فر مني المعتصم/ فاطمة الزهراء فلا‏


وحدي تركتني بين الصقيع
تمزقني رياح الشتاء
وتغرب من دنياي
 شمس الأصيل
ويحبو الضياء بقلب عليل
وتصلب جفوني بقايا دموع
وخلف جفوني جسد نحيل
صغيري يئن من أجل الرغيف
وفتاتي حلمها بلون الرماد
فبحثت عن رداء الحسن
في معطف جدتي
فوجدت مرودا من الكحل
وحذاء بنفسجي يحتضن شالا
فضحكت وأغلقت دولابا
تسكنه العفاريت
وصورة لجدي وطربوش قديم
وتساءلت لماذا يومي بخيل العطاء؟
لماذا دربي حالك يستجدي الضياء ؟
لماذا بين جمجمتي عطر يصيح
وديك فصيح
بكل فجر مثل جمجمتي يصيح
كلما هم شهرياربذبح شهر زاد
ولماذا أنا ألقي ثيابي بأقدام الربيع
كلما تقدم الي الخريف ؟
وعنقودي تدلي علي صدر الوهن
ونزعوا مني الأظافر
والخواتم والأساور والقلم
تركوني عارية
وحين استغثت بالمعتصم
فر مني مثل المتهم
فنكست العلم
ومدينتي باتت بلا حضارة 
سرقوا منها الهرم
صعلوك مشرد بين الأمم
نسيت تراتيل النصر
أسكن القبور 
وانتظر هبات الموتي
مثلي مثلهم لم يبقي لي
قيمة ولا ثمن 

CONVERSATION

0 comments: