مسرحية "أمور تافهة" لسوزان غلاسبل/ ترجمة: محمود شباط

Trifles
أشخاص المسرحية سبعة وهم : جورج هندرسون (مفوض المقاطعة) ، هنري بيترز ( الشريف)، لويس هايل ( مزارع وجار لآل رايت) ، السيدة بيترز (زوجة الشريف)، السيدة هايل (زوجة المزارع لويس هايل) ، جون رايت (المزارع) وزوجته السيدة رايت ، وعدد من الشخصيات الهامشية الأخرى.
يبدأ المشهد بمنظر للمطبخ المتسخ المغم غير المنظم في منزل جون رايت وقد غادرته ربة المنزل على عجل تاركة أطباقاً غير مغسولة تحت المجلى، ورغيف خبز خارج إنائه، ومنشفة على الطاولة ، وأمور أخرى بدا بأن ربة المنزل لم تتمكن من إتمامها. الشريف يدخل من الباب الخلفي لخشبة المسرح يتبعه مفوض المنطقة و المزارع هايل ، الشريف وهايل في منتصف العمر بينما المفوض أصغر منهما. جميعهم هرعوا نحو المدفأة ثم دخلت الإمرأتان ، زوجة الشريف أولاً وتبعتها زوجة المزارع هايل . زوجة الشريف تبدو نحيفة وعصبية وقوية، بينما زوجة هايل بدينة ويرتاح الناظر إليها ولكنها تبدو مرتبكة ومرتعبة ، الإمرأتان تتقدمان ببطء ووقفتا بجانب الباب.دعاهما المفوض بلطف بينما هو يفرك راحتيه لبعث الدفء فيهما كي تقتربا من المدفأة. تتقدم زوجة الشريف خطوة واحدة ثم تتوقف : " لا أشعر بالبرد" . يفك الشريف أزرار معطفه إيذاناً ببدء عملية الاستجواب ويسأل السيد هايل : أخبرنا يا سيد هايل قبل أن نحرك الأشياء من أماكنها ، اشرح بالتفصيل لحضرة المفوض عما شاهدت عندما جئت إلى هنا صباح أمس .
- يستبقه المفوض : بالمناسبة ! هل تم تحريك أي شيء من مكانه ؟ وهل الأشياء في أماكنها كما كانت عليه أمس ؟ (ينظر الشريف حوله) ، لا تغيير . تبدو لي كما كانت بالأمس بالضبط . عندما هبطت درجة الحرارة أمس إلى ما دون الصفر فكرت أن أبعث بمساعدي فرانك كي يشعل النار في المدفأة، وكما تعلم ، ليس من المفيد لنا أن نصاب بالتهاب ذات الرئة بينما نحن بصدد معالجة قضية كبيرة كهذه. ونبهته ألا يلمس أي شيء باستثناء المدفأة . وأنت تعرف فرانك !
- المفوض : كان ينبغي أن يترك أحد هنا البارحة .
- الشريف : آه! ----------- البارحة ! أتمنى عليك أن تعرف بأني كنت منشغلاً جداً البارحة.
- المفوض : قل لنا يا سيد هايل ! أخبرنا بما حدث حين أتيت إلى هنا صباح أمس ؟
- هايل : كنا على وشك الذهاب إلى المدينة أنا و هاري ولدى كل منا حمل من البطاطا . وبينما نحن في طريقنا من منزلي قلت لنفسي لأعرج على جون كي أسأله فيما إذا كان يرغب في أن نتشارك على خط هاتفي ، لقد كلمته قبلاً ولكنه أسكتني. أكمل هايل بإفادته: وأنت تعلم كم يثرثر جون ! ولكني فكرت في الذهاب إلى منزله لمحادثته بحضور زوجته رغم أني قلت لهاري لا أدري كم سيكترث جون رايت لرأي زوجته -------
- قاطعه المفوض : دعنا نتحدث عن ذلك لاحقاً يا سيد هايل . أريد فعلاً أن أتحدث عن ذلك . ولكن قل لنا الآن ماذا حدث حين دخلت المنزل ؟
- هايل : لم أسمع أو أر شيئاً ، قرعت الباب عدة مرات دون أن يرد علي أحد . كان السكون يخيم على داخل المنزل رغم أني أعرف بأنهما لم يكونا نياماً ، كان الوقت قد تجاوز الساعة الثامنة . وهكذا استأنفت الدق على الباب ، خلت بأني سمعت صوتا يقول " أدخل " ، لم أكن متأكداً بأني سمعت الصوت بعد . فتحت الباب (مشيراً إلى بيده الباب حيث لا زالت السيدتان تقفان معاً) ورأيتها جالسة في ذلك الكرسي الهزاز (مشيراً بيده إلى الكرسي) . هناك كانت السيدة رايت جالسة .
(الجميع ينظر نحو الكرسي)
- سأله المفوض : ماذا كانت تفعل ؟
- هايل : كانت تتأرجح إلى الأمام وإلى الوراء في كرسيها وتطوي مئزرها ، أجل أظن بأنها كانت تطوي مئزرها .
- وكيف كانت تبدو ؟
- حسناً ! كانت مرتبكة
سأله المفوض : ماذا تعني بكلمة مرتبكة ؟
- هايل : حسناَ ! كما لو كانت لا تدرك ما الذي ستقوم به بعد ذلك ، وكانت تبدو مجهدة .
سأله المفوض : وكيف كانت ردة فعلها حيال قدومك ؟
- هايل : لماذا ؟ !! لا أظن بأنها اكترثت بي بأي حال . ولم تعرني الكثير من الانتباه . حييتها وسألتها: الطقس بارد أليس كذلك يا سيدة رايت ؟ ردت باقتضاب " إنه بارد" وأستمرت في طي مئزرها . أدهشني عدم دعوتها لي للإقتراب من المدفأة ، أو حتى أن أجلس فقلت لها بأني أريد أن أرى جون . حينها ضحكت ، أظن بأنك تسمي تلك الضحكة ضحكاً . فكرتُ في هاري الذي كان ينتظرني في الخارج ونبرت بصوت حاد : ألا يمكنني أن أرى جون ؟ ردت بلامبالاة "كلا" . سألتها : أهو في المنزل ؟ ردت : "أجل ! هو في المنزل " استفسرتها بنفاد صبر : ولماذا لا أستطيع أن أراه ؟ ردت : " لأنه ميت" . ارتعبت واستفسرتها بتعجب و باندهاش : "ميت؟" هزت برأسها إيجاباً دون أي اهتمام وهي تتأرجح في كرسيها . سألتها بهلع والكلمات تخونني : " لماذا--- أين هو؟ " أشارت بيدها إلى الغرفة التي فوقها (هكذا . وأشار هايل بيده نحو الأعلى) . اتجهت صعوداً وبنيتي أن أتاكد بنفسي وأراه في غرفته ميتا ثم عدت من هناك إلى هنا وسألتها : " لماذا ؟ ما الذي أماته ؟ " ردت ببرود :" مات بسبب حبل التف حول عنقه" وأكملت طي مئزرها ببرود ولامبالاة . بعدها . هرعتُ إلى الخارج واستدعيتُ هاري لأني اعتقدت بأني --- أحتاج إلى مساعدة ، صعدنا نحن الاثنان إلى اعلى وهناك رأيناه ممدداً .
- المفوض : أظن بأني أفضل أن تكون أنت في الغرفة في الأعلى حيث يمكنك أن تشرح لنا أكثر بالتفصيل ، ولكن الآن أكمل بقية القصة .
- هايل : حسنا ، أول ما فكرتُ به حينها هو أن أفك الحبل من حول عنقه ، لقد بدا لي ......( توقف عن الكلام واختلجت عضلات وجهه) .... ولكن هاري صرخ بي : " كلا . الرجل ميت ألا ترى ؟ ولا يحسن بنا أن نلمس أي شيء " . عدنا إلى الأسفل وكانت هي لازالت جالسة بنفس الوضع . سألتها : " هل تم إشعار أي كان؟ " ردت بعدم اهتمام "كلا" . سألها هاري بطريقة أرادها رسمية : "من فعل ذلك يا سيدة رايت؟" عندها توقفت عن طي مئزرها وقالت : "لا أعرف" رد عليها هاري : "لا تعرفين ؟" فقالت : "كلا" سألها هاري : " ألم تكوني معه في نفس السرير؟" ردت : "بلى ! ولكني كنت من الجانب الداخلي " سألها هاري :" أحدهم لف الحبل حول عنقه وخنقه ولم تستيقظي؟ " ردت : "لم أستيقظ" . بدت على وجهي ووجه هاري الحيرة في تفسير كيفية حصول الحدث فقالت السيدة رايت بعيد دقيقة : " نومي ثقيل" . كان هاري سيطرح عليها المزيد من الأسئلة ولكني قلت له بأنه من الأفضل لنا – ربما - أن ندعها تخبر قصتها إلى قاضي تحقيق الوفيات أولاً، أو إلى الشريف . وهكذا انطلق هاري عدواً بأسرع ما يستطيع نحو منطقة رايفرز حيث يوجد هاتف.
- المفوض : وماذا فعلت السيدة رايت بعد أن عرفت بأنكما أبلغتما قاضي تحقيق الوفيات؟
- هاري : انتقلت من ذلك الكرسي إلى هنا ( مشيراً إلى كرسي صغير كان في الزاوية) وجلست شابكة راحتيها محنية الرأس . فكرت أن أقول أي كلام فقلت لها بأني جئت إلى هنا لأخبرها بأني وجون كنا ننوي أن نشترك بخط هاتفي ، آنئذ بدأت تضحك ، ثم توقفت عن الضحك وتفرست بوجهي ---- بخوف . ( سجل المفوض تلك الملاحظة في دفتر ملاحظاته ) . لا أدري – ربما لم تكن خائفة ، لا أريد أن أقول بأنها كانت خائفة ، عاد هاري بعيد ذلك بقليل ثم حضر الدكتور لويد وأنت يا سيد بيترز ، وبذلك أعتقد بأني أخبرتكم بكل ما أعرف ولا تعرفونه أنتم .
- المفوض (ملتفتاً حوله) . أعتقد بأنه علينا أن نصعد إلى الأعلى أولاً ، وبعدها إلى الحظيرة وما حولها . ثم قال للشريف " هل أنت مقتنع بأنه لم يكن من أمر مهم هنا ، لا شيئ يشير إلى أي دافع ؟
- الشريف : لا شيء هنا سوى أدوات المطبخ .
بعد أن شرع المفوض بالتلفت حوله ثانية يتفحص المطبخ، فتح باب كوة خزانة صغيرة للفناجين وأقداح . صعد على كرسي ونظر إلى الأرفف ثم سحب يده بسرعة وقد تلوثت بالدبق فقال بقرف : لدينا هنا ما يقزز النفس.
(اقتربت الإمرأتان.) قالت السيدة بيترز للإمرأة الأخرى : آه ! إنها فاكهتها ؛ لقد تجمدت . ثم خاطبت المفوض : " إنها قلقة بشأن فاكهتها المحفوظة عندما حل البرد القارس ، وقالت لي بأن النار سوف تنطفىء مما سيؤدي إلى كسر المرطبانات التي تحتوي على الفاكهة .
- الشريف بسخرية : حسناً ، لا يمكنك التنبؤ بما تفكر فيه النساء . موقوفة بجريمة وقلقة على فاكهتها المحفوظة .
- المفوض : قبل السير قدماً في القضية أعتقد بأنه علينا أن نأخذ في الحسبان أمراً أخر يقلقها أكثر من فاكهتها المحفوظة .
- الشريف : حسناً . النساء معتادة على الاهتمام بأمور تافهة .
(تقدمت السيدتان أكثر.)
- المفوض ( وبكل ما يتحلى به من لياقة شاب سياسي ) : ومع ذلك ، وبرغم كل اهتماماتهن الصغيرة والكبيرة لا نستطيع أن نحيا دون السيدات . ثم اتجه نحو المجلى، ملأ مغرفة من دلو الماء وصبها على يديه . استدار نحو المنشفة الدوارة كي يجفف يديه. كانت متسخة . شدها بغضب إلى آخر مداها كي يجد بقعة نظيفة ولم يوفق فنبر بغضب : منشفة قذرة ! ورفس الأواني المطبخية الموجودة تحت المجلى . ثم خاطب السيدتين : يا لها من ربة منزل !! أتوافقانني الرأي يا سيدتاي ؟
- السيدة هايل بجفاء : يوجد الكثير من العمل في المزرعة .
- المفوض ( وبعد انحناءة احترام قصيرة للسيدة هايل) : ومع ذلك ، أؤكد لك بأني أعرف آل ديكسون الذين لديهم بيت مزرعة ليس لديهم منشفة دوارة بهذه القذارة . ثم شد المنشفة بغضب مرة أخرى .
- السيدة هايل : تلك المناشف تتسخ بسرعة لأن أيادي الرجال ليست نظيفة دائماً بقدر ما ينبغي.
- المفوض : آه ! كم أنت مخلصة لجنسك ! أقدر ذلك . كنت أنت والسيدة رايت جارتين ، أعتقد بأنكما كنتما على صداقة أيضاً .
- السيدة هايل ( نافية بهزة من رأسها) لم أرها كثيراً مؤخراً . لم أحضر إلى هذا المنزل ---- منذ أكثر من سنة.
- المفوض : لماذا ؟ ألم تكوني على وفاق معها ؟
- أحببتها كثيراً ، ولكن ربات البيوت في المزارع لديهن الكثير الكثير من العمل يا سيد هندرسون ، و بعد -----
- المفوض : حقاً ؟
- السيدة هايل ( ملتفتة حولها) . هذا المنزل لم يكن أبداً مكاناً يبعث البهجة في النفس .
- المفوض : صحيح ! ليس بالمكان الذي يبعث البهجة في النفس ، أود القول بأنها لم تمتلك فطرة ربات البيوت .
- حسناً ، ولكني لا أعتقد بأن زوجها رايت كانت لديه تلك الفطرة .
- أتعنين بأنهما لم يكونا على علاقة جيدة ؟
- كلا ! لا أعني شيئاً . ولكني أعتقد بأن أي منزل يتواجد فيه جون رايت لن يبعث البهجة في النفس.
- أود التحدث عن ذلك أكثر لاحقاً . أريد الآن أن ألقي نظرة على أماكن الأشياء في الغرفة في الأعلى. (استدار إلى اليسار وصعد على الدرجات الثلاث المفضية إلى باب السلم .)
- الشريف : أعتقد بأن كل ما تفعله السيدة بيترز تجيده . لقد كانت تحضر لها ملابس ، وحاجيات ، ــ كما تعلم ـــ حاجيات أخرى غير قيمة ، لقد غادرنا هذا المكان بسرعة أمس.
- المفوض : آه طبعاً ! ولكني أريد أن أرى ما تأخذيه من هنا يا سيدة بيترز ، وانتبهي إلى أي شيء يمكنه أن يكون ذا فائدة لنا .
- السيدة بيترز : أجل يا سيد هندرسون .
(السيدتان تسمعان وقع خطوات الرجلين الصاعدين على السلم ، ثم التفتتا حولهما في نواحي المطبخ)
- السيدة هايل : أكره أن يدخل الرجال مطبخي يتسكعون بتطفل وينتقدون . ( ثم قامت بإعادة تنظيم أدوات المطبخ تحت المجلى التي رفسها المفوض.)
- السيدة بيترز : إنهم يقومون بواجبهم .
- حسناً ! واجبهم ! ولكني أعتقد بأن مساعد الشريف الذي أتى إلى هنا بالأمس قد تسبب ببعض من تلك الفوضى ( شدت المنشفة الدوارة ) ليتني فكرت بذلك قبلاً . ليس من الإنصاف أن يتكلموا عنها بتلك الطريقة وعن عدم تنظيمها لمطبخها بينما كانت مرغمة على المغادرة على عجل.
- السيدة بيترز : ( وبينما هي متجهة نحو طاولة في الركن الأيسر الخلفي من الغرفة، رفعت منشفة تغطي مقلاة) وقالت : لديها جهاز للخبز ( ثم تسمرت مكانها) .
- السيدة هايل : ( تثبت نظراتها على رغيف خبز خارج إنائه على رف من الجهة الأخرى للغرفة . تحركت صوبه ببطء. ) ثم قالت : لقد كانت على وشك أن تضع هذا هنا . (رفعت الرغيف ثم أفلتته فجأة . وبطريقة تنم عن العودة إلى النمط العادي.) أكملت السيدة هايل : أشعر بالأسف على فاكهتها، أتساءل إن كانت قد فسدت كلها . (صعدت على كرسي وركزت نظراتها على شيء ما.) أظن بأنه ... بأنه يوجد.. أجل يا سيدة بيترز !! أظن بأنه يوجد شيء هنا ( رفعته إزاء النافذة. ) هذا كرز أيضاً (تحدق به ثانية.) ، أظن .. اعتقد بأنه الوحيد المتبقي . نزلت عن الكرسي وبيدها المرطبان وغسلته من خارجه على المجلى . سوف تشعر بالأسف والخيبة على تعبها بعد كل تلك الجهود التي بذلتها في الطقس الحار. أتذكر ذلك بعد الظهر عندما وضبتُ الكرز لدي في الصيف الماضي. (وضعت المرطبان على طاولة المطبخ الكبيرة ، تنهَّدَتْ ، وكانت على وشك أن تجلس على الكرسي الهزاز ، وقبل أن تجلس تذكرت ماذا يعنيه ذلك الكرسي فنفرت بعيداً عنه إلى الخلف. وبقي الكرسي الذي لمسته يهتز إلى الأمام وإلى الوراء. )
- السيدة بيترز : حسناً ، الآن يجب أن أخرج تلك الأشياء من الخزانة الأمامية في الغرفة ( اتجهت نحو الباب إلى اليمين ، وبعد إلقاء نظرة على داخل الغرفة تراجعت إلى الخلف .) تعالي معي يا سيدة هايل ، يمكنك مساعدتي في نقلهم . ( دخلتا إلى الغرفة الأخرى ثم عادتا ، السيدة بيترز تحمل فستاناً وقميصاً ، والسيدة هايل تحمل فردتي حذاء.)
- السيدة بيترز : يا إلهي ! الجو بارد هنا (وضعت الثياب على الطاولة الكبيرة وهرعت نحو المدفأة.)
- السيدة هايل (وبينما هي تتفحص الفستان) لقد كانت رايت منغلقة على نفسها ، أعتقد ... أظن ... ربما ... لذلك السبب أبقت الكثير من الأسرار في داخلها . فهي لم تنضم حتى إلى جمعية مساعدة السيدات. أفترض بأنها كانت تشعر بأنها لم تستطع تأدية دورها ، و هكذا فإنك لن تكوني مرتاحة حين تشعرين بأن شكلك زري . لقد كانت ترتدي ملابس جميلة ، وكانت حيوية حين كانت ميني فوستر ، إحدى الفتيات اللواتي ينشدن في جوقة المرنمين في الكنيسة . ولكن ذلك كان ... آه! ... كان ذلك منذ ثلاثين سنة . أهذا كل ما يمكنك استنتاجه ؟
- السيدة بيترز : لقد قالت لي بأنها تريد مئزراً ، أمر مضحك ، لأن ليس لديها في السجن ما يتسبب في اتساخ ثيابها ، ألله أعلم . غريب طلبها . ولكني أظن بأنها أرادت من ذلك أن تبدو أقرب إلى الطبيعية . قالت لي أيضاً بأنه يوجد في الدرج الأعلى من هذه الخزانة ... آه .. إنه .. شالها الذي كانت تعلقه دائماً خلف الباب ( فتحت باب الدرج وألقت نظرة.) أجل ، ها هو . ( وفجأة أغلقت الباب المفضي نحو الغرفة العليا.)
- السيدة هايل (تتجه برعب صوب السيدة بيترز) : سيدة بيترز
- نعم يا سيدة هايل ؟
- أتعتقدين بأنها هي من فعلتها ؟
- السيدة بيترز بلهجة هلعة : أوه ! لا أعرف.
- السيدة هايل : حسناً ، أرجح بأنها لم تفعلها ، طلبت مئزرها وشالها الصغير وقلقة على فاكهتها المحفوظة . لا أظن بأنها فعلتها .
- السيدة بيترز : ( وبعد أن شرعت في الكلام نظرت إلى الأعلى حيث يسمع وقع خطوات الرجال في الغرفة العليا ) قالت بصوت منخض : السيد بيترز قال بأن القضية ليست في صالحها ، والسيد هندرسون استهزأ بقولها بأنها لم تستيقظ .
- السيدة هايل : حسناً ، وأظن بأن جون رايت لم يستيقظ حين دسوا الحبل تحت رقبته.
- السيدة بيترز : كلا . هناك أمر غامض وغريب . أفترض بأن الجريمة ارتكبت باحتراف عال ودهاء ، ومع ذلك فإنهما يقولان بأنه من المضحك أن تسير الأمور بهذا الشكل .
- السيدة هايل : وهذا ما قاله السيد هايل ، قال طالما أنه يوجد بندقية في المنزل .. وذلك ما لم يستطع أن يفهمه.
- السيدة بيترز : لقد قال السيد هندرسون بأن ما يحتاجه الآن هو معرفة الدافع لارتكاب الجريمة ، أمر ما ينم عن الغضب ... أو ------ ردة فعل و شعور مفاجىء .
- السيدة هايل (التي كانت واقفة بجانب الطاولة.) : لا أرى أي إشارة تنم عن الغضب هنا . (وضعت راحتها على منشفة صحون ، توقفت عن الكلام، كان نصف المنشفة نظيفا والنصف الآخر وسخاَ) ثم قالت : لقد مسحت الطاولة لغاية هنا ( مسحت الجزء المتسخ ثم التفتت نحو رغيف خارج إناء الخبز، أفلتت المنشفة ، وبصوت ينم عن عودة الأمور إلى طبيعتها ) : أتساءل عن الوضع الذي يجدان فيه الأمور في الغرفة العليا ، أرجو أن تكون محتويات الغرفة أكثر ترتيباً هناك ، أتعلمين ؟ يبدو لي بأنهما كما لو كانا يقومان بنوع من التسلل والتطفل ، يضعانها في السجن ويأتيان إلى هنا لتدبير محتويات غرفتها بحيث تصبح ضدها .
- السيدة بيترز : ولكن القانون هو القانون يا سيدة هايل !
- السيدة هايل : أفترض ذلك ( وبينما هي تفك أزرار معطفها) ، يتسحسن أن تخففي من ثقل ملابسك عنك .
خلعت السيدة بيترز شالها الفروي وعلقته على مشجب الباب الخلفي ،وبقيت تحدق في الجزء الأسفل من زاوية الطاولة . ثم قالت : لقد كانت ترتق لحافاً ( أحضرت السلة الكبيرة التي تحتوي على أدوات الخياطة ونظرتا إلى الرقع الجديدة اللامعة .)
- السيدة هايل : إنه موضة سجل المقصورة . جميل ، أليس كذلك ؟ أتساءل فيما إذا كانت تنوي حشوه وتخييطه أم حبكه فقط ؟
(وقع خطوات يُسمع على الدرج في الأعلى ، يدخل الشريف ثم تبعه هايل وبعدهما مفوض المقاطعة.)
- الشريف : تتساءلان فيما إذا كانت تنوي حشوه وتخييطه أم حبكه فقط !
(ضحك الرجلان بينما شعرت السيدتان بالحرج والارتباك.)
مفوض المقاطعة : (وبينما هو يفرك راحتيه فوق المدفأة ) لم تنفعنا كثيراً النار التي أشعلها فرانك ، أليس كذلك ؟ حسناً ، لنخرج إلى الحظيرة الآن ونستطلع الأمور بغرض الحصول على صورة أفضل.
(الرجال يخرجون .)
- السيدة هايل بامتعاض : لا أدري إن كان هناك أمر غامض وغريب ، إنهم يضيعون وقتنا في استبقائنا بانتظارهم لإيجاد دليل . (جلست على الطاولة الكبيرة ) ولا أرى أي سبب يضحكهم .
- السيدة بيترز بلهجة تبريرية : ينبغي أن ندرك بأن لديهم أموراً مرعبة مهمة في أذهانهم . ( سحبت كرسياً وجلست بالقرب من السيدة هايل.)
- السيدة هايل : ( وبينما هي تتفحص كتلة أخرى.) انظري إلى هذا يا سيدة بيترز . هنا ، هذا هو ما كانت تعمل عليه ، وانظري إلى الغرز ! كل البقية متقنة ومتجانسة ، وانظري إلى هذا ، كله غير متقن ! لماذا ، يبدو بأنها لم تكن تدرك ما هي فاعلة !
( بعد أن قالت السيدة هايل ما قالته للسيدة بيترز ، نظرت السيدتان كل إلى الأخرى ، ثم بدأتا بالتحديق صوب الباب . بعيدها بهنيهات فكت السيدة هايل قطبة ومزقت جزءاً مما خاطته رايت .)
- السيدة بيترز : يا إلهي ، ماذا تفعلين يا سيدة هايل ؟
- السيدة هايل ببرود : فكيت فقط قطبة أو قطبتين لم تخيطهما بإتقان . (أدخلت خيطاً في سم الإبرة) ثم قالت : الخياطة السيئة تعكر مزاجي .
- السيدة بيترز بعصبية : ينبغي ألا نلمس أي شيء.
- السيدة هايل : سوف أنهي فقط هذا الجانب . (فجأة توقفت ومالت صوب السيدة بيترز وهمست مستفسرة السيدة بيترز عن سبب عصبية السجينة رايت .)
- السيدة بيترز : أوه! لا أدري حقاً فيما إذا كانت عصبية . أنا أخيط بشكل سيء جداً حين أكون مجهدة.
(بدأت السيدة هايل بمكالمة السيدة بيترز ثم استمرت بالخياطة) . علي أن أوضب هذه الأشياء. قد يجيء الرجال قريباً وأقرب مما نتوقع ( وضعت المئزر وأشياء أخرى. ) أين يا ترى يمكنني أن أجد ورقة وخيطاً.ثم قالت لنفسها : في تلك الخزانة ، ربما .
- السيدة بيترز : (وبينما تفتش في الخزانة . لماذا ، يوجد قفص عصفور هنا (رفعته) وسألت : هل كان لديها عصفور يا سيدة هايل ؟
- السيدة هايل : لماذا ، لا أعرف إن كان لديها عصفور أم لا ----- حتى أني لم أحضر إلى هنا منذ وقت طويل. كان هناك رجل في العام الماضي يبيع طيور كناري بسعر رخيص، ولكني لست متأكدة من أنها اشترت واحداً ــ أو لعلها فعلت ــ لعلها فعلت ، لقد كانت تنشد بصوت مطرب هي نفسها .
- السيدة بيترز (تلتفت حولها) : يبدو مجرد التفكير بطير أمر مضحك. ولكن لا بد أنه كانت تمتلك طيراً ، وإلا ما سبب وجود القفص ؟ أتساءل ما الذي حدث للطير .
- السيدة هايل : قد تكون القط أكله .
- السيدة بيترز : لا ، لم يكن لديها قطاً ، لقد كان لديها ذلك الشعور الذي لدى الكثيرين بخصوص كره القطط. لقد دخل قطي إلى غرفتها مرة ما أثارها غضباً وطلبت مني أن أخرجه على الفور.
- السيدة هايل : أختي بايسي لديها نفس الشعور . غريب ، أليس كذلك ؟
- السيدة بيترز (تتفحص القفص) : لماذا ، انظري إلى هذا الباب . إنه مكسور ، أحد مفاصله خلع من مكانه.
- السيدة هايل (تتفحص القفص) : يبدو بأن أحدهم خلعه بعنف وخشونة.
- السيدة بيترز : صحيح ، لماذا ( وضعت القفص على الطاولة ) .
- السيدة هايل : أرجو أن يجدوا الدليل الذي يبحثون عنه بأسرع وقت . أكره البقاء في هذا المكان .
- السيدة بيترز : كم أنا سعيدة بأنك أتيت معي يا سيدة هايل . لكنت شعرت بالوحدة من دونك .
- السيدة هايل : صحيح .. ممكن .. ممكن أليس كذلك ؟ (تترك الخياطة) : دعيني أقول لك ما كنت أتمناه يا سيدة بيترز ، كنت أتمنى لو جئت إلى هنا من وقت لآخر حين كانت هنا ، كنت --- ( تجول نظراتها في أنحاء الغرفة ) --- ليتني فعلت .
- السيدة بيترز : ولكنك كثيرة المشاغل يا سيدة هايل ---- بيتك وأطفالك .
- السيدة هايل : كان بإمكاني أن أجيىء ولكني امتنعت عن ذلك لأن هذا المنزل مغم ---ولهذا السبب بالذات كان يجب أن أجىء . لم --- لم أحب هذا المكان أبداً . لعل ذلك بسبب وقوعه في وهدة منخفضة ولا تستطيعين رؤية الطريق ، لا أستطيع تحديد وصفه ، ولكنه كان دائماً مكان مغما وكئيباً . ليتني زرت ميني فوستر بين الفينة والفينة ، إني أدرك الآن --- فقط الآن (هزت برأسها ببطء وأسى ) .
- السيدة بيترز : هوِّني عليك ! لا يجب أن تقسي على نفسك وتوبخيها يا سيدة هايل . على أي حال ، لا نستطيع تقدير الأمور التي تجري مع الاخرين إلى أن يقع حدث ما .
- السيدة هايل : عدم وجود أطفال يعني القليل من العمل --- ولكنه يحيل المنزل إلى مكان هادىء بينما رايت في عمله طوال اليوم ، وحتى حين يعود من عمله لا يؤنس وحدتها . هل تعرفين جون رايت يا سيدة بيترز ؟
- السيدة بيترز : كلا ، لا أعرفه ، ولكني رأيته في البلدة . يقولون عنه بأنه رجل صالح .
- السيدة هايل : أجل – رجل صالح ؛ لا يعاقر الخمرة ، صادق ويلتزم بكلمته بقدر ما يستطيع، على ما أعتقد، يفي مستحقات الغير وديونهم ، ولكنه كان قاسياً صعب المراس يا سيدة بيترز . ولتمرير الوقت بمعيته -------( اختلجت عضلات وجهها ) واجتاحتها قشعريرة كريح باردة تخترق العظام (توقفت عن الكلام والتفتت نحو القفص.) أعتقد بأنها كانت تحتاج إلى عصفور ،ولكن --- أين ذهب يا ترى ؟
- السيدة بيترز : لا أدري ، إلا إذا كان قد مرض ومات .
(دنت السيدة بيترز من القفص وهزت بابه المخلوع ، الباب يتأرجح والسيدتان تراقبانه.)
- السيدة هايل : أنت لم تترعرعي هنا يا سيدة بيترز ؟
(نفت السيدة بيترز بحركة من رأسها.)
- ولم تعرفينها ؟
- ليس قبل أن يحضرونها أمس .
- السيدة هايل : لقد كانت --- كيف أصفها لك – لقد كانت – هي ذاتها طيراً – حلوة وعذبة حقاً ، ولكن بنوع من الجبانة والتخوف والإرتباك . رباه كم تغيرت !!؟
ساد السكون ، ثم وكما لو ومض في بال السيدة هايل ما يبعث الفرح في نفسها ، قالت للسيدة بيترز : لمَ لا تأخذين لها اللحاف معك ؟ قد يريحها ذلك .
السيدة بيترز : أعتقد بأن فكرتك جيدة يا سيدة هايل ، ولن يكون هناك أي اعتراض حياله ، على ما أقدر ، والآن ما الذي علي أخذه معي ؟ أتساءل فيما إذا كانت رقعها هنا – وأشياؤها الأخرى .
(فتشتا في سلة أدوات الخياطة.)
- السيدة هايل : هنا يوجد شيء أحمر ، أعتقد بأنه يحتوي على أدوات خياطة (أخرجت علبة صغيرة.) يا لها من علبة جميلة . تبدو كعلب الهدايا ، لعل مقصها هنا (فتحت العلبة وسارعت بوضع يدها على أنفها ) . يا إلهي ! لماذا -------
(انحنت السيدة بيترز لترى ما في العلبة ، اشمأزت وقرفت وأشاحت بوجهها عنه) : يوجد شيء مربوط في قطعة الحرير هذه. هذا ليس مقصها .
- السيدة هايل تقفز في مكانها هلعاً ، انظري يا سيدة بيترز --- انظري إليه ! عنقه ! انظري إلى عنقه --- في الإتجاه الآخر .
- السيدة بيترز : أحدهم --- لوى --- عنقه .
(الإمراتان تتبادلان نظرات الرعب والريبة بحدث خطير . في تلك الأثناء سمعتا وقع خطوات تقترب قادمة من الخارج . السيدة هايل خبأت العلبة تحت قطع حشو اللحاف و سقطت في كرسيها.)
(دخل الشريف والمفوض فوقفت السيدة بيترز.)
وجه المفوض كلامه إلى السيدتين بلهجة من كان في موقف جدي وعاد إلى جو الملاطفة : حسنا سيدتاي ! ماذا قررتما ؟ هل كانت تنوي حشوه وتخييطه أم حبكه فقط ؟
- السيدة بيترز : نعتقد بأنها كانت تنوي حبكه .
- المفوض : حسنا، ذلك أمر مهم ، أنا متأكد من ذلك ( ألقى نظرة على قفص العصفور) ثم سأل : هل طار العصفور ؟
- السيدة هايل ( وبينما هي تضع المزيد من قطع حشو اللحاف فوق العلبة.) : نعتقد بأن القط أكله.
- المفوض : وهل هناك قط ؟
(رمقت السيدة بيترز السيدة هايل بنظرة سريعة خفية ذات مغزى ) ثم ردت : ليس الآن . أنهما متطيران يكرهان القطط وقد تخليا عن قطهما .
- المفوض مخاطباً الشريف : لا إشارات عن دخول أحد من الخارج ، الحبل حبلهما ، دعنا نصعد الآن ونتفحص الأشياء مرة أخرى قطعة قطعة .
(صعد الرجلان إلى أعلى.) وأحدهما يقول للآخر بأنه يبدو بأن شخصاً ما يعرف الــ ----
(جلست السيدة بيترز . السيدتان تجلسان معاً، أي منهما لا تنظر ناحية الأخرى، ولكن كما لو كانتا تحدقان بهدف معين وبنفس الوقت تتراجعان ، وحين ستبدآن مكالمة بعضهما ستتحادثان بطريقة من يجد نفسه على أرض غريبة، كما لو كانتا خائفتين مما ستبوح به أي منهما ، ولكنهما لا تستطيعان احتباس الكلمات.)
- السيدة بيترز هامسة للسيدة هايل : حين كنت بنتاً صغيرة – جروي- كان لدي جرو كلب – هاجمه صبي بفأس قصيرة ، أمام عيني – وقبل أن أصل إليه --- (غطت وجهها للحظات) . لو لم يمسكوا بي لكنت --- (تمالكت نفسها، نظرت نحو الأعلى حيث خطوات الرجال مسموعة، ولفظت العبارة بسرعة.) – لكنت أذيته.
- السيدة هايل (بنظرة بطيئة حذرة حولها) أتساءل عما يمكن أن يكون الوضع عليه هنا دون أطفال (توقفت للحظات) كلا ، جون رايت لا يحب الطيور – أو أي شيء يغني . لقد كانت هي تغني . لقد قتل ذلك أيضاً .
- السيدة بيترز (تتحرك بقلق) : لا نعرف من قتل الطائر.
- السيدة هايل : أنا عرفت جون رايت .
- السيدة بيترز : ما حصل في هذا المنزل تلك الليلة كان عملاً شنيعاً يا سيدة هايل. قتل رجل خلال نومه بلف حبل حول عنقه وإزهاق روحه بتلك الطريقة .
- السيدة هايل : عنقه ! إزهاق روحه ! ( مدت يدها وأراحتها على قفص العصفور.)
- السيدة بيترز بصوت عال : لا نعرف من قتله . لا نعرف .
- السيدة هايل ( دون أن يفارقها شعورها بالتعاطف مع السيدة رايت) : لو مر عليك سنون وسنون من الفراغ والخواء والسكون القاتل، باستثناء عصفور يغني لك ، سيكون الأمر مرعباً --- حتى--- حتى ولو – كان طيراً .
- السيدة بيترز (بين كلماتها معاني أخرى) : إني أعرف ما هو السكون القاتل . عندما أقمنا في داكوتا، ومات طفلي البكر – كان في عامه الثاني ، وكنت أنا وحيدة دون أي كان سوى ---
- السيدة هايل : (تتحرك) : إلام تعتتقدين بأنهم سيبقون يبحثون عن --- عن دليل ؟
- السيدة بيترز : إني اعرف ما هو السكون القاتل ( تسحب نفسها إلى الخلف.) القانون يجب أن يطال المجرم ، يا سيدة هايل.
- السيدة هايل (كما لو كانت تود ألا ترد على ما سمعته من الشيدة بيترز) : كنت أتمنى أن ترين ميني فوستر حين كانت ترتدي فستانها الأبيض وشريطها الأزرق وتقف لتنشد في جوقة المرنمين في الكنسية. (تمسح الغرفة بعينيها) أوه ! كنت اتمنى أن أجيء إلى هنا من وقت لآخر ، لقد كان ذلك بمثابة جريمة ! لقد كانت جريمة ! من ذا الذي سيعاقبني عليها ؟
- السيدة بيترز (تنظر نحو الأعلى) : علينا ألا نستسلم لأسفنا وحزننا .
- السيدة هايل : ليتني عرفت بأنها بحاجة لمساعدة ! إني أعرف تماما ما يعني --- ما يعني ذلك بالنسبة للمرأة ، سأخبرك أمراً --- على غرابته يا سيدة بيترز . نقيم بالقرب من بعضنا ولكننا على بعد شاسع . كلنا نعاني من نفس الأمور – بطريقة أو بأخرى – أمور متنوعة ولكن أصلها واحد . (كفكفت دموعها.) رأت مرطبان فاكهة فقفزت من مكانها وجلبته .) لو كنت مكانك لما أخبرتها بأن فاكهتها المحفوظة تعرضت للفساد . قولي لها بأنها سليمة ، قولي لها بأنها كلها سليمة ، خذي هذا معك لتثبتي لها . قد --- قد لا تكون تعرف بأنها كسرت أم لا .
- السيدة بيترز ( تستلم المرطبان، تبحث عن شيء تمسحه به؛ ألتقطت تنورة من الملابس التي أحضروها من الغرفة الأخرى ومسحته بعصبية. وبغفلة تقول .) : رباه ! من حسن حظنا أن الرجال لم يسمعونا . لكانوا ضحكوا علينا ونحن منشغلتان بأمر تافه مثل – مثل موت طائر كناري . كما لو أن لذلك علاقة بــــــــ ... بــــ ... ألن يضحكوا علينا ؟
(السيدتان تسمعان خطوات الرجال ينزلون على الدرج.)
- هايل : رفاقي ينتظرونني خارجاً والطقس بارد جداً .
- المفوض : (مخاطباً الشريف.) : سوف أبقى هنا بمفردي ، يمكنك إرسال فرانك إلي . سوف أقوم بتفحص كل شيء ، لست مقتنعاً بأننا لا نقدر أن نحرز تقدماً أكثر.
- الشريف : هل تريد أن ترى ما ستأخذه السيدة بيتر معها ؟
(يتوجه المفوض نحو الطاولة ، يمسك بالمئزر ويضحك) ثم يقول : آه ! أعتقد بأن ما تأخذه هاتان السيدتان ليس بالأمر الخطير . يحرك بضعة أشاء ، ثم يحرك قطع حشو اللحاف التي كشفت عن العلبة ، يخطو إلى الخلف . لا أظن السيدة بيترز تحتاج إلى مراقبة ، فزوجة الشريف مزوجة للقانون ، ألا تفكرين بها بتلك الطريقة يا سيدة بيترز ؟
- السيدة بيترز : بالضبط ــــ بالضبط بتلك الطريقة .
- الشريف (مقهقهاً) مزوجة للقانون (وراح إلى الغرفة الأخرى.) أريدك أن تأتي معي إلى هذه الغرفة يا جورج . ينبغي أن نلقي نظرة على تلك النوافذ .
- المفوض (بسخرية.) آه ! النوافذ !
- الشريف (مخاطباً هايل.) سوف نخرج بعد قليل يا سيد هايل .
(خرج هايل . لحق الشريف بالمفوض إلى الغرفة الأخرى، ثم ظهرت السيدة هايل مشبوكة اليدين ترمق السيدة بيترز بحدة ، التي أشاحت عنها قليلاً ثم التقت نظرات السيدتين في النهاية. أمسكت بها السيدة هايل للحظة ، ثم وجهت نظراتها إلى حيث تخفيان العلبة . فجأة بدأت السيدة بيترز بنبش قطع حشو اللحاف وحاولت أن تدس العلبة في حقيبتها ، العلبة كبيرة ، فتحتها ، شرعت في إخراج العصفور ولكنه تفكك قطعاً. لا تستطيع الإمساك به الآن ، أسقط في يدها ووقعت في مأزق حرج ، سمعت صوت مقبض الباب من الغرفة الأخرى . اختطفت السيدة هايل العلبة ووضعتها في الجيب الكبير في معطفها)
(المفوض والشريف يدخلان.)
- المفوض (ممازحاً.) : حسناً يا هنري ، اكتشفنا في النهاية بأنها لم تكن تنوي حشوه . بل كانت تنوي ـــــ ماذا تسميان ذلك يا سيدتاي ؟
- السيدة هايل ( يدها على جيبها. ) : نسميه حبكة يا سيد هندرسون .

CONVERSATION

0 comments: