معزوفةٌ فرعونيةٌ بابليّةٌ/ د. عدنان الظاهر


قيثارةٌ من بابلٍ

أسرتْ بها الريحُ تجاهَ النيلِ مالتْ

تأرّجَحَتْ ترنّحتْ مغلوبةً في أمرِها

حطّتْ على أوتارِ هُدبي

وهبتُها داري وما فيهِ

نَوحي وميقاتي وحاجاتي وأقواتي

وهبتُها داري ومَنْ فيهِ

وهبتها نيلي وأمصاري وجنّاتي

أكنتِ يوماً عازفةْ

أكنتِ أنتِ النغمةُ الراجفةْ

أمْ أنَّ [ نيفينَ ] أمامَ البابِ وجلى خائفةْ ؟

سيّانِ ...

سيّانِ ففي الحالينِ أنتِ الموجةُ الكُبرى وأنتِ الجارفةْ

هل أسمعُ الطرْقَ على بابي وأنتِ الواقفةْ

هل أنتِ حقّاً

أمْ أنَّ سرّاً خافياً يقولُ أنتِ الخافيةْ

يرى قلوباً تتعرّى راجفاتٍ نازفةْ

أأنتِ حقّاً تنشدينَ تعزفينَ تقرأين الغيبَ أنتِ العارفةْ

فيكِ الرؤى شبّتْ كنارٍ في جهنمَ عاصفةْ

النورُ في عينيكِ سحرٌ سرمديٌّ

ونبيذٌ بابليٌّ وبروقٌ شارداتٌ خاطفةْ

سيّانِ ...

سيّانِ فروحي لا مَحالةَ تالفةْ

أوَتقتلينَ وتذبحينَ وتُنكرينَ أنّكَ قارفةْ

لا ثمَّ لا

لا ثُمَّ لا ...

فالرعدُ أنتِ وأنتِ العصفُ والأنواءُ أنتِ القاصفة

ظاهرةٌ يزّلزلٌ الكونُ لها

زلزلةٌ ماحقةٌ ناسفةْ

أجابت نيفين في ليلةٍ رأيتها في رؤيا غريبة ( الكلام كلامها كما هو ، لم أتدخّلْ ولم أُغيّرْ ولم أُعدّلْ ) .


-------------------------------------

من أشعار نيفين /



صباحَ النسائمِ والورودِ

صباحَ العبيرِ الممدودِ

بين الفراتِ والنيلِ

شمعتانِ بلا قنديلِ

نهرينِ كانا أم أُناسا

هما سهما علوِّ حضارتينِ

غذاؤهما من نورٍ

وقوامهما من البللورِ

ومهّما هبّت الريحُ

وحملت في طياتها كلَّ طائرٍ جريحٍ

لن تمحو بمخالبها حضارتينِ

خلّدهما التأريخُ

ومنعهما من الدنوّ من ذاكرةِ النسيانِ .

طرقت داريَ شمسٌ بابليه
سألتُ نفسي : حقيقةٌ أم خيالُ؟
انارت بلونها العسليِّ عَتمةَ ظلمتي
وسألتُ هل لي أنْ أعرفَ أم ذاكَ مُحالُ؟
أَكنتُ انا قنديل بابل
وأنتَ فنارة شامخة تقف في سماء العلا و الكمالِ

وإذا كنتُ انا فراشة سابحة في السماء
فانت الذي قد غصت في اعماق الجبالِ
ان كنت انا قمرا لمصر واهلها
فانت من أضاءَ بقلمه شموعا نوّرت سودَ الليالي
وأنتَ دفءُ الربيع في موسم الشتاء

تنحِتُ زخّاتِ درٍّ وقطراتٍ للندى كانت قمة في عبيرها ورمزاً للجمالِ

نيفين بين بابل والنيل


CONVERSATION

0 comments: