قرار الاتحاد الأوربي تجاه حزب الله قمة النفاق والمعايير المزدوجة/ راسم عبيدات

 القرار التي اتخذته دول الإتحاد الأوروبي،والذي لعبت بريطانيا دور العراب الرئيسي فيه،بريطانيا التي تتحمل المسؤولية الأولى والمباشرة عن مأساة شعبنا الفلسطيني،كونها المسؤولة عن زرع دولة الاحتلال الصهيوني فوق ارضنا الفلسطينية،قرار اعتبار الجناح العسكري لحزب الله منظمة"إرهابية "،هذا القرار ينطوي على الكثير من المعاني والدلالات،لعل أخطرها قوننة وتشريع العدوان ،وكذلك هو لم يكن وليد الصدفة بل جاء نتيجة ضغوط كبيرة مارستها امريكا واسرائيل وباركتها مشيخات النفط والغاز العربية،ولعلنا نذكر جيدا بعد تدخل حزب الله الى جانب الجيش النظامي السوري في معركة القصير،من اجل حماية ظهر المقاومة اللبنانية،ومنع محاصرتها وتصفيتها،ومنع سقوط النظام السوري تحت السيطرة الأمريكية - الإسرائيلية،كيف تنادت عربان ومشيخات النفط بالدعوة إلى إعتبار حزب الله منظمة "إرهابية"والسعودية دفعت عربون إصدار هذا القرار 500 مليون دولار الى بريطانيا وفرنسا والمانيا.

القرار الأوروبي المتخذ لا يقرأ منعزلا او خارجا عن سياقاته وإرتباطاته واهدافه ومغازيه،فالإتحاد الأوروبي إتخذ قراراً بعدم التعامل مالياً وتجارياً مع المستوطنات الإسرائيلية المقامة على الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 67 القدس والضفة الغربية،هذا القرار شكل صدمة في أوساط حكومة الإحتلال الصهيوني،وبدأت بشن حملة واسعة ضد الإتحاد الأوروبي وسياساته،ورغم ان هذا التطور في الموقف الأوروبي تجاه حقوق شعبنا ننظر له بإيجابية،ولكنه لا يرتقي الى مستوى مقاطعة دولة الإحتلال اقتصادياً واتخاذ عقوبات  رادعة بحقها للضغط عليها للإنسحاب من الأراضي العربية المحتلة عام 1967،وفق قرارات الشرعية.

ومن هنا وجدنا ان الإتحاد الأوروبي سارع الى اتخاذ قرار بحق حزب الله باعتبار جناحه العسكري منظمة"إرهابية"وهذا ليس بالغريب ولا بالمفاجي،فالإتحاد الأوروبي،يقف الى جانب اسرائيل في كل سياساتها وممارساتها تجاه الأمة العربية والشعب الفلسطيني،وهو يرى في حزب الله خطراً على مصالحه في المنطقة،ويشكل عنواناً للكفاح والمقاومة،ولعل اتخاذ هذا القرار في الذكرى السنوية للنصر الذي حققته المقاومة اللبنانية وفي المقدمة منها حزب الله على جيش الإحتلال ومنعت إقامة الشرق الأوسط الجديد الذي بشرت به أنذاك وزيرة الخارجية الأمريكية "كونداليزا رايس"،مؤشراً على مدى خوف هذا الحلف الأوروبي الغربي- الصهيوني من المقاومة،وهي تسعى دائماً الى محاصرتها ومنع إنتشار وتجذر قيمها وثقافتها ومفاعيلها على المستوى الشعبي العربي والإسلامي.

فالقرار الذي اتخذ بحق الجناح العسكري لحزب الله يكشف عن مدى وقاحة و"عهر" وإزدواجية معايير الغرب الإستعماري في التعامل مع القوانين والقرارات والخروقات وقيم ومبادىء القانون الدولي،فلا توجد اية ادلة على تورط حزب الله بتفجير الحافلة في بورغاس في بلغاريا في 18 تموز من العام الفائت،والإتهام مبني على ادلة ظنية وكيدية وشكوك،فالمخابرات البلغارية ووزارة الداخلية فيها،تقول بانه لا توجد لديها أدلة قطعية على تورط حزب الله في حادث تفجير الحافلة ومقتل سبعة أشخاص من بينهم خمسة اسرائيليين،وبالمقابل هناك مئات الأدلة على خرق اسرائيل وخروجها بشكل سافر على كل القوانين والمواثيق والاتفاقيات الدولية،وحتى ارتكابها جرائم حرب،كما حصل باستخدم الفسفور الأبيض من قبل القوات الإسرائيلية ضد المدنيين الفلسطينيين العزل في الحرب العدوانية التي شنتها على قطاع غزة في أواخر عام/2008،وأيضاً ما تقوم به من عمليات إستيطان متواصلة ومكثفة في الأراضي الفلسطينية المحتلة،من أجل تغيير طابعها الجغرافي والديمغرافي،وعمليات القمع والتنكيل اليومية بحق الأسرى الفلسطينيين...،ورغم كل ذلك لم نسمع عن أية عقوبات او قرارات إتخذت او صدرت بحق اسرائيل من قبل الإتحاد الأوروبي،بل لقيت كل الدعم والمساندة والتشجيع،حيث العديد من دول الاتحاد الأوروبي عدلت من قوانينها وإجراءاتها القضائية،من اجل منع اعتقال ومحاكمة قادة وجنود الإحتلال ومستوطنيه المتهمين بارتكاب جرائم حرب على اراضيها،وكذلك هي من رفضت التصويت في مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة ضد قرار إدانة اسرائيل بإرتكاب جرائم حرب ضد الأطفال الفلسطينيين العزل عندما جرى قصفهم بالأسلحة المحرمة دولياً"الفسفور الأبيض"

إن اتخاذ الإتحاد الأوروبي قرارا بإعتبار الجناح العسكري لحزب الله منظمة "إرهابية"،هو شكل من أشكال الإرهاب،فحزب الله،هو حركة مقاومة مشروعة تدافع عن شعبها وبلدها في وجه البلطجة والعربدة الإسرائيلية،وهذا القرار هو تشريع للعدوان على لبنان،وضوء اخضر لشن حرب عليه.

وهذا القرار ما كان ان يتم،لولا تواطؤ مشيخات وعربان النفط والغاز،الذين دفعوا مئات الملايين من الدولارات للعديد من دول الاتحاد الأوروبي الفاعلة والمؤثرة لإصدار مثل هذا القرار.

CONVERSATION

0 comments: