عامان من الغياب عامان من الأحزان/ سلوى أحمد‏

 يقول تعالي "" وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ "" صدق الله العظيم
 . كلما قرأت تلك الأيه رأيت فيها مصر هذا الوطن الذي عاش امنا مستقرا ولكن اهله ابوا الا ان يحولوا امنه واستقراره الي فوضي وخراب ودمار ، لقد استطاعت مصر تحت قيادة الرئيس مبارك ان تعبر فوق الصعاب والازمات التي تعرض لها العالم ففي الوقت الذي كان العالم يموج بالحروب والقتال هنا وهناك كانت مصر بلد السلام ، في الوقت الذي استطاعت الدول الغربية ان تنفذ مخططاتها في الكثير من الدول وقفت مصر بقيادة الرئيس مبارك امام تلك المخططات لترد كيد الكائدين واعتداء المعتدين ،  استطاعت مصر ان تتصدي للارهاب وتقضي عليه في الوقت الذي انهك فيه هذا الكابوس دول العالم , نعم استطاعت مصر ان تتصدي لكل هذا تحت قيادة رشيدة ورئيس وزعيم اقسم علي ان تكون حياته فداء للوطن الذي عاش واهبا نفسه من اجله لقد  استطاعت مصرتحت قيادة الرئيس مبارك ان تحقق الكثير والكثير استطاعت ان تحافظ علي  هيبتها وقوتها وتحافظ علي سلامة اراضيها ودماء ابنائها الي ان جاء اليوم الاسود اليوم الذي قرر فيه المصريون ان يهدموا بلادهم يوم أن  قرروا وبايدهم تحقيق المخطط الذي عجرت الدول الغربية عن تحقيقه في مصر في ظل وجود اسد قويا تهابه الاعداء وتعرف ان القرب منه يعني الهلاك ، هذا الاسد الذي حذر وحذر مما نعاني منه اليوم الاسد الذي وعد شباب وطنه ابناؤه ان يحقق لهم مطالبهم وحذرهم من الفوضي التي سيصبح هم اول المتضريين منها ، طلب ان يسكتمل فترته الرئاسيه  تلك التي كانت كفيله بان تجنب مصر وشعبها الخراب والدمار الذي يعيشون فيه اليوم ولكن العناد قادهم الي التمسك بكلمة واحدة ارحل فما كان منه الا ان رحل ويا ليتهم اكتفوا برحليه بل راحوا ينادون بمحاكمتهم وتمادوا في اهانته واتهموه بتهم لم يرتبكها واطلقوا شائعات يشهد الله انه بعيد كل البعد عنها .
رحل الرئيس مبارك يوم الحادي عشر من نوفمبر 2011 تخلي عن الحكم حتي يجنب الوطن قطرة دم واحدة تسيل علي ارضه ويكون وجوده في الحكم سببا فيها تخلي  الرئيس مبارك وظن ان هذا سيكون كافيا كي يعود المواطنون الي حياتهم وينهوا الفوضي التي عاشت فيها مصر علي مدار ثمانية عشرا يوما تلك التي خشي الرئيس مبارك علي مصر اذ ا امتدت اكثر من ذلك،  تنحي مبارك وترك الحكم وهلل اللشعب وخرج الي الشوارع يحتفل بهذا اليوم العظيم وخرج واطلق الالعاب النارية ابتهاجا بهذا النصر وتعالت الزعاريد لتملا سماء العاصمة  فعل كل هذا ظنا منه ان ما حدث انتصار ولكنه لا يكن يعلم  انه انكسار وهزيمة .  
ان اليوم الذي غادر فيه الرئيس مبارك الحكم هو اليوم الذي غادر فيه الوطن الامن والامان والاستقرار هو اليوم الذي فقدت فيه مصر هيبتها واصبحت اضحوكة الدول هو اليوم الذي بدأ فيه نزيف الدماء المصرية الذي لم ولن يتنهي انه اليوم الذي اصحبت مصر تنتظر المساعدة من قطر وتاخذ اوامراها من امريكا انه اليوم الذي غادر فيه الوطن كل ملمح من ملامح الفرح ليحل محله احزانا والاما لا تنتهي بل تجدد يوما بعد الاخر ، لن اتحدث عن الاقتصاد الذي انهار والاحتياطي النقدي الذي تآكل لن اتحدث عن المصانع التي اغلقت والامن الذي غاب لن اتحدث الفوضي التي عمت كل شئ لن اتحدث عن الغلاء واهمال المواطن لن اتحدث عن هيبة الوطن التي ضاعت في ظل قيادة عاجزة عن فعل اي شئ لن اتحدث عن الحوادث والقتلي لن اتحدث عن كل هذا فقط اتحدث عن المصريين الذين اصبحوا لا يتحدثون الا والدموع باعينهم والالم في حناجرهم والخوف في قلوبهم نعم هكذا اصبح المصريون اليوم يعيشون بين البؤس والحزن والدموع والالم ويا ليتهم ادركوا ان اليوم الذي احتفلوا فيه وابتهجوا هو اليوم الذي حمل لهم كل هذا الحزن والالم فبعد عامين من تنحي الرئيس مبارك عن الحكم لم تعرف مصر سوي الاحزان ثم الاحزان ثم الاحزان غاب عن قاموسها اي كلمات تعبر عن الفرح والسعادة والعجيب انه وبعد كل هذا نجد من يكابر ويعاند ويصف بان ما حدث بمصر ثورة وان رحيل مبارك انتصار ولا اعرف علي من يضحك هؤلاء غير انهم يضحكون علي انفسهم فالوطن الذي عاش عزيزا يفقد كرامته وعزته الوطن الذي عاش امنا مستقرا فقد امنه واستقراره فعن اي انتصار يتحدثون وباي ثورة يحتفلون .
  ان 11 فبراير يحق فيه وبكل صدق ان يرتدي المصريون السواد علي ما فعلوه في بلادهم وعلي المصير الذي قادوا الوطن اليه فقد اثبتت الايام ان كل ما حدث في مصر ما هو الا خراب يحمل خراب اكبر ودمار يحمل دمار اكبر لقد اثبت الايام ان مصر فقدت الكثير بغياب الرئيس مبارك وانها سوف تدفع ثمن ما فعلته معه غاليا ولسنوات .فيا سيادة  الرئيس ابدا لم ولن يكون يوم تنحيك تاريخ للاحتفال بل تاريخ للحسرة والندم علي ما فعله الشعب بك وبالوطن انها الذكري التي سيندم كل من ساهم في حدوثها الذكري التي سيلعن فيها كل من سعي اليها انه اليوم الاسود في تاريخ الوطن انه  حقا اليوم الذي غادر فيه النسر العلم .
الكاتبة \ سلوي أحمد

CONVERSATION

0 comments: