السيد المسيح حزين في يوم ميلاده/ فؤاد شريدي

     أطفال العالم يتجمعّون حول شجرة الميلاد  .. وحول موائد الطعام التي تحتوي على ما لذ وطاب من المأكولات الشهية  ..والسيد المسيح حزين في عليائه .. يحدق والدموع في عينيه  .. في وجوه .. أطفال فلسطين  .. وأطفال سوريا .. وأطفال العراق  .. الذين يتجمعّون في خيام  .. يحاصرها الصقيع .. وتهز الريح أوتادها .. والتي قد تسقط على رؤوس من فيها  في أية لحظة  ... 

    السيد المسيح حزين في عليائه  .. حزين في ذكرى يوم ميلاده  .. وهو يرى كنيسته في القدس .. محاصرة .. والمذود الذي ولد فيه مصادر  ... واللصوص الذين طردهم من الهيكل  .. عادوا لاحتلاله من جديد  ... عاد اللصوص ليحتلوا كل فلسطين  .. عاد هيرودس من جديد ليقتل اطفال فلسطين  .. 

لقد بكى السيد المسيح .. يوم ادرك .. ان مجد الله بقي في الأعالي ولكن السلام لم يحل عاى الارض .. 

 لقد بكى السيد المسيح يوم ايقن .. ان فلسطين لم تعد بيتا للصلاة .. بل صارت مغارة  لأبناء الافاعي  .. واللصوص  الذين طردهم من بيته .. 

لقد بكى السيد المسيح .. يوم دخل الأرهابي الداعشي جورج بوش بجيشه ليدمر العراق ويقتل ما يقارب المليون من اطفاله.. وليمهد الطريق .. لولادة داعشي جديد اسمه ابو بكر البغدادي ليقضي على ما تبقى من الاطفال العراقيين ويقطع رؤوس الرجال ويسبي النساء  في الموصل ...      .. 

      الداعشي الذي يدعي الايمان برسالة السيد المسيح  عليه السلام... لا يختلف عن الداعشي الذي يدعى الأيمان برسالة  الرسول محمد صلى الله عليه وسلم  ويقتل المسلمين والمسيحيين على حد سواء .. ليقيم خلافته على دم الابرياء .. أذا كانت ( الداعشية تقوم على فقه الجريمة والقتل .. فان تنظيم داعش  والولايات المتحدة الاميركية ومعهما الكيان الصيوني المغتصب لفلسطين .. هم جميعهم ارهابيون وقتلة ..) جورج بوش وباراك اوباما ونتنياهو وابو بكر البغدادي وجوه لعلمة واحدة  ... يحملون أيدولوجية واحدة قوامها فقه الجريمة  ... 
     السيد المسيح يبكي في يوم ميلاده .. وسيظل يبكي حتى يخرج ابناء الأفاعي من بيته .. من كل فلسطين  .. وتعود الابتسامة الى اطفالها  .. واطفال سوريا  .. واطفال العراق  .. وتنتصر البشرية على هذا الوحش الدموي  .. الذي اسمه داعش  .. وتعود فلسطين بيتا للصلاة .. ويرددالمسيحيون والمحمديون بصوت واحد  .. المجد لله في الأعالي  وعلى الأرض السلام .. ويتجمع السوريون من فلسطين .. ومن الشام .. ومن العراق .. ومن لبنان والأردن  .. في مسيرة يظللها الغمام .. سوريا لك السلام  .. سوريا انت الهدى .. 
  وفي هذا اليوم العظيم  .. سيتوقف السيد المسيح عن البكاء .. وتعود الابتسامة الى شفتيه .. وسيعود الفرح بميلاده الى قلوب جميع البشر .. 

سدني – استراليا                                                  

CONVERSATION

0 comments: