السيسي الفارس الذي عاد/ فاطمة الزهراء فلا‏

لم أكن أتخيل في يوم من الأيام أن يعانق آذان المغرب في رمضان أجراس الكنائس , رفرف قلبي بين جوانحي وعزف لحن الوحدة الوطنية , وحلق بي عبر آفاق بعيدة وأنا أري إفطارا جماعيا بطول مصر وعرضها , افترش البسطاء مع الأغنياء مائدة واحدة وهم رافعين أياديهم للسماء ..اللهم انصر قواتنا المسلحة , اللهم انصرك يا سيسي ..يا من أتيت لنا لتعدل المايلة علي رأي ستي لما قالت ..الظابط ده حلو ثم حملقت واقتربت من التليفزيون قائلة : ده بيفكرني بحبيبي ناصر قمشته غالية وتفصيلته غالية ..الله ع الكلام , والمنظر الذي لن تمحوه ذاكرتي ماعشت هذه الهتافات والفرحة بزوال حكم الإخوان وكأنهم استعمار , لماذا لا يصدقون أن الشعب يكرههم , يقولون أو هكذا صور لهم ضميرهم أن من خرج للتأكيد والتفويض  بلطجية وفلول , والسؤال البديهي إن كان كل هؤلاء فلول فقد نجح الحزب الوطني ,
 لماذا لم يجعلوا لهم مثل هذه الشعبية الجارفة التي فاقت كل التوقعات ؟ اللهم إذا انضم إلي الفلول جماعات إخوانية تلعب علي الحبلين مش مهم , المهم يعترفوا أن مصر الحديثة لا يمكن أن تقوم علي يد فصيلهم السياسي أبدا , أعود للسيسي حبيب الملايين الذي وصلت صورته إلي أن تباع في السوق السوداء وقد وضعت كل أسرة الصورة علي مائدة الإفطار معتقدة أن السيسي يفطر معها ,
حب إلهي غمر القلوب بحب هذا الزعيم العظيم خليفة ناصر الذي كنت أري صورته في منزلنا العتيق بمدينة المطرية دقهلية بجوار صورة جدي الكبير محمد سبع الفلا النجدي المنزلاوي ,فخرجنا عاشقين ناصر معتقدين بأنه أكبر راس في العيلة الكبيرة , هكذا قال جدي واعتبرنا كلامه عقيدة حتي عندما جاءت نكسة 67 لم يعترف أبي بها وخرج يؤيد جمال في محنته وحمل صورته لازلت أتذكرها ببدلته العسكرية والكسكته وأنفه الشامخ ,
كانت صورته تملأ كل شوارع المطرية , واليوم يعود ,بنفس البدلة والكسكتة والابتسامة وعشق الوطن ..نحبك يا سيسي لم يجبرنا أحد علي حبك , هكذا وجدنا جمال يعود فارسا يحب الوطن , مهما أشاعوا عنه لن يتزحزح أبدا هذا الحب الذي ملأ القلب والكيان ..أطفال في عمر الزهور يعلقون صورته علي صدورهم , يصفقون يرقصون , إلي كل من شكك في إرادة الشعب وقال انقلابا لا وألف لا وشاهدوا بأعينكم في شلالات البشر التي خرجت لتؤيد القوات المسلحة ..
كل عانس اعتبرت السيسي فارسا لأحلامها , كل أرملة اعتبرته رجلها الذي فقدته , كل أم شهيد اعتبرته ولدها الذي غاب, كل أم لم تنجب ولدا جعلته ابنها مثلي أنا ..ننتظر منك الكثير يا سيسي ونحن في هذه الليلة ليلة السابع عشر من رمضان وهو ذكري غزوة بدر الكبري والسادس والعشرين من يوليو العظيم أمام الدنيا نبايعك ونفوضك في بعث مصر جديدة تولد علي يديك من جديد..تحية واجبة لكل شعب مصر وتحية خاصة لأهل قريتي تلك القرية التي تزوجت فيها والذين لم يبرحوا الميدان لحظة واحدة ومعهم الأطفال والنساء مرددين الله أكبر وتحيا مصر ..فعلا نموت نموت ..ويحيا الوطن

CONVERSATION

0 comments: