مصر تمر بمرحلة حرجة في هذه الفترة التاريخية التي تمرد فيها الشعب المصري بغالبية 90 % على النظام الحاكم ، مما يعرض الوطن مصر لخطر المواجهة بين مؤيدي الرئيس " مرسي " سواء على الأرض المصرية أو على مستوى العالم ووجود ما يسمى بجماعة الأخوان العالمية ، وبين أبناء مصر الذين خرجوا عن بكرة أبيهم و البعض منهم بعائلاتهم وأطفالهم وشبابهم للمطالبة برحيل الرئيس .
مما لا شك فيه أن المطلب حق وسوف يواجه وبدون شك أيضا معارضة قوية من جماعة الأخوان ومناصريهم .
لكن لو أردنا أن نتحدث عن الأخوان والحكم بهدووووء ، لا بد لنا من الحديث عنهم حديثا متجردا من أي إنتماءات ولكن فقط من أجل مصر والشعب المصري .
كيف نثق في جماعة تؤمن وتُعلم كل من يتبعها أن لا تكون له حرية الديمقراطية في إبداء الرأي أو المعارضة وهو مجبر على السمع والطاعة والخضوع والخنوع لكل ما يؤتمر به الأنسان الأخواني من المرشد العام أو من نائبه ونوابه وإلا !! .
فشل الرئيس " مرسي " في الرئاسة أنه لم يكن نفسه . وظهر ذلك جليا على مدى العام الذي تولى فيه مسؤلية إدارة البلاد . يعد بشيء أو يتحدث عن شيء ثم يفاجأ الناس بعدم وفاءه لما وعد به ، وما تحدث عنه قد تم محوه وقام بفعل مغاير تماما عن ما تحدث عنه أو وعد به . ثم تُلام جبهة الأنقاذ وكل مخلص لمصر والمعترضون والثائرون والمتمردون أنهم لم يتفاضوا أو يتفاهموا مع الرئاسة على عكس ما حدث على مدار عام كامل منذ توليه المسؤلية وجميع أطياف مصر تتكلم وتعلن وتناقش ولا من مجيب حتى وصل الجميع إلى خيبة أمل . فهل نلومهم إذا إنتفضوا متمردين على ما تفعله الرئاسة من أفعال وأعمال تضر بمصر والشعب المصري وعندما يثورون نطلب منهم منح الأخوان فرصة أخرى ؟؟!!. أعتقد أن مثل هذا المطلب غير عادل خاصة بعد خطابه الأخير الذي أوضح أنه لا يهتم بالشعب المصري ومطالب الشعب المصري وإحتياجاته التي وصلت إلى حالة من الغضب الشديد . وتحديه بتعينات محافظين من الأخوان أو الجماعات الأسلامية المتواطئة معهم .
الأخوان يرددون كلام لا مكان له من الأعراب . كلام فقط يتماشى مع أهوائهم ومشاربهم ولا فائدة تعود منه على الشعب المصري والوطن مصر الذي لا يعنيهم بالمرة .
سبق وكتبت وأكتب الأن أن الذي أعطى الشرعية عبر صندوق الأنتخابات ، أي إنتخابات هو الشعب الذي توجه إلى مكان إبداء رأيه بالموافقة أو عدم الموافقة على ما يدلي بصوته من أجله ، ثم يضع ما أملاه عليه ضميره في الصندوق المعد لذلك . بمعنى أن الأنسان هو الذي ذهب وأدلى بصوته الذي وضعه في صندوق الأنتخابات والذي أتي بالدكتور مرسي لتولي المسؤلية هو نفسه الأنسان الذي خرج في 30 يونيو ليقول كلمته في ذلك الوقت بعد أن قاسى الأمرين ورأي أنه لا أمل في هذا الرئيس أو جماعته .
لقد فشل الأخوان في العمل لمصلحة مصر والشعب المصري وفضلوا عليه أخرون ليقوموا بإحتلال سيناء أو أجزاء منها لأقامة دولتهم وإرضاء إسرائيل ربما بمنحها قطعة من كعكة سيناء ولا يمكن أن ننسى الجماعات الجهادية المتواجدة على أرض سيناء وإستقطاع جزء أخر منها لصالحهم .
لا هم للأخوان والرئاسة سوى العمل على أخونة مصر وهم على أتم إستعداد بالتضحية بمصر والشعب المصري .
هتف الشعب بسقوط العسكر . نعم وكان محقا في ذلك . لأن المجلس الأعلى للقوات المسلحة وعلى رأسه المشير طنطاوي والفريق عنان وليس كل المجلس ولا الجيش المصري هما السبب الرئيسي في تمكين الأخوان من السلطة وقدما مصر هدية على طبق من ذهب . لكن يبدو من قراءة بعض الأراء حول هذا الموضوع التي أشادت بحنكة وفهم المشير طنطاوي ومن معه لعقلية الأخوان وثقتهم في الشعب المصري وإمكانياته على التمرد والوقوف في وجه كل من يحاول إلغاء وجود مصر بأخونتها وإعتبارها جزء من خلافة حلموا بها لمدة ما يقرب من 85 عام .
لذا نقول للأخوان وأمالهم في حكم مصر وبهدووووء أنكم أعطيتم فرصة ذهبية لم تتاح لكم على مدى سنوات ظهوركم ، لكنكم مع الأسف ظننتم أن الشعب المصري قد تعود على الأذلال فلا يضير الأستمرار في إذلاله وتوسيع دائرة سلطانكم مع بقية أعضاء الأخوان والموالين لكم خارج وداخل مصر لتحقيق حلمكم وإعادة الخلافة الأسلامية إلى الحياة مرة أخرى .
مع شديد الأسف الرئيس " مرسي " في خطابه الأخير الذي ألقاه اليوم الثلاثاء 2 يوليو 2013 وجدنا أنفسنا لم نشعر بأننا أمام رئيس يمكن العفو عما سلف منه ومن جماعته . لكننا وجدنا رئيسا يلف ويدور حول كلمة الشرعية التي كررها في خطابه أكثر من 28 مرة ناسيا أو متناسيا هو ومن يلتفون حوله أن الشرعية الحقيقية في يد الشعب المصري الذي له شرعية قبول عن طريق الصندوق أو رفض عن طريق الشارع . فلا لف أو دوران عندما يكون الوضع في مصر قد تم حسمه بكلمة الشعب في جميع ميادين مصر المحروسه :
إرحل .. إرحل .. لم يعد لك مكان بين الشعب المصري .
مع الأسف قد خيب الشعب المصري و جيشه الباسل آمالكم
0 comments:
إرسال تعليق