صدرت عن دار فضاءات للنشر والتوزيع ، في عمّان، الرواية الأولى للشاعر والأديب العربي، يوسف الديك، عضو رابطة الكتاب الأردنيين واتحاد الأدباء والكتاب العرب واتّحاد كتّاب وأدباء الإمارات، و المقيم منذ العام 1997في الإمارات العربية المتحدّة.
تأتي الرواية القلب وعنوانها " تنهيدة الأسى ـ تلويحة الجنون"، بعد ثلاث مجموعات شعرية صدرت للكاتب ، هي: "طقوس النار" ، (1986) ، و"شعراء من بلاد الشام"، 1992وهو عمل (مشترك وباللغتين: العربية ، والفرنسية) ، ثم "تفاصيل صغيرة ..على نحاس القلب" عام (2005)، والحالة الإبداعية وقد نشر بعد عدة دراسات فكرية وسرد ذاتي طويل قيد العمل.
وحول العمل الروائي يقول الأديب يوسف الديك .إن الحالة الإبداعية كلّ متكامل ، وثمة منطقة في أقصى هذه المسرحية والأهزوجة تشمل أنواع الأدب وصنوف الفن.. القصيدة باللوحة بالرواية والمسرحية والأهزوجة، فلا نكاد نلامس الفوارق بينها – في تلك المنطقة المطهّرة - إلاّ بمستوياتها الذاتية الخاصّة التي ترقى بها أن تهبط.
لم يكن لدي أي انطباع مسبق لحظة البدء بالكتابة أنّ هذا العمل سيكون رواية.. لكن بحثت عن شكلٍ أدبي يعبّر عمّا تختزنه ذاكرتي الأدبية من صورٍ وحوارات مؤجّلة فكان هذا الشكل هو "الرواية " عن غير تخطيط مسبق أو نيّة بسبر غور الفن الروائي.. أمّا شخصيات الرواية فهي تعمل على استيعاب الحالة، لكن يبقى للسرد مكانته لدى الشاعر منذ بدء الخليقة.
أمّا شخصيات الرواية المحورية فقد أرغمتني هي على تقمصها كما هي حقيقة كلّ منها، وما تحمل من نوازع خيّرة أو شريرة أو متزّنة ومنفتحة أكثر ممّا ينبغي، وليس العكس.. فلم أتدخّل ككاتب إلاّ في صياغة مكنونات الشخصية بما ينبغي وكما هي في حقيقتها عبر بناء لغوي سعيت أن يرقى إلى مستوى ذائقة المتلقي الذكيّ والقادر على التمييز.
تقع الرواية في سبعة فصول موزّعة على 190 صفحة من الحجم المتوسط، أما اللبناني فهو لبنان فهو موجود في الرواية زمكانياً .. حيث تتناول الرواية مرحلة العدوان الهمجي على الجنوب اللبناني ، صيف 2006، وتتنقل الشخوص الرئيسية فيها والأحداث ، بين عمّان ، ودمشق ، وبيروت ، والجنوب ، ثم تعود إلى نقطة البدء وتنتهي في حمص على مشارف العاصي وقبور الراحلين هناك .
الهمّ الوطني الفلسطيني والعربي بمجمله حاضر في العمل منذ بداياته وحتى فلسفة الصراع الأخير فيه.. فهو يتحدّث عن فلسفة الصراع ويناقش بعض نصوصه من خلال الشخوص، وهو يتناول فلسفة الصراع الدائم بين فكرتي السلام والمقاومة والتباين بينهما.. ولعل شخصية الأخير في الرواية تحمل هذا العبء وتترجمه في الواقع، أضف إلى هذا تناول شريحة عريضة من أحياء ومخيمات اللجوء خارج فلسطين وما يحدث فيها من صدامات يومية وعلاقات حياتية تحت ظروف متفاوتة.
لوحة الغلاف الأساسية من تصميم الفنان الجزائري " محمد نجيب " ..أّما الغلاف الأخير فقد نقشت عليه عبارات من الفصل الأخير جاء فيها :
هناكَ يا نُورة.. حدِّقي جيداً..!!
ـ أراه.. شعاع ضوء واضح.. لا تقل لي أنَّ لك صديقاً هناك سوف يدعونا للعشاء.. فينحر جملاً هذه المرّة.. وضَحِكَتْ !!.
ـ ليتنا يا نورة.. ليتنا.. هذه أنوار القدس... مآذن مساجدها، نوافذ كنائسها.. أعمدتها.. بيوتها.. شوارعها.. وقبابها.
ـ القدس... يا الله.. ما أجملها.. قريبة على مرمى بصر.. وبعيدة على مسافة حلم.
في ذات اللحظة... مرّت مركبة من أمامهم.. يتهادى من نوافذها المشرعة صوت فيروز..........."سنرجع يوماً.. إلى حيّنا".
0 comments:
إرسال تعليق