الطفل التائه/ عبدالقادر رالة

لقد تهت في حي غريب في مدينتنا الصغيرة ! أبكي...أصرخ ...ولا أفهم شيئا
سوى أن الناس يسألونني فلا استطيع الإجابة.. ابن من أنت؟ أناس لا أعرفهم
! ليس بينهم خالي ,ولا أحد منهم يشبه عمي ! كانوا سارعي الحركة...لولا
صراخي الحاد ما كانوا لينتبهوا الي...؟
أسمع كلاما مختلطا لا أفهم أغلبه...ربما هو من لا سيتي؟...لا اطفال لا
سيتي لا يلبسون مثل هذه الثياب الجميلة !...نساء هذا الزمن العجيب...
لماذا لا يراقبن اولادهن؟ هن محظوظات ... لو كان في مدينة كبيرة
لأختطف... أو بيع في سوق البشر؟؟؟؟ , من هؤلاء الذين سمحوا في ولدهم
الصغير؟ ...ما معنى كل هذا الكلام ....يستمر الكلام والنقاش ....ربما هو
من حي 500 مسكن! ,لا بل من حي الكاستور ...ملامحه لا تنبئ لا عن من
يكون والده؟ ولا من أي عائلة ؟ هم يتكلمون بسرعة وأنا أصغي تارة وأنفجر
باكيا تارة أخرى ...
ثم صمتوا فجأة ... كانوا ستة ... شرع أكبرهم في الحديث ...وكان ذو
لحية بيضاء تشبه لحية جدي منصور : ـ من الأفضل أن تأخذوه الى مركز الدرك
الوطني أو الى المسجد ...قد حان وقت صلاة العصر ! قد تعثرون على والده
أو أحد أقاربه أوجيرانه هناك...
الجزائر

CONVERSATION

0 comments: