الإسلام المعتدل جوهر الحل و محوره الاساسي/ العلامة السيد محمد علي الحسيني

الحملة الدولية ضد تنظيم الدولة الاسلامية و التي تضم بين صفوفها 60 دولة، وضعت خطة من خمس نقاط من أجل مکافحة الارهاب، حيث تتضمن هذه النقاط، استمرار الغارات الجوية، ودعم قدرات القوات العراقية في الميدان، وتجفيف منابع تمويل التنظيمات الإرهابية، وتطوير خطاب مضاد لدعاية المتطرفين الأيديولوجية، وبطبيعة الحال، فإننا نرى أهمية و ضرورة هذه الخطة في محاربتها للإرهاب لکن العمود الفقري لهذه الخطة برأينا يکمن في النقطة الخامسة التي تؤکد على تطوير خطاب مضاد لدعاية المتطرفين الايديولوجية، والتي تتطلب برأينا منحها إهتماما خاصا لأنها تضمن نجاح هذه الخطة.

الخطاب الذي تعتمده التيارات الدينية المتطرفة يرتکز و بشکل مباشر على تحوير و تشويه و تحريف النصوص الشرعية و جعلها تصب بمعان و إتجاهات مغايرة و مخالفة لما تبتغيه و تريده، وکما هو معروف و واضح للجميع فإن هذه التيارات المتطرفة تعتمد على آلية عملية فعالة تستمد قوتها و حيوية دورها من تغلغلها بطرق مختلفة في مختلف الدول و نجاحها للأسف في إيصال مفاهيمها الخاطئة المحرفة و المشوهة للنصوص الشرعية المختلفة ولاسيما تلك المتعلقة منها بالجهاد، لکننا ومع علمنا بوجود خطاب مضاد لهذا الخطاب المتطرف المحرف و المشوه، غير ان هذا الخطاب المضاد الذي يمثل واقع و حقيقة الدين الاسلامي لايزال يفتقر الى الآلية المطلوبة التي تکفل نشره على اوسع نطاق وبالتالي تصديه و دحضه للتيار المتطرف الارهابي، وهو أمر يجب على التحالف الدولي أخذه بنظر الاعتبار و إيلائه الاهتمام المناسب.

منذ تأسيس المجلس الاسلامي العربي، أخذنا على عاتقنا الدعوة للاسلام الوسطي المعتدل و التأکيد على أن الاسلام قد بني على أساس من التسامح و الدعوة للتعايش السلمي و التکافل الاجتماعي وقد قمنا بشرح و توضيح ذلك في مؤلفاتنا و خطباتنا و مقالاتنا و تصريحاتنا و بياناتنا الموجهة للعالمين العربي و الاسلامي، وعلى الرغم من محدودية إمکانياتنا و تواضعها، لکن أعدائنا أدرکوا صواب و مصداقية طروحاتنا و أفکارنا المستمدة اساسا من النصوص الشرعية، ولذلك فقد واجهنا ولازلنا نواجه حملة ظالمة تستهدف الافکار و المبادئ و القيم السمحة التي ندعو لها، لکننا ولإيماننا بما ندعو إليه و لرفضنا الکامل و المطلق للمفاهيم و الافکار التي تدعو للتطرف و الارهاب، فقد تمسکنا بما نؤمن به و بقينا و سنبقى صامدين بها حتى إيصالها الى أبعد نقطة في العالمين العربي و الاسلامي.

اننا نرى في خضم ماتدعو إليه الحملة الدولية من تأکيد على تطوير خطاب مضاد لدعاية المتطرفين الايديولوجية، ضرورة الانتباه الى ان الاسلام المعتدل يمثل جوهر الحل و محوره الاساسي في مواجهة الافکار و المفاهيم المتطرفة التي تبثها الجماعات الارهابية المختلفة، لکننا لو حظينا بالاهتمام المناسب و الکافي من حيث نشر أفکارنا و طروحاتنا، فإننا نعتقد بأننا سوف نساهم بدور فعال و مناسب للوقوف بوجه التطرف و الارهاب، "وقل أعملوا فسيرى الله عملکم و رسوله و المؤمنون”

الأمين العام للمجلس الإسلامي العربي
www.arabicmajlis.org

CONVERSATION

0 comments: