رحيل الكاتب ووزير العمل السعودي غازي القصيبي

غيب الموت الكاتب ووزير العمل السعودي غازي القصيبي في مدينة الرياض السعودية عن عمر يناهزالسبعين عاما.

وكان القصيبي قد نقل الى مستشفى الملك فيصل التخصصي منذ حوالي شهر للعلاج من مضاعفات مرض السرطان.

وقد شغل القصيبي عدة مناصب حكومية حيث كان سفير السعودية في بريطانيا من عام 1992 الى 2002 عام حين أبعد عن هذا المنصب بعد نشره قصيدة اشاد فيها بالانتحارية الفلسطينية آيات الأخرس التي فجرت نفسها في سوق بالقدس ما أدى إلى مقتل اثنين من الإسرائيليين.

وكان قد تعرض لمشكلة مشابهة عام 1984 حين كان وزيرا للصحة ونشر قصيدة وصفت بأنها كانت رسالة موجهة إلى الملك الراحل فهد بن عبد العزيز لكشف بعض مظاهر الفساد في صفوف النخبة السعودية.

وتردد أن القصيدة أغضبت الملك فهد فأنزل درجة القصيبي من وزير إلى سفير للملكة في البحرين حيث عمل حتى عام 1992.

وخلال توليه وزارة العمل كان من أبرز المسؤولين الذين عملوا على تطبيق سياسة منح الأولوية للسعوديين في التوظيف أو ما سمي بـ" سعودة الوظائف".

وقاد في هذا السياق حملة لتشجيع الشباب السعودي على تقلد الوظائف الشاقة ذات الأجور المنخفضة ، وفي سبيل ذلك تطوع للعمل لثلاثة ساعات في أحد مطاعم الوجبات السريعة في جدة عام 2008.

ولد القصيبي عام 1940 لعائلة ثرية من التجار في الهفوف شرقي السعودية.وقد تخرج في كلية الحقوق في جامعة القاهرة عام1961، ثم حصل على درجة الماجستير من جامعة جنوب كاليفورنيا والدكتوراه من جامعة لندن عام 1970.

وقد عمل في البداية مديرا للسكك الحديد في السبعينات قبل ان يصبح وزيرا للصناعة وينهض بقطاع الصناعات البتروكيماويةالسعودية.

تقلد القصيبي مناصب حكومية اخرى منها وزارة المياه والكهرباء إضافة إلى عمله سفيراًً لململكة العربية السعودية في عدد من الدول.

وللوزير الراحل نحو 20 كتابا ورواية, فضلا عن كم كبير من المشاركات الكتابية والمحاضرات وغيرها.ويحوز القصيبي على احترام الإصلاحيين في بلده بسبب جرأته في تصوير مشاكل المجتمع السعودي.

ومن أكثر رواياته شهرة رواية بعنوان "شقة الحرية" التي صدرت عام 1996، التي تصور حياة أربعة طلاب بحرينيين في القاهرة.

وكتب أيضا "العصفورية", "سبعة", "هما", "سعادة السفير", "دنسكو", "سلمى", "أبو شلاخ البرمائي". ومن مؤلفاته في الشعر "صوت من الخليج", "الأشج", "اللون عن الأوراد", "أشعار من جزائر اللؤلؤ", "سحيم", و"للشهداء".

أما من أبرز كتاباته السياسية الحملة التي شنها بعد الغزو العراقي للكويت عام 1990 ضد بعض الدول العربية والجماعات الإسلامية التي عارضت التحالف السعودي مع أمريكا.

ومن أشهر كتبه أيضا " أمريكا والسعودية حملة اعلامية ام مواجهة سياسية " الذي تناول فيه العلاقات السعودية الأمريكية بعد هجمات سبتمبر/أيلول 2001.