سن القلم: أحبّوا أعداءكم.. إلا..!/ عادل عطية

اخلاء الذات!
نطلق على أولادنا الجانحين: "جنّ مصوّر"، و"عفريت"، و"شيطان"!
ونطلق على كل طيّب عطوف: "ملاك"!
والبعض يقول عن نفسه: "لست ملاكاً ولا شيطاناً"!
وفي كل هذه التعبيرات، نهرب من صفتنا الإنسانية؛ حتى نسيناها، ونسينا أنفسنا!...
     **                                                                    
أحبّوا أعداءكم.. إلا..!
ما أكثر الذين يخطئون في فهم دعوة السيد المسيح إلى محبة الأعداء؛ فنجدهم يحبون الشيطان حباً جماً ـ أليس هو من ألدّ أعداء البشرية؟!ـ..
لم يتداركوا بعد: أن هذا الحب، يثمر دائماً كمية الشر الكلي في الكون؛ فالذي يحب الشيطان لا بد وأن يكره حتى نفسه.
فأحبوا أعداءكم إلا الشيطان!...
**
القدير والفقير
يرتئي البعض: أن مناصرة الإله القدير أسهل بكثير من مؤاذرة العبد الفقير!...
**
خيانة!
يصفون الإنسان الخائن بأنه: كالقطة.. ولا يصفونه بأنه: كالإنسان!
فإن كانت القطة تخون الإنسان، فالإنسان يخون الله، الذي خلقه، عندما يتعدّى على وصاياه، ويخون شبيهه الإنسان، عندما يثق فيه، ويخون الشيطان، نفسه.. فالشيطان يُعلم الإنسان: كيف يسرق، وكيف يتاجر في المخدرات، وكيف يقتل سميه: فعلياً ومعنوياً، وكيف يرتفع على جثث الآخرين.. وبعد أن يحصل على المال، والسلطة، والنفوذ.. يقوم بإنشاء مكتب ضخم جداً، ويضع فوق رأسه لوحة ذهبية بطول الحائط، مكتوباً فيها: "هذا من فضل ربي"!...
**
دين السلطة!
الدين يُرجع السلطة إلى الله.. لكن البعض يُرجع السلطة إلى الدين!...
**
دين ومتدين
كثير من الدين يدعو إلى التآلف والترابط، وكثير من المتدينين يسعون إلى التمزيق والتفريط!...
**
صحيح الدين!
نتقاتل في سبيل الدين الصحيح، مع أنه يمكننا أن نتحابب أن اتبعنا صحيح الدين!...
**
صناعة الأبالسة!
تعودنا أن نطلق على العقل الذكي النابغة، اسم: "عفريت"..أو: "شيطان من تحت الأرض".. فإذا شبّ هذا الطفل عن الطوق، وصار رجلاً مسئولاً، مسنوناً، مسنوداً...؛ صرخنا في وجهه: "فين الإنسانية؟!".. "ما عندكش ضمير؟!".. "ما فيش رحمة؟!"...
وربما يسأل نفسه بعد أن نتركه، قائلاً: يعني أيه: "إنسانية"، و"ضمير"، و"رحمة"؟!...
**
مكان ومكانة!
الذين يكرهون الحب، ويبغضون سيرته، معذورين؛ لأن الحب منبعه القلب، الذي هو من أهل اليسار.. أما هم، فكما يتشدقون، من أهل اليمين!...
**
يد وقلوب!
الذين يهتفون: "باليد الواحدة".. لا يعترفون بأن: "قلوبهم متعددة"!...

CONVERSATION

0 comments: