حقنا للدماء.. قسموا الوطن أو إحرقوه/ مجدي نجيب وهبة

** هذه ليست دعوة للنقاش .. أو نكتة سخيفة ، أو دعابة سياسية .. ولكنها حقيقة واقعية لا تقبل القسمة على إثنين .. فلا فائدة من الحوار مع هذه الجماعات الإرهابية التى أٌقل ما توصف به إنهم كذابون .. مضللون .. أفاقين ..
** حتى نكون واقعيين .. فبالأمس خرج الألاف من الشعب المصرى الرافض لحكم الإخوان .. والرافض لسقوط مصر .. والرافض لدولة الميليشيات .. والرافض لتحويل مصر إلى مستنقع للتنظيمات الإرهابية وتنظيم القاعدة .. والرافض لقهر المرأة ، وتحويلها من شريك فى الوطن إلى جارية ، ووعاء لإشباع الشهوات الجنسية ، وإنجاب الأطفال .. والرافض للتبعية الأمريكية الصهيونية .. والرافض للتدخل القطرى .. والرافض لكل ما هو سافل وحقير ..
** خرج الملايين للقصاص لدماء شهداء الوطن الذين أريقت دماءهم ، وأزهقت أرواحهم ، بتعليمات مباشرة من "أبو صباع" ، مرسى العياط .. خرج كل هؤلاء باحثين عن الحرية والكرامة .. فماذا كانت المحصلة ؟!! .. ولا شئ ..
** وهذه هى حقيقة الواقع المر الذى تعيش فيه مصر منذ أن بليت بصعود هذا التيار المتأسلم إلى ساحة العمل السياسى .. وإلى الإعلام .. وإلى الصحافة .. وهذه هى أدوار كل الكذابين والمضللين والأفاقين .. ودورهم التخريبى لإجهاض أى ثورة ضد النظام الفاشى ..
الكذاب الأول – الرئيس "محمد مرسى العياط" :
** دعى منذ يومين للمؤتمر الإسلامى الثانى عشر فى القاهرة ، رغم ما تشهده الدولة من حالة غليان وفوضى وإنفلات أمنى .. إلا أنه أراد أن تصل رسالة كاذبة ومضللة لشعب مصر ، والعالم الخارجى .. بأن هناك إستقرار أمنى ، ورضا شعبى عن مرسى وحكومته .. وها هى بوادر الإستقرار هنا .. مؤتمرات إسلامية لملوك ورؤساء الدول ..
** أما قمة النكت الرئاسية أن يقوم الشعب بمحاصرة قصر العروبة لإسقاط النظام .. فيذهب محمد مرسى العياط ، بضيفه التركى إلى قصر القبة .. ويقوم بعقد مؤتمر صحفى يتحدث فيه عن نجاح المؤتمر الإسلامى الثانى عشر ونتائجه التى يزعم أنها أذهلت العالم .. والحقيقة والواقع أن الشعب المصرى ، أو الإعلام بإستثناء القنوات المصرية الراكعة تحت حكم الإخوان ، والصحف القومية الساجدة تحت سلطانهم ، هى فقط التى تحدثت عن هذا المؤتمر الفاشينكى .. وظل الرئيس محمد مرسى العياط فى عرض نتائج المؤتمر الفاشل ومعه ضيفه التركى ، وهو يتحدث عن الديمقراطية والإستقرار وتحقيق أمال الشعوب .. بينما قصر الإتحادية يحاصر من قبل الشعب لطرده هو وجماعته ، وإسقاط نظامه الفاشى .. فهل رأيتم تضليل وكذب وتزييف للواقع أكثر من ذلك ؟!!! ...
الكذاب الثانى – الإعلام :
** لم يرحم هذا الإعلام الكاذب بكل صوره وأشكاله هذا الشعب .. ورغم الحشود والملايين التى خرجت تطالب بسقوط النظام ، والذى يعلم الإعلام قبل غيره أن هذا النظام قد فقد شرعيته وسقط .. وهذا معلن للعامة بعد أن حنث الرئيس القسم الذى أقسمه أمام الشعب بأن يحافظ على القانون والدستور .. إلا أن بعض المراسلين كانت رؤيتهم الكاذبة والمخادعة لمقدمى البرامج وتكرر هذا المشهد فى كل القنوات الفضائية ، عندما كان يسأل مقدم البرنامج عن عدد الحشود .. فكان الرد أنهم عشرات ، وربما بضعة مئات .. رغم أن الأعداد تعدت الألاف الذين إنطلقوا من كل الميادين صوب ميدان التحرير ، وصوب قصر الإتحادية .. هذا من جانب ..
** ومن جانب أخر .. خرجت علينا معظم القنوات وهم شبه مجبرين على إستضافة جماعات تضليلية كاذبة من جماعات الإخوان المتأسلمين .. وهى تكذب كل ما يحدث أمامنا !! ..
** وصفوا الثوار بأنهم مجموعة صبية .. ومجموعات من البلطجية حتى مدير أمن الغربية .. خرج علينا وهو يهدد ويتوعد واصفا المتظاهرين السلمين بأنهم أطفال الشوارع ومجموعات من البلطجية .. وأن هناك رصد وتصوير للعناصر التى تحركهم .. وقد تم رصد رجل يرتدى بدلة وكرافتة .. وهو يقف بجوار صبى يلقى زجاجة مولوتوف .. وهذا الرجل ذو رابطة العنق تم رصده فى أكثر من مكان ..
** هذا هو رأى السيد اللواء مدير أمن الغربية .. بينما الغربية تشتعل بالكامل .. (طنطا – المحلة – الشرقية) .. مطالبين بسقوط حكم مرسى ودولة الإخوان .. فهؤلاء الكذابون لا يرون ما يحدث فى بورسعيد وما يحدث فى السويس وما يحدث فى الإسماعيلية .. ومدن الغربية .. وبنى سويف .. ولكن لأنهم تعودوا على الكذب والتضليل ، فهم يروجون أن كل ما يحدث على الساحة المصرية للذين يدعون لإسقاط الرئيس محمد مرسى العياط ، ما هم إلا مجموعة يتم تحريكها من قبل الأحزاب المعارضة .. وليسوا الشعب المصرى الذى خرج عن باكورة أبيه فى كل هذه المحافظات ..
** لم يختلف دور جهاز "البطش الإخوانى" ، جهاز الشرطة سابقا ، فى كل محافظات مصر من الأسكندرية لأسوان .. عن دورهم الممنهج بإستخدام الخرطوش والرصاص الحى والقنابل المسيلة للدموع .. وقد رأينا أمام أعيننا أن هناك مدنيين فى صفوف الشرطة يطلقون النار على المتظاهرين .. ورغم ذلك فهم عباقرة فى تكذيب كل ما نراه على الشاشة الصغيرة ..
** قالوا "المعارضة هى التى تحرض هؤلاء الغوغاء" .. نقول لكل هؤلاء الكذابين "إن المعارضة هى لا تمثل الشعب والشعب هو الذى يقول كلمته .. إرحل يامرسى" ..
** قالوا إنه "رئيس منتخب لكل المصريين أتى بالصندوق" .. والحقيقة إنه رئيس لجماعته وأبناء عشيرته ، وتم تزوير الإنتخابات .. وهذا معلوم للجميع ..
** قالوا إن "الرئيس يحترم القانون والدستور" .. والحقيقة أنه أول رئيس فى العالم ، يبطش بالدستور والقانون ويأمر بمحاصرة المحاكم الدستورية ، ومنع قضاتها من الدخول ..
** صفقوا له عندما أصدر الإعلان الدستورى المكبل .. والذى حصن عمل الجمعية التأسيسية للدستور رغم بطلانها ، وحصن مجلس الشورى الباطل .. وجعل من نفسه ديكتاتورا نازيا .. عندما أصدر قانون بتحصين كل قراراته ضد الطعن عليها أمام أى جهات قضائية .. خرج الشعب يطالب بإسقاط هذا الإعلان الدستورى المكبل .. وخرج علينا مرسى وقال "سوف أنزل على رغبة هذا الشعب" .. وأوقف العمل بهذا الإعلان الدستورى بعد الإستفتاء على الدستور الباطل .. وصل فجور الحاكم بأن وضع أمام الشعب خيارين .. أما الموافقة على الإعلان الدستورى المكبل أو الموافقة على الدستور الفاشى الذى تم تزوير الإستفتاء عليه .. وبعد الموافقة الكاذبة على الدستور الفاشى ، خرج الإخوان يصفقون لمرسى ويهللون لحكمته ..
** المشهد يتكرر .. الجماعة الإرهابية .. تكذب وتضللل وتنصب وتظهر فى الفضائيات توجه الإتهامات لكل من يعارضهم بأنهم فلول ومأجورين وممولين وتابعين لأمريكا .. والخروج عن الحاكم هو البديل للفوضى .. وأن هذا الرئيس هو رئيس شرعى .. واللى هايفتح بقه هانضرب بالجزمة .. وزادت الفتاوى حدة وسفالة .. وصدرت فتوى من أحد شيوخ مرسى المتنطعين بإباحة وقتل دماء كل المعارضين لمرسى أبو العياط .. والحقيقة أنها عكس ما يدعون ، فهم الممولون من أمريكا وإسرائيل وقطر ..
** هؤلاء الكذابين ظهر بينهم شيوخ يهلون علينا فى الفضائيات والقنوات الإسلامية .. يجرحون فى الشعب ، ويزدرون العقائد بكل وقاحة وفجور .. ويمزقون الكتاب المقدس على مرأى ومسمع من الجميع .. ولا تتم إدانتهم ، ولا تتم محاكمتهم .. فهم يتمتعون بكل الدعم من هذا الزمن والعصر والحكومة الفاشية ..
** هؤلاء الكذابون  يصفون الذين يقطعون الطرق بالبلطجية .. وتناسوا انهم أول من قطع الطرق وأتلف السكك الحديدية .. ومنعوا القطارات فى محافظة قنا عندما رفضوا تولى قبطى لمنصب محافظ قنا .. وظلوا أكثر من 15 يوما قاطعين الطريق ..
** وصفوا الذين يهاجمون أقسام الشرطة .. والتى ترفض هذا النظام الديكتاتورى بأنهم مجموعة بلطجية ومعهم أطفال الشوارع .. وتناسوا أنهم هم الذين أحرقوا الأقسام .. وقتلوا الضباط .. وهدموا أسوار السجون ، وأخرجوا المعتقلين والسجناء والإخوان وكوادر حماس ، وحزب الله من السجون ..
** قالوا عن الذين يطالبون بسقوط مرسى العياط .. إنهم ثورة مضادة ، وإنهم يسعون لإسقاط الدولة .. وتناسوا أنهم هم الذين أسقطوا الدولة ، وحرقوا المنشات ، ودمروا وأحرقوا المصانع ، ودمروا السياحة ، وخربوا الإقتصاد ..
** قالوا عن الذين هاجموا الشرطة بأنهم مأجورين .. وهناك من يدفع لهم لإسقاط الداخلية .. وتناسوا أنهم هم الذين كانوا يحرضون الصبية والبلطجية على مهاجمة مبنى وزارة الداخلية بشارع محمد محمود لإسقاطها ، وهم الذين دافعوا عن هؤلاء البلطجية .. وطالبوا بإعتبار من سقط منهم قتيلا أن يحتسب شهيد .. وكان ذلك أمام أعيننا فى مجلس الشعب السابق الباطل المنحل .. بل طالبوا أكثر من مرة بتطهير جهاز الشرطة .. وقالوا "لدينا البدائل وهم جماعة الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر" !! ...
** قالوا "إن هناك معارضة تستقوى بأمريكا" .. وتناسوا هؤلاء الكذابين والأفاقين أن أمريكا دعمتهم بملايين الدولارات لفرضهم على الشعب المصرى .. وهذا معلن فى كل مكان ، وبكل المواقع ، وبالصوت وبالصورة ، والأرقام والشيكات ..
** قالوا "اننا نريد أن نطهر القضاء" .. فكانت النتيجة أن أصدر مرسى العياط أوامره بمحاصرة المحكمة الدستورية العليا ، وإرهاب قضاتها .. وإقالة النائب العام .. وتعيين نائب عام بدلا منه ملاكى إخوانى ، ينفذ كل أوامر جماعة الإخوان المتأسلمين ، وتوجهات المضلل العام للجماعة ..
** قالوا "إن هناك مؤامرة من الجيش لإسقاط الرئيس مرسى العياط" .. وهو ما جعل مرسى يطيح بالمجلس السابق ... والحقيقة أن المجلس السابق هو الذى سلم مصر للإخوان .. وخدع الشعب المصرى ..
** قالوا "نحن نؤمن بالديمقراطية ، وأن الشعب أو المعارضة يسيرون على نهج الحزب الوطنى المنحل" .. والحقيقة أنهم لا يؤمنون بالديمقراطية ولا بالمواطنة ولا بالوطن ولا بالحدود .. وأن الحزب الوطنى المنحل كان يضم أكثرية شرفاء ووطنيين .. ولم يكونوا فى يوما ما إرهابيين أو قتلة .. ولكن الجماعة دائما تحاول أن تشوه كل صور المصريين لتنفرد بالسلطة وحدها ..
** قالوا "إن الصندوق النقدى حرام والربا حرام" .. وعندما سيطروا على مفاصل الدولة أصبح صندوق النقد الدولى حلال ، والضرورات تبيح المحظورات ..
** إنهم جماعة أفاقة ونصابين ولصوص .. دمروا مصر بالكامل .. فلا دولة ولا قانون ولا قضاء ولا أمن ولا إقتصاد ولا سياحة ولا أى شئ .. فما هو الحل ، ونحن أمام فصيل ظل يكذب ويكذب ويكذب ويكذب حتى صدقوا أنفسهم ..
** أعتقد أن الحل الوحيد هو إبعاد هذا الشعب المصرى العظيم عن هذه الجماعة .. فلا أمل فى التعايش مع هؤلاء الكذابين .. ولا أمل فى إزاحتهم عن الحكم .. إلا بتدخل الجيش وللأسف فالجيش يحاول أن يبعد نفسه عن المشهد كله ، بزعم أننا لا نريد التدخل فى العمل السياسى ..
** والحقيقة غير ذلك .. إن ما يحدث فى الوطن هو ليس عمل سياسى .. أو صراعات حزبية .. أو فكرية .. وإنما ما يحدث فى الشارع المصرى هو إنهيار وتمزيق وتخريب وحرق مصر .. والجيش لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم .. حتى مظاهرات ومليونية الأمس خرج الشعب فى ميدان التحرير يهتف "واحد إثنين .. الجيش المصرى فين" .. فكانت المفاجأة أن أصوات هذه الهتافات كانت تقطع عن طريق الإرسال من كل القنوات التى كانت تبث هذه المليونية .. فهل هناك تواطؤ أكثر من ذلك .. تواطئ من كل الجهات المسئولة والإعلام ضد هذا الشعب المصرى العظيم ..
** إذن .. نحن أمام مؤامرة حقيرة .. تديرها أمريكا ، والجميع يتراقصون فوق خشبة المسرح .. كلا يؤدى دوره حتى الإعلام المضلل الذى أعلن التوبة .. وبدأ ينحاز للشارع المصرى .. فالحقيقة هو إعلام كاذب ومخادع .. ويؤدى دور يفوق تفكير البسطاء .. فالجميع كاذبون ومضللون ..
** وبعد هذا الطرح البائس .. لا سبيل أمام هذا الوضع المشين إلا تقسيم الوطن بين ما هو إخوانى .. وما هو غير إخوانى .. فهذا هو الحل ولا حل أخر .. حقنا لدماء شهداءنا من أبناء هذا الوطن .. ولا يسعنا إلا أن نقول "تحيا مصر .. حرة .. أبية .. عظيمة .. شامخة" !!!!......
مجدى نجيب وهبة
صوت الأٌقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: