أنطوان عقل ديب.. كفّه بيدر عطاء وأصابعه سنابل خير/ مرسال سركيس بعيني



أهداني العم العزيز الاستاذ أنطوان عقل ديب كتابه الحاضن سيرة حياته في مذكرات، فسررت به كثيراً، واعتبرته أجمل هدية تصلني في نهاية هذا العام، كي لا أقول بمناسبة الأعياد المباركة، كونه جعل كل من التقاه أو تعرّف إليه يعيش عيد محبته وتضحيته وعطائه الغامر.. فاستحق الأوسمة والتكريم والخلود عن جدارة ما بعدها جدارة.

لقد أسعفني الحظ أن أصاهر عائلة العم أنطوان، بعد أن جمعني الحب والزواج بابنة أخيه لور، فتعرّفت من جراء ذلك على سيرة حياة هذا الرجل العظيم، قبل أن يكتبها، أو أن تضمها صفحات كتاب.

لقد عرفته جدولاً معطاءً، روى مشاريع بلدته رشدبين دون منّة، تماماً كما قال عنه نيافة الكردينال مار نصرالله بطرس صفير: (اهتم بشأن بلدته: وقفها وكنيستها وشؤونها العامة، واقتطع لنفسه بين بني قومه منزلة محترمة، وكرّس وقته لتلقين صغار أولادها مبادىء العلم في المدرسة الرسمية التي كان يتولّى إدارتها، ولم يحجم عن العمل السياسي والحزبي على وجه الخصوص).

أجل، لقد أعطى العم أنطوان بلدته رشدبين أجمل سني عمره، وأعظم تضحياته إخلاصاً واندفاعاً بغية رفع شأنها، وجعلها تحتل المركز الأسمى على مساحة الوطن.

وكتاب: (أنطوان عقل ديب.. سيرة حياة في مذكرات)، يقع في 320 صفحة من الحجم الوسط، ويحتوي بالاضافة الى حقائقه التاريخية، صوراً ومستندات تدعم ما جاء فيه كلمة كلمة، وتجعل منه متحفاً متنقلاً، يتنعم قارئه بصور نادرة لعائلة المؤلف، وبمطالعة أسماء اناس ساهموا بدعم المشاريع التي تبناها، ولم يشأ أن يطويها النسيان أو أن يحجبها الضياع لأهمية عطائهم، فرد إليهم الفضل بعد سنوات طويلة، وكأنه بذلك يثبت قول المثل الشعبي: الحق لا يضيع مع أنطوان عقل ديب.

أطال الله بعمر معلم الأجيال وصديق الجميع الاستاذ أنطوان عقل ديب، ليبقى العلم المرفرف في الاعالي، والقلب المعطاء أبد الدهر، والكف البيدر التي أنبتت أصابع من خير، ذقنا وما زلنا نذوق خيراتها.

CONVERSATION

0 comments: