الشباب المصري طيّب جداً . وبمناسبة شهر رمضان ، نتمنى على قادة الإخوان المسلمين أن يستمروا بالعض على الجرح والصبر .
لا تدفعوا الشباب المصري المبارك ، تحت دبابات الجنرال الغاضب عبد الفتاح السيسي . هذا جنرال جاد ولا يمزح .
لله الأمر من قبل ومن بعد ، " وتلك الأرض من بعدي يرثها عبادي الصالحون " .
الشباب المصري حرث الصالحين ، وغرس الأمهات الطيبات ، احرصوا عليهم ، واحتسبوا يا رجال .
لقد قال محمد حسنين هيكل مرة للعراق " معلش ، اصبروا الوقت صعب " لكن القيادة العراقية لم تصبر حينها .
الآن أقول لكم بصدق الحلقة من حديد عليكم ، والوقت صعب ، اصبروا .
نحن خسرنا مليون عراقي في الحرب الأهلية ( ٢٠٠٦م - ٢٠٠٧م ) ، مما جعل الشعوب
تخاف العراقيين ، فنحن لا نعرف مَن قتل هؤلاء الآلاف المؤلفة . لم يتم القبض على أحد .
فربما يكون الطبيب ، والمطرب ، والفلاح ، والمعلم قاتلا . ربما القاتل أنا ، أو أي عراقي . الكل قاتل الآن في العراق .
هل تريدون شيئا كهذا في مصر ؟ .
نحن ضد مقالات الإستفزاز للإخوان المسلمين ، وضد توجيه الإهانات إليهم . جماعة إسلامية عريضة ، عمرها أكثر من قرن ، لها مريدون ، و قدمت تضحيات لا تستحق التعنيف بهذا الشكل .
لو عندنا دولة علمانية في العراق ، من المعقول أن ندعم التغيرات العلمانية في المنطقة ، حتى لو كانت ظالمة . لكن السنة في العراق اليوم يعيشون تحت دولة طائفية أصولية شيعية صريحة وعميلة لإيران . لماذا ندعم العلمانية في المنطقة ؟ .
المنطق يقول إن السني العراقي يدعم الأصوليات السنية لموازنة الأصولية الشيعية . من منطلق سياسي وليس ثقافي . وهذا ليس طائفية على الإطلاق ، بمقدار ما هو بحث عن توازن .
الحزب الشيوعي العراقي يعمل كذراع ثقافي لحزب الدعوة الحاكم في العراق ، لكنه يلبس بزته الستالينيته العلمانية المتطرفة " وكم دبابة يمتلك البابا ؟ " مقولة ستالين الشهيرة يطبقها الشيوعيون على الإسلام السني فقط .
موقع الحوار المتمدن اليساري الشيوعي ( الديمقراطي ) الضخم ، يوزع أرقام المخابرات المصرية للإتصال ضد الناشطين الإسلاميين على الإنترنت والفيس بوك .
نحن مجبرون على المكاشفة في هذا الشأن ، فالأمر يشبه علمانية بشار الأسد التي تقص اللحية السنية " العُمَريّة " بالسيف ، وتبخّر اللحية الشيعية " العلَويّة " المقدسة .
لا نستطيع مواجهة هكذا تطرف ، و ظلامية بالخطاب العلماني المعزول عن الشارع ، بينما الخطاب الشيعي يحرك الزيارات المليونية والميليشيات ليل نهار . يجب أن يتفهم الآخر موقفنا وهو البحث عن توازن سني - شيعي إقليمي .
مشكلتنا انقسام وجهة النظر داخل البيت السني .
السعودية والخليج ترى أن الإسلام السني السياسي المليوني ، يهدد أمن الوطن العربي أكثر من تهديد إيران . ولهذا ترى أن العمل على تفكيك الإسلام السياسي السني ، يمنح الأنظمة الخليجية فرصة أكبر لتفكيك الخطر النووي والتوسعي الإيراني .
في الحقيقة نحن مختلفون الآن مع وجهة النظر الخليجية .
غير أن وجهة النظر الخليجية محترمة كثيرا لسببين ، الأول التزامهم الإعتدال منهجا لعقود طويلة ، والثاني بناءهم الباهر لبلدانهم المتطورة .
لأول مرة في التاريخ نرى مدافع آيات الله الشيعة ، و مدافع العلمانية العربية تطلق القذائف على هدف واحد هو الإسلام السياسي السني
ربما الخوف من الإسلام السياسي السني أكبر من الإسلام السياسي الشيعي . لأن التشيع حدوده إيران ، وهوامش عربية بسيطة ، وأقليات ، وجيوب معروفة .
حتى الدولة العثمانية تركت الدولة الصفوية وشأنها ، لأنها محكومة بالإنكماش أساسا على نفسها بالحاجز المذهبي .
الإسلام السياسي السني مغرور ، وعنده طموحات مواجهة مع الغرب ، و نزعات منفلتة ، و ربما إرهابية .
هذا صحيح ربما على صعيد العالم الإسلامي أجمع ، لكنه ليس صحيحا على صعيد العراق .
لولا سقوط نظام البعث العراقي ، ربما لم نطالب بحماسة لإسقاط البعث السوري . ولولا سيطرة الإسلام الشيعي في العراق ، لما كتبنا لصالح الإخوان المسلمين في مصر .
حين تكسر الضلع السني في العراق ، يجب أن تكسر معه الضلع العلوي في سورية . وحين تقضي على الإسلام السياسي الإخواني في مصر ، يجب أن تقضي معه على الدعاية الإيرانية والإسلام السياسي الشيعي في العراق .
هذا من وجهة نظر عراقية عربية ، وهل المطلوب منا أن نحسبها على طريقة السعودي أو القطري ؟ . نحن ننظر بعيوننا العراقية العربية التي تتعرض للإبادة بسبب الزحف الفارسي.
هذا هو موقفنا ، ولا نعلم بالغيب .
هل يستطيع المصريون إطلاق سراح رئيسهم من سجنه ؟ .
حين اعتقلت المخابرات المصرية سيّد قطب وأعدمته ستينات القرن الماضي ، قدمت المخابرات الأمريكية دراسة تحتج فيها على سرعة تنفيذ الإعدام .
كتبوا إن سرَّ تشدد الفقيه الإسلامي ابن تيمية ، هو سجنه الطويل في قلعة دمشق التي مات فيها . ظروف السجن الإنفرادي الطويلة حوّلت الفقيه إلى متشدد . كانوا يريدون إطالة سجن سيّد قطب ليتحوّل إلى متشدد آخر . وهذا لم يحدث .
الآن يجري سجن الرئيس الإخواني محمد مرسي لتحويل الجماعة كلها إلى متشددين وإرهابيين .
بحيث يعود الجيش المصري إلى استئناف مهنته القديمة ( قتل الإسلاميين ) ، ويعود الإسلاميون إلى وطنهم الحقيقي : السجن . والإعلام العربي إلى مهاراته الأصيلة : الكذب .
والغرب إلى طمأنينته التاريخية : ( التعتيم ) .
يعود المواطن العربي إلى شعوره الأول (الخوف ) . و التاريخ العربي إلى نقطة البداية ، وهي الصراع بين الدبابة والعمامة .
فقط في العراق و إيران ، الدبابة والعمامة فوهة واحدة
0 comments:
إرسال تعليق