الأماكن/ فريال الحموري



قد يرتحل الأنسان عن أو يفقد لآخر أحبه, أبا أو أخا أو ابنا أو زوجا ,بفراق , أو بموت, أو بضياع للخطوات, ولكن

تبقى هي الأماكن لا تبرح مكانها , ثابتة اقامتها, ضاربة في الأرض جذورها ومهما تعاقبت عليها تقلبات الأيام, ومهماتغيرت الظروف, والسكان, تبقى هي ما تحمل من الأنساان أغلى ذكرياته.

يرتاح الأنسان بين جنباتها, يشتاق لمن رحلوا وما رحلوا, يئن القلب اذ يفتقد لوجودهم, وتتوق الروح لمعانقة أرواحهم, أولئك الأحياء أو الميتيين.

وكل هذه الخواطر تأتي لواحدنا اذا ما هبط فوق أرض جمعته والغائبين في ذات فسحة من الزمان , فكم هي مهمة هذه الأماكن وكم هي تأخذنا اليها , نشعر بالفرح يغمرنا اذ نحيا بين أحضان الذكريات.

وتستمر الحياة, وتبقى هذه الاماكن هي مهبط أحلام سعادة عشناها , أو اغتصبها القدر من بين أيدينا عنوة.

الأماكن تبقى هي الأماكن , وان تغيرت ملامحها وتعاقبت عليها الأيام, ويبقى الحنين يشدنا وبقوة اليها لكي نعود ,نتحسس الأماكن التي جلس عليها الآخرون, وتغنى في ذات الأغنيات.نبحث عن وجوههم الحبيبة, بين صخب ضجيج الحياة أو سكونها في تلك الأماكن فنذرف الدمع اذا تذكرنا من غاب عنا وأخذ معه الألق.

وحتى في هذا النت العجيب وجدت الأماكن فكم من بروفايل نفتح ان افتقدنا لصاحبه , بارادته او مكرها لا قدر الله المهم يعيدنا التذكر اليه فنهرع لنبحث بين صفحاته ما يوحي انه حي يرزق أو انه لا زال معنا صديقا وقد نصدم اذا ما شعرنا انه مقفل ,او محتجب, او متجاهل للأصدقاء نشعر بالأسى والحزن وان كنا لا نعرفه أساسا..... لكنها الأماكن تلك التي تجمع الأصدقاء وتعيدهم لنا من خلالها.

نعم

هي الأماكن, وطوبى لها من اماكن, يجتمع الناس بها ويتفرقون ولكن تبقى هي الثابتة والمنتظرة لمن كانوا بها وأخذتهم الحياة عنها, لكنها لم تنسى أن تترك بهم ألقها ,ورونقها وأجمل الذكريات

CONVERSATION

0 comments: