لا أعلم في أي عصر نحن... ربما نحن في عصر الليمون!!!
كل شيء بدا بلا مذاق... بلا رائحة ... أقضم تفاحة...كأنني أقضم جذع شجرة أو قطعة أثاث قاسية. طعم الخشب هو الطاغي...بات سائدا في الفم. سلة الخضروات والفاكهة حجما ولونا ولا أجمل... لكن الرائحة غائبة، و النكهة في غربة... لا شيء يشي بما خزنته الذاكرة في وقت سابق لا أذكر تحديدا متى انقطعت حبال الوصل فيما بينها.
...الحواس باتت في حيرة ... أي تناقض هذا بين صخب الألوان و بهجة ثمرة عاشقة تتأنق في المظهر في معبد الجمال و الكمال. تغريك استدارتها بشدة ... يمتلكك دوار الرغبة الجامحة للتذوق والاختلاء بالمتعة والامتلاء في خلاء ساعة احتياج جائع . تستنشقها ملء الرئتين...يا للمفاجأة... كأنك تدس أنفك فيما لا يعنيك...أو تشك أنك مصاب بزكام مزمن... كأن حاسة الشم خانتك...غادرتك بدون رسالة اعتذار...أو ربما تجمدت عند نقطة الصفر تماما.
لا أعم تماما كيف سيتحقق الاستمتاع و تمييز ما تستدعيه حاجاتنا و متطلباتنا من غذاء و مشرب... وبأي نسبة ترى سوف تعمل...حين نحشد حواسنا التي لا نشك يوما في كفاءتها و نحسن بها الظن... نتفقدنا .. ربما حاسة الشم في عطب مؤقت... لعلها في سبات مرض أو ربما أصابها ما أصابها من تذمر فاستلقت في راحة على الجنب.
ماذا تفعل حين تفقد حواسك هيبتها... أمام أشياء لا هوية لها انتزعت منها وقارها ...كأنها الوهم أو ما يحاذيه. وهذه الحقيقة كم بدت ناصعة...
نتساءل متى يعود الإحساس بالطعم و الرائحة... إلى مداره... ولا تعبر اللقمة و الجرعة في الفم كالضجر ..كأغنية معطوبة...كسحابة مخادعة لا تروي... تسكت صراخ جوع تمنح الطاقة ...لكن لا متعة للروح ....
كيف أسكت صهيل أفكاري ولا أكمل نوبة الشكوى التي أصابت حواسي بحرقة. أسمعها تصيح في دمي..:""ألستُ موجودة حقا...لا وظيفة أشغل..سوى التذمر...من أطاح بي...من؟"...
الحقيقة أنها بخير و في حالة سوية ...لكن
كأن الشمس ما عادت تشرق كما ينبغي...كانت على سطح ألسنتنا مذاقات...من سيقاضي الحقول التي غيرت وجهها... من سيحاسب الأيادي التي غيرت حقيقة الشجر.
0 comments:
إرسال تعليق