أمنا الأرض/ محفوض جروج

يخبرنا سفر التكوين بأن الله رأى كل ما خلقه بأنه حسن ،
فإذا كان الله رأى ما صنعه بأنه حسنا ً وجميلا ً، ألا يجدر بنا
نحن البشر أن نرى بأن الخليقة المحيطة بنا ، والتي نعيش ضمنها بأنها حسنة
وجميلة ، وتستحق منا كل اهتمام وتقدير
كما أرادها الخالق أن تكون ، وبذلك نكون معبرين عن دعوة الله للإنسان
للعناية بخليقته والوكالة عليها .
كم جميل أن نوجه أنظارنا مع صاحب المزمور الذي يقول :
السموات تحدث بمجد الله ، والفلك يخبر بعمل يديه أونشد على يد كالفن
بقوله : (( خلق الإنسان ليقف على قدميه كي يرى روعة النجوم والكواكب . ))
فالله مالك هذا الكون العجيب بكل ما فيه من روعة وجمال أعارنا إياه
لنتمتع به ، على أن نتركه على الصورة الجميلة التي أرادها له عندما نغادر
لا أن نتركه يئن ويتوجع من عسفنا وجشعنا وتدميرنا لمرافقه بشتى الطرق
والوسائل .
ويرجونا العمل على إصلاح كل خلل قمنا به عن معرفة أو جهل .
وهذا الرجاء لا يتم سوى بتفعيلنا للسلطان الممنوح لنا بالتسلط على الأرض
بكل ما فيها .
وهذا السلطان ليس معناه أن نكون أسيادا ً على الخليقة نتصرف بها كما نشاء
ويحلو لنا . فلسنا سوى وكلاء فقط .
فالأجدر بنا أن نبتهج بالخليقة كهبة من الله أوكلنا عليها ،
وأن نتمتع بها بطرق لا تؤدي إلى الخلل والدمار في مكوناتها،لأننا مدعوون
لنكون وكلاء أمناء على هذه الجنة التي وضعنا فيها ورآها الله حسنة أمنا
الأرض .
محردة –

CONVERSATION

0 comments: