قال الله تعالى:وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ( فصلت آية 17 ) أى أن الله أراهم وأرشهدهم إلى طريق الحق والإيمان ولكنهم أصروا على الكفر والضلال.
وهذا ما حدث تماما معنا فقد هدانا الله ووفقنا للقيام بثورة عظيمة ضد طاغية ولكننا كرهنا الديمقراطية والشرعية والانتخابات النزيهة وأحببنا القمع والقهر والعودة لغياهب السجون وتكميم الأفواه والديكتاتورية فانقلبنا على الشرعية وعلى القانون والدستور ، استكثر علينا العالم أن تخوض مصر تجربة ديمراقطية عظيمة لأول مرة فى تاريخها فحاولوا إجهاضها وإفشالها بكل طريقة وهى ما تزال فى مهدها وللأسف ساعدهم فى ذلك البسطاء من الناس ممن أنهكتهم الأزمات المفتعلة والمدبرة وشحن الاعلام كله ضد الاخوان وتصويرهم كأنهم شياطين ومحتلين واستغلوا أيضا الطامعين فى الكرسى من راسبى الانتخابات الرئاسية أمثال حمدين والبرادعى وموسى الذين فعلوا مثل بنى إسرائيل حين اعترضو على الملك الذى أرسله لهم الله وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً قَالُوَاْ أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِّنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (البقرة:247)
هؤلاء الذين ينتمون لحركة تمرد ولجبهة الانقاذ ليس لهم أية صفة ليتكلموا باسم الشعب كله ولم يوفوضهم أحد للتحدث باسم 90 مليون مواطن والتوقيعات المزورة التى جمعوها لا تسمن ولا تغنى من جوع لأننا دولة نظامية تحترم القانون والدستور والشرعية فمن لا يرضى عن أداء الدكتور مرسى فليغيره عن طريق الصناديق وليس عن طريق الميادين ، هذا يوصلنا لردة وانتكاسة وضربة قاسمة فى ظهر الديمقراطية والثورة.
يقول الله تعالى: "وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولا" (الإسراء:34)
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُود"ِ
وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ}(النحل: 91)
كل من عاهد الدكتور مرسى وبايعه فى صناديق الانتخابات ثم خرج عليه فى الانقلاب العسكرى ما هو إلا خائن لله وللرسول وللوطن ، ناقض للعهد وغادر. عار عليكم أن تنقضوا عهدكم معه وتعودوا إلى الدولة البوليسية القمعية التى أغلقت كل قنوات الرأى المخالف وأخذت تعتقل كل من يخالفهم ، كيف ترضون أن ينقلب الجيش على رئيس شرعى منتخب جاء إلى سدة الحكم بطريقة شرعية قانونية شريفة وتقبلون أن تولوا عليكم البرادعى الذى اغتصب الحكم بطريقة دنيئة غير شريفة وقد رسب ثلاث مرات فى انتخابات سابقة أى رفضه الشعب ولفظه؟ لو كانت لديه أى نزعة أخلاقية لرفض هو نفسه أن يتولى أية مناصب لا يستحقها بعد فشله الذريع فى اجتياح الانتخابات كما يحدث ذلك فى كل دول العالم المتقدمة..إين عقولكم وضمائركم؟ ترضون بالراسب وترفضون الناجح؟ إذا كنتم لا ترضون بالدكتور مرسى والاخوان فلماذا اخترتموه وانتخبتموه فى الصندوق؟ إن أمامكم طريقا وحيدا للإطاحة به وهو الصناديق أما الفتونة والبلطجة التى أطحتم به من خلالها فلا تليق أبدا بدولة عظيمة مثل مصر ، هل تريدون أن توصلوا رسالة للعالم أننا شعب لا نحترم الصناديق ولا الدساتير ولا القوانين ولا العهود ومنطقنا الوحيد هو القوة ، البقاء للأقوى وليس للأصلح؟ عودوا إلى رشدكم يرحمكم الله.
0 comments:
إرسال تعليق