كزهر البيلسان وأكثر/ غادة صليبا



تقف الشمس على هامتكَ، تشعل الأرض سلاماً بشعاع روحكَ وتشهق قائلة: أنتَ مثلي! لا تمّل من العابرين إلى الغياب، إنكَ تحيا بالسكينة فيزول عنف العاصفة. إن قلبكَ يحتوي الكوّن، بياضاً ناصعاً، كثلج يرقص فرحاً من كثرة الدفء
..
لا يرتوي من ندى حبركَ الورق ولا تضجر منه صُحبة الأقلام. علمتني ارتشاف قطرات المطر المتوّهجة، الغنية بالفكرة والنقية كالحريّة. هكذا تتساقط بنعومة على مرآة ذاتي وتتوارى عن عيني وراء ماهية عطرك ورائحة الجهد المختبئة بين صغار الأوركيد والبنفسج
..
يا معلمي! أمّد يدي لأتحسس ما تبقى من العمر، فأجده بعيداً.. فالقلوب الجميلة
لا يطالها المشيبُ. قسوة تغتال الشوق وتخنق الكلام والزفير.. كيف لعطائكَ أن يهاجر مع كل النوارس الوفية؟
..
لم يعُد من الأيامِ لأعدها، فسُرقَت مني كل الثوان. تبعثر وقتي بين صباحكَ ورفّ حمام، فنظرة إلى سحابة لا لون لها.. تبعث أملاً إليَ باسمكَ، يشبهه النهار المحمودَ بعطفه و يداعب نبض القصيدة، ثم يقبّل جبين الليل وينام
..
أنتَ..مكشوف القلب والحلم، كتاب مفتوح لدراسة لغة الوفاء. إن كلمتكَ أوسع من الأرض، يملأها فوج من التحديات وأعمق من معرفتي لكل الوجوه، وداخلي التي أكاد أعرفها. لمن كلها يا ترى؟ أتعرفني هي، كما أعرفكَ؟
..
شكراً لكَ.. لأنك جعلتني أكتب على دفتر نفسي، وأعلّق على ذاكرتي حنيناَ للورقة الأولى في مدينة الأمس
..
ها إني أرى ظلّي يلاحقني.. قريباً لخيوط شمسكَ، إنكَ باقٍ..لا شروقاً ولا غروباً. منكَ الأجيال تمادت لتحرق الأيام وأنتَ لن تحترق أوراقكَ
..
ما أجملكَ حين تبقى وحدكَ معلماً.. كزهر البيلسان وأكثر
..

إن هذا النص هو إهــداء خــاص لأستاذي الغالي "مــحمـود كــعــوش" الذي هو معلمــي والصديق الذي شجعني على الكتـابة ووقف إلى جانبـي في بداياتي ولا يـزال..إهداء من القلب عربوناً للمحبة والوفـاء

*****

CONVERSATION

0 comments: