكون شركة مثل "أفلام الشرق ـ يوسف شاهين وشركاه .... إلخ" والشركات قد تكون شركة حرة وقد تكون تابعة للقطاع الحكومي كالتي أنشئت خلال فترة القطاع العام السينمائي " شركة القاهرة العامة و الشركة العربية العامة ".
ـ وإذا بدأ المنتج السينمائي بإنتاج فيلمه بدون أن يكون على إستعداد كامل له من الناحية المادية والفنية فإنه يكون معرضاً لأن يتوقف عن إستكمال عمله كلية أو أن يستكمل الفيلم من خلال الإقتراض ليصبح العمل غالباً خاسراً.

2) الصياغة المكتوبة:
الصياغة المكتوبة للأفلام الروائية والتسجيلية وفكرة الفيلم يمكن تلخيصها في جملة واحدة مثل "الخيانة الزوجية تهدم السعادة الأسرية" والصياغة المكتوبة كنص سينمائي هى "السيناريو".
يبدأ الفيلم بفكرة أساسية تتقدم خطوة أخرى لتتحول الفكرة إلى "قصة الفيلم" وهى الصياغة المكتوبة في ما لا يقل عن عشر صفحات والأهم من حجمها هو البحث في مضمونها فالقصة السينمائية تشمل ملخص للحركة داخل الفيلم وعليها أن تمنح شعور لقارئها بطبيعة الفيلم " رومانسي ـ مغامرات .... إلخ ".
وتمنحه إحساساً مبدئياً بترشيح طاقم عمل وخصوصاً الممثلين كما تتيح للمنتج أو المخرج تحديد تكاليف الفيلم بشكل مبدئي ومدى إقبال الجماهير عليه. وهى التي تساعد على إتخاذ قرار الفيلم هل يتم إنتاجه الآن أم تأجيله أم يتم صرف النظر عنه تماماً .
وهناك مصادر أخرى للفيلم السينمائي غير القصة السينمائية مثل الأدب والأعمال المسرحية وكل المصادر يتم تحويلها إلى مادة سينمائية من خلال "الصياغة المكتوبة" وفي هذه المعالجة تظهر مسالة التتابع أي تركيز الأحداث وتطور الشخصيات من خلال عنصر الزمن وهو زمن أحداث الفيلم. وبرغم أن الفيلم قد يقدم تطور زمني من عصر إلى عصر إلا أنه لابد أن يكون في الفيلم في فترة زمنية محدودة لا تتعدى دقائق.
المعالجة السينمائية هى مرحلة متطورة من مراحل البناء الدرامي يقوم فيها المؤلف السينمائي بمهمة الإعداد الفني للقصة السينمائية أو العمل الأدبي أو المسرحية التي سيتم تحويلها إلى فيلم سينمائي وذلك إعتماداً على الصورة المرئية كوسيلة للتعبير من خلال خطة لتتابع المواقف والأحداث وتطور الشخصيات بما يتضمنه من عناصر فنية كالتشويق والإبهار وكسر الملل.
كذلك تتضمن المعالجة وصف تفصيلي لمكان معين يتم إستخدامه لوضع آلة التصوير ووصف لمكياج شخصية في جزء معين من الفيلم.
المرحلة الأخيرة هى " السيناريو " ويحدد في كل صفحة من صفحات السيناريو:
رقم المشهد ـ نهار / ليل ـ خارجي / داخلي.
وفي الجزء الأيمن من الصفحة وصف للحركة وفي الجزء الأيسر الحوار بين الشخصيات والسيناريست له صفات عديدة منها أن يجمع بين الدراية الأدبية والدراسة الفنية والخبرة العملية في مجال صناعة الأفلام السينمائية فهو "فنان أديب يجمع بين موهبة الكتابة الأدبية والكتابة السينمائية".
وقد يشارك المخرج السيناريست العمل أو يصبح هو نفسه السيناريست.
ثانياً: فنون موقع التصوير:
برغم أن عمل المخرج يبدأ من قراءة السيناريو إلا أنه لا يستطيع إعداد المشاهد إلا من بعد معاينة " اللوكيشن "( موقع التصوير ) كذلك فإن كل عناصر "فنون موقع التصوير" لا يمكن أن تؤدي عملها إلا في مكان التصوير أو بدءاً منه على الأقل .
1) المكان:
إما أن يكون مكان طبيعي أو مكان معد للتصوير السينمائي .
وقد يكون المكان طبيعي ونعده ليناسب ما سيتم به من التصوير .
والأماكن المعدة للتصوير السينمائي هى الإستديوهات ، ومهندس المناظر له مهمة في تحويل المكان المتحرك إلى مكان ثابت مثل تعطل مصعد فيلم"بين السماء والأرض" فالمكان المتحرك كان المصعد وتحول إلى مكان ثابت .
وغالباً يترك المكان بدون سقف لضبط الإضاءة ويتم الإهتمام بالإكسوارات "علبة سجائر ، مسدس .... إلخ" .
كذلك هناك "الماكيت" ويتم تصويره بطريقة خاصة تجعلنا نراه كما لو كان حقيقي . وهناك ما يعرف بإسم العرض الخلفي Back projection حيث يتم وضع السيارة وخلفها شاشة عرض خاصة يتم عرض فيلم سبق تصويره للمكان المطلوب إظهاره فيظهر الممثل كأنه يقود سيارة في المكان المصور مثلاً أنه يقود السيارة في منحدر جبلي متعرج سريع .
2) الإخراج:
هى العملية الفنية التي تحول لنا السيناريو إلى فيلم سينمائي نشاهده كصوت وصورة.
ومهمة المخرج مهمة شاقة وشخصيته يجب أن تجمع بين قوة الشخصية والإدارة والقيادة السياسية والخبرة الفنية على التعامل مع الطاقات البشرية والمعدات والآلات فهو مبدع خلاق وإداري.
عليه أن يتثقف ثقافة عامة وثقافة فنية ويكون دارساً لعلم النفس وملماً إلماماً كبيراً به حتى يعلم كيف يؤثر على الجمهور وكذلك يكون مطلعاً على الأحداث الجارية والتاريخية في بلاده والعالم من حوله وعلى علم بقوانين السينما في بلاده.
والمخرج المـميز هو من يجعل له طابع معين مثل "هنري بركات"، "نيازي مصطفى"و"يوسف شاهين" ويبدأ عمل المخرج من السيناريو ويتم عمل السيناريو التنفيذي وهو تحديد كل لقطة داخل المشهد. وقد يجهز المخرج السيناريو التنفيذي على الورق أو يجهزه في موقع التصوير.
ويتم من قبل ذلك تحديد المشاهد التي سيتم تصويرها في مكان واحد وتوقيت واحد مثل ميناء الإسكندرية بحيث يتم تصوير كل مشاهد ميناء الإسكندرية نهاراً ثم كل مشاهد الميناء ليلاً بحيث لا نحتاج للعودة إليه مرة أخرى ، حتى لا نضطر لدفع تكلفة إنتاجية لا نحتاج لدفعها .
ونستخدم عند بداية كل لقطة لوحة الكلاكيت ، والكلاكيت به بيانات ثابتة وبيانات متغيرة لتساعد على توضيح رقم كل لقطة وتسلسلها حسب المشاهد ، والمخرج يقرر مع مهندس الديكور شكل الديكور وفي التصوير الخارجي يتم تحديد كل ما يحتاجه المخرج من الإكسسوارات ليتناسب مع رؤيته ومع مدير الإضاءة ومدير التصوير يحدد حجم اللقطة وشكل الإضاءة ونوعها بما يتناسب مع ما يريد تقديمه للجمهور وكذلك تحديد اللقطات وما يريده من تأثير لها ووضع الكاميرا وزاوية التصوير وإرتفاع الكاميرا.
مساعدي المخرج:
مساعد المخرج الأول:
عمله يتصل بقطبي صناعة الفيلم المخرج ومدير الإنتاج فالأول يريد فيلم جيد والثاني يريد تنفيذ الفيلم وفقاً لجداول العمل والميزانية ومساعد المخرج يعمل لتحقيق هدف الإثنين لنحصل على فيلم جيد في نطاق الميزانية.
فيبدأ مساعد المخرج من مرحلة التحضير في العمل مع مدير الإنتاج بعمل تقسيم لتحديد المشاهد وإرقامها ومتطلباتها داخلي / خارجي، ليل / نهار ـ الممثلين والكومبارس ـ الإكسسوار ـ شكل الديكور ـ الملابس ـ المؤثرات المرئية والمسموعة حيث يمكن من خلال هذه التقسيمة تحديد كل ما يلزم إنتاج الفيلم وتحضيره.
ـ ويعاون مساعد المخرج الأول المساعد الثاني حيث يقوم بتنفيذ ما يعهد إليه مساعد المخرج الأول وأهم ما يقوم به هو مسئوليته عن المجاميع والممثلين الثانويين.
ـ وهناك " Script- Girl " وهو مساعد المخرج المسئول عن متابعة تنفيذ الصيانة المكتوبة أثناء التصوير وتسجيل كل ما يجري في المشهد بحيث أنه عند توقف تصوير مشهد ما ثم إستئناف إستكمال المشهد بعد فترة ولتكن شهر مثلاً و فى مكان أخر يكون كل شيء موجود كما كان في المشهد من شهر ، و يستعان الآن بكاميرا الفوتوغرافية لتسجيل ذلك كله ، بحيث حينما يبدأ فى إستئناف تصوير المشهد يتم إبلاغ الفنان المؤدى فى الإوردر بالملابس و الإكسسوارات بحيث لا يظهر بمظهر مختلف ، فلا يمكن أن أكون فى السيارة و أنا خارج من بوابات الطريق الصحراوى بقميص لونه بنى أنزل فى الأسكندرية بقميص أزرق .
الكلاكيت وهى تحدد بداية ونهاية كل لقطة وهى تحدد كل لقطة بالرقم ورقم المشهد وإسم المخرج والفيلم والمصور. وبعد إنتهاء التصوير لا يتم فك الديكور قبل مشاهدة نتيجة التصوير بعد المعمل ، لأن فك الديكور له تكلفته و كذلك لو أردنا إعادة مشهد سنضطر لإعادة بناء الديكور و هذا يكلف مبالغ طائلة .
3) التشخيص:
وهو ظهور الكائنات الحية "البشرية وغير البشرية" وغير الحية على الشاشة .
آداء الممثل وآداء المجاميع والبديل والدوبلير وتأثير الملابس والمكياج مع أداءه والإكسسوارات كذلك، فإن آداء شيء يختلف من فيلم إلى آخر فالنظارة مثلاً كانت في فيلم "النظارة السوداء" تختلف عن النظارة في فيلم "عمر المختار" والممثل يعطي حسب قدراته وثقافته وتحريك المخرج له .
4) التصوير:
حركة الفيلم 24 كدر / ثانية فإذا أردنا عمل خدعة معينة كتضخيم شيء نجعل الفيلم يدور بنسبة مختلفة. ويمكن عمل تأثير بالسرعة البطيئة وحركة الكاميرا تعطي ما يريد المخرج توصيله للمشاهد وتحديد العدسة وحجم اللقطة وعمل تأثيرات مرئية ويمكن إظهار نفس الشخصية أمام نفسها بحجب الضوء عن جزء من الفيلم ثم إعادة تصوير الجزء الذي تم حجب الضوء عنه مثل مشهد نجيب الريحاني في فيلم "سي عمر" و وسائل الإنتقال بين المشاهد يتم تنفيذها أثناء التصوير بالتحكم في الكاميرا وطاقم التصوير ينقسم إلى قسمين مهمته الكاميرا وقسم للإضاءة يرأسه مدير التصوير.
5) الصوت:
أول ظهور للصوت كان عام 1927 مع الفيلم الأمريكي "مغني الجاز". و تسجيل الصوت أثناء التصوير يتطلب بلاتوهات معزولة بشكل سليم والكاميرات مجهزة بصناديق عازلة للصوت والصوت على شريط الصوت عبارة عن الحوار والموسيقى التصويرية والموسيقى المصاحبة والموسيقى قد يضعها مؤلف موسيقي أو تستخدم موسيقى من المكتبة الموسيقية.
والمشاهد التي بها أغاني لا يتم تسجيلها أثناء التصوير بل يتم عمل play back حيث يتم التسجيل قبل التصوير ويحرك الممثل شفتيه أمام الكاميرا مع ضبط التزامن بين الصورة والصوت.
وهناك الدوبلاج وهو إنطاق الممثل بصوت شخص آخر وهناك
Post record ففي بعض المشاهد لوجود ضوضاء لا تساعد على تسجيل صوت الممثل فيتم بعد ذلك تسجيل صوت الممثل في كابينة الصوت.
وبعد كل هذا يتم عمل المكساج وهو "المزج بين كل هذه الشرائط على شريط واحد".
ثالثاً: فنون المشاركات اللاحقة:
ـ يتم إرسال ما تم تصويره يومياً إلى المعمل لتحميضه للتأكد من سلامة التصوير حيث يتم تحويل الفيلم النيجاتيف إلى بوزتيف هو ما يعرف بإسم "الرشيز".
ا) المونتاج:
هو عبارة عن تنسيق اللقطات المختارة الصالحة للعرض بحيث تظهر بصورتها النهائية على الشاشة. ويتم العمل على جهاز يسمى "المفيولا" وعمل المونتير ينقسم إلى قسمين:
أولهما روتيني وهو ترتيب الفيلم حسب السيناريو والديكوباج والمهمة الثانية فنية وهي إيجاد التأثيرات المختلفة على المتفرج.
ويقوم المونتير بعد ذلك بعمل الإنتقالات بين المشاهد عن طريق الإختفاء والظهور والمزج.
كذلك يتم عمل النسخة " النيجاتيف " وهو ما يسمى " المونتير النيجاتيف ".
وقد إنتقل جزء كبير من العمل الروتيني للمونتاج إلى الكمبيوتر بما يوفر قدر كبير للمونتير للإبداع الفني.
2) المؤثرات الخاصة: وهى سمعية وبصرية :
فالمؤثرات السمعية: قد تكون مما تسمعه في الواقع أو تكون غريبة كأصوات كائنات فضائية أو كائنات ما قبل التاريخ . والمؤثرات البصرية مثلاً مثل الطيران في الجو أو تضاءل حجم الشخص أو ضخامته. أو عمل كائنات من الصلصال وتحريكها بواسطة التصوير كدر كدر أي أن كل 24 حركة من النموذج تشكل ثانية زمنية وبذلك فإن السينما أعطت للأجسام الجامدة مظهر من مظاهر الحياة وهو الحركة. والكومبيوتر يقوم بهذه المهمة أسرع.
3) المعمل السينمائي:
يتدخل المعمل في إنتاج المؤثرات الخاصة في كل من إنقسام الكدر والإختفاء والظهور والمزج والتحكم في حركة الفيلم السالب إتجاهاً وسرعة وكذلك القناع المتحرك الذي يجعل الممثل يبدو وكأنه في مكان غريب وهو لم يغادر الإستديو أصلاً. كذلك تجميد الصورة وهو تثبيت الصورة على الشاشة في ختام الفيلم مثلاً.
والدور التقليدي للمعمل هو طبع وتحميض الفيلم وتجهيز النسخة السالبة من الفيلم وكذلك تتم عملية " تصحيح الألوان" وتحديد صور الطبع. كذلك فقد يتم عمل عدة نسخ سالبة. كذلك التنسيق حيث تسبق بداية مجرى الصوت على هذه النسخة بداية شريط الصورة وكذلك فالمعمل قد يشارك قبل بدء التصوير في البلاتوه مثل تجهيز أفلام العرض الخلفي وعمل إختبارات لنوع الفيلم الخام السالب الذي سيتم التصوير عليه حتى يمكن لمدير التصوير معرفة خصائصه وإحتماله للضوء والألوان .
رابعاً: فن العرض السينمائي :
نعتمد في هذا على رغبة الناس في ترك مساكنهم لساعات ليشاركوا في إنفعالات جمع من الناس. وهى رغبة قديمة قبل السينما كانت تتحقق من خلال عدد من وسائل الترفيه مثل المسرح والألعاب الرياضية والحفلات الموسيقية .
والفن السينمائي يتيح للمتفرج المشاهدة في كافة المستويات والدرجات "الأولى ـ الثانية ـ الثالثة" بنفس مواصفاته مع ملاحظة أن السينما تتيح للمشاهد التوحد مع العرض .
دار العرض السينمائي :
والذي به الفيلم هى ما تجعل الجمهور يذهب لمشاهدة الفيلم والمنتج يقدم كل المساعدات لأصحاب دور العرض ومديريها من أجل نجاح عرض فيلمه وصاحب دور العرض ومديرها يسعى لجعل الناس يشاهدون الفيلم ويقوم بتوفير كل سبل الراحة للجمهور .
والدعاية تكون عن طريق الصحافة والإذاعة والتليفزيون وعرض "تريلر" وهو ما نشاهده قبل الفيلم الذي حضرنا لنشاهده . وكذلك إثارة الشائعات حول الفيلم وكذلك الأفيشات الخاصة بالفيلم .
وأهم وسائل الدعاية للفيلم هو "التريلر" الذي يعرض في دور العرض قبل الفيلم الذي ستشاهده مثلاً . وكذلك هناك "البروشور" الذي يوزع على الفيلم. وغرفة العرض "الكابينة" هى ما يتم عرض الفيلم من خلالها لتسقط الصورة على الشاشة ليلاقيها المشاهدون. وهناك دور عرض السيارات ويراعى بها الإنحدار بدرجة معينة لكي تستطيع الصفوف الخلفية مشاهدة العرض دون أن تحجب الصفوف الأمامية عنها الرؤية .
هذا ما قدمه لنا ذلك الكتاب ، و سأقدم رأيي الشخصى فيه الآن .
رأيي الشخصي فيما يخص كتاب "آفاق الفن السينمائي"
إنه نجح تماماً في تقديم فنون صناعة السينما بشكل أكثر من ممتاز لكلاً من القارئ غير المتخصص في السينما والقارئ المتخصص في الفن السينمائي، حيث أنه قدم صناعة السينما بشكل مبسط مع شرح كافة المهن السينمائية والعناصر الفنية بشكل سهل يجعل القارئ غير المتخصص في هذا الفن يرغب في الإستمرار في قراءة الكتاب حتى نهايته ليعرف كل شيء عن هذا الفن، وفي شرحه أدخل أسماء معروفة تجعل المتلقي سعيد في قرائته لأنه يمكنه تخيل الفكرة . كذلك قدم لنا معرفة جيدة لعمل المنتج ومدير الإنتاج ـ فحين أتعرف على شخص ما من خارج المجال يسألني يعني إيه مدير إنتاج فأبدأ بالشرح فيقول: كل دا شغلك وأحنا منعرفش وبنعدي على إسم مدير الإنتاج في التتر ولا نقفش عنده دا ِإنت شغلك الفيلم كله .
وقد سعدت جداً بتقديم وتقدير د. ناجي فوزي لمهنة المنتج ومدير الإنتاج وتعريف المتلقي بهذه المهنة الهامة وإلقاء الضوء عليها .
كذلك فإن أكثر ما أثار إعجابي بهذا الكنز كتاب "آفاق الفن السينمائي" وأقول كنز لأنه ثري جداً في كل ما يقدمه من معلومات قيمة مفيدة لكل من يقرؤه هو كلمة "فنون" فكما درسنا من قبل أن بعض الأعمال تدخل بها عناصر الفن لتزيل منها ما يشوبها أو يعيقها حيث تجعلها عمل جماعي وبالتالي فإنه كان من الأجدر بنا في مجال صناعة السينما أن نقول: فنون التحضير ـ فنون موقع التصوير .... إلخ. ولكننا درجنا أن نقول مرحلة التحضير ـ مرحلة التصوير ... إلخ.
برغم أنه من الأجدر بنا أن نقول فنون لأنه عمل جماعي يحتاج إلى تنظيم وإيقاع وذلك للعمل دون أية عوائق. وعليه فإن تسمية "فنون أولويات البدء" هى جملة مفيدة تعني مرحلة التحضير بشكل حاسم فحين نقسم هذه الجملة والتي تعني لنا أنها تضم تحضير لبداية عمل الفيلم السينمائي فلنشرحها كلمة كلمة:
أولاً: فنون: الفن لفظ يطلق على كل عمل جماعي له إيقاع يجعله يسير في نظام يزيل كل العوائق والعقبات لإنجاح ذلك العمل .
ثانياً: أولويات: كلمة تعني أن هناك أولوية أي أن هناك عناصر متعددة نحددها الأول فالتالي فالذي يليه وهكذا بترتيبها لنصل إلى بداية العمل .
ثالثاً: البدء: أي قبل أن نشرع في عمل ما فنبدأ بشيء فمثلاً قبل الأكل نجهز مائدة الطعام وأدوات الطعام وبالطبع الطعام فأيهم نحضره أولاً حتى يتم الجلوس لتناول وجبة ساخنة بشكل سليم .
وهكذا يستمر الكتاب من صفحة إلى صفحة ليعرفنا بالعمل السينمائي بشكل سهل بسيط.
كذلك فقد أضاف الكتاب في فنون العرض سينما السيارات وشرحها لنا بشكل مبسط لنعرف أنه علينا عند عمل سينما للسيارات أختيار مكان بشكل معين وأنه ليس كل مكان يصلح لسينما السيارات .
الكتاب برغم أنه ليس مجلد ضخم إلا أن ما يحتويه ربما لا تحتويه المجلدات الضخمة ويتميز بسهولته وبساطة إسلوبه .
كلمة في النهاية: مشاهدة الفيلم السينمائي متعة لا تضاهيها أي متعة كانت حيث ينفصل المتفرج بذاته عن من حوله ليشارك أبطال الفيلم إنفعالتهم ويشعر إنه أحدهم ومشاهدة الفيلم كذلك تقوم بعمل ما درسناه قديماً في الدراما من عملية Catharsis أو التطهير حيث يخرج المشاهد من دار العرض وهو متطهر تماماً من أي شيء فعله من قبل ليكون شخصاً جديداً ولو لفترة محدودة .
محمد أحمد خضر
+20123128543
makarther@yahoo.com
makarther13@yahoo.com
makarther@live.com

CONVERSATION

0 comments: