يا نفسي زوري نفحاتها، وأنوارها،
مُشتاق ان حَضرتِ من وراء الحُجب،
أو ان لم تحضري،
أو لو انكِ توارتيتِ وراء سديم حصين.
حَورِهَا من منامي إستسقى مطرا،
صفا سلامُها لِسقامي وتدلىَ،
سناءُها أبرقَ من مُرادي،
سبيلي اليها سُيرديني قتيلا،
صحوتي تصبو الى صُحبتِها،
صَاحت السَواقي فرحاً بلقائها.
شمسُها شاعت بين شاهقين،
شوقَ الفراشِِِِ سِراعاً الى النور،
شاختِ العيون شاخصة الى شمائِلها.
مساري بين مسالك السنا
اشاراتُ من وشاحٌ لا تشحُ
عطاياه ولا ثناياه.
اعُطيت من ثملِ الفقراء
ما لا اُطيق،
طُوقتُ بطوقِ الغرباء دَهرا،
فلم استطيع صبراً على فراقِها.
صار ملح الأرض غطائي
حين لمحتُ طيفكِ،
كأني بك كنت روحاً يطوف.
أنتِ مزار الشاهدين والعارفين،
فلا تغرُفي من قلبي أكثر
مما يستطيع ودا،
أكثر مما يُغدق حُبا.
ليس بدين الحب أدين،
إلا ان كان دينكِ ديمومتي،
ودمي ودنياي وآخرتي.
أقبل مُقبلاً قبلتكِ ليلاً ونهارا،
أزور مع الزائرين الطائفين
قدسَ أقداسكِ،
أتيمُم بطهر أعطافكِ وأدلفُ
الى يمكِ الموجل برجاء
من لا يَخشى الغرق.
أن دخلتِ بهو قصركِ
صُعقت وأصابني الوهن،
وكنت بكِ أزهو مُنيبا،
أنتابني الوجل في حضرة
غيابكِ وقدومكِ كان أعتى وأشد.
فتراءي سراً أو جهراً،
بتؤدة من لا يُرى إلا
من خلف حُجب.
أتيني بثماركِ حين
ينضج القطاف، كان
ذلك وعداً عند الأولين.
أمسكي علي أثواب المثوبين،
أدرجيني مع أهل الملامة والمعتوقين
من لومِ العُباد العائدين من الغفلة،
أرسلي مراسيلكِ الي من مرسى
السلام، وأسكنيني صُباح ومَساء.
ألقي فيوضاتكِ في فمِ
المتلقي العابد وكوني كُل كله،
فبعدكِ ذابَ زاده وزال ظفره،
فطهريه من الشوائب،
وأغسلي أدرانه من الدنس،
بالبردِ والثلج وأغمريه بين
أكنافكِ وأرنيه الى عرشكِ،
حيث شئت من مُلك مشيئتكِ.
ليس من غيركِ يشرب
من بين راحتيها شهدا،
ليس من أحد غيركِ،
يُسقط رتابه المواقيت،
يا من خلعتِ عنك كل
سروايل السأم.
لا تخذلي سر رؤياه واستتري
وراء أستار البصيرة وكوني
أحُجيته وقنديله المُضاء بلا نار.
1 comments:
مفردات لغة صوفية في زمن زحف الراپ و الهيپ هوپ! ��
إرسال تعليق