مبروك لمصر .. "برلمان قندهار 2"/ مجدي نجيب وهبة

** جميعنا نتذكر حكاية مجلس الشعب السابق ، المنحل بالحكم الصادر من المحكمة الدستورية العليا .. وجميعنا نتذكر العناية الإلهية التى تدخلت وأنقذت هذا الوطن من برلمان "قندهار" ، أو برلمان "العار" ، أو الكابوس الجاسم على صدر الوطن .. والذى ظل حتى صدور حكم المحكمة الدستورية .. وجميعنا نتذكر فرحة الشعب التى إنطلقت فى الميادين ، وكل أنحاء الجمهورية .. بينما أصاب جماعة الإخوان الكذابون والسلفيين حالة هياج وجنون ، رافضين تنفيذ الحكم ، حتى أن بعضهم من النواب أمثال "محمد العمدة" تسلق أسوار المجلس محاولين إقتحامه ، غير معترفين بالحكم الصادر من المحكمة الدستورية العليا ..
** وجميعنا نتذكر أن فى أول جلسة لمجلس "قندهار 1" ، رفض معظم أعضاءه أداء القسم ، ورفضوا أن يتلو كلمة "أن أرعى مصالح الشعب وأن أحترم القانون والدستور دون إضافة كلمة بما لا يخالف شرع الله" ..
** جميعنا نتذكر شكل المجلس المخيف .. وتساءل العقلاء والمؤمنين بحرية الوطن وترابه .. هل هذه هى مصر ؟ .. هل نحن فى مصر ؟ .. أم فى جبال "تورا بورا" .. فقد هالنى المشهد وأطلقت عليه "مجلس قندهار" .. ورأينا فيه العجب .. من نائب الآذان ، ونائب الأداب ، ونائب الكذب ، ونائب عمليات التجميل ، ونواب الفوضى وسلق القوانين .. وبدأت ملامح الدولة الأفغانية تلوح فى الأفق .. بينما أتباعهم وميليشياتهم يحركون الشارع المصرى بالفوضى ، والإعتصامات ، وحرق المنشآت ، ومحاصرة وزارة الداخلية ، ووزارة الدفاع .. وخرجت المطالب والأهداف تطالب بسقوط حكم العسكر وعودتهم لثكناتهم ، وتسليم الدولة إلى مجلس قندهار بإعتباره أول برلمان منتخب بإرادة شعبية .. رغم أن ذلك لم يكن صحيحا ، لأن التزوير كان يجرى على قدم وساق من كل النواحى .. من إرهاب الناخبين إلى التزوير الفج داخل اللجان إلى الإستعانة بكل ما هو غير مشروع للسطو على المجلس ..
** وقد كان .. وبدأوا بعمليات تصفية حسابات بينهم وبين النظام .. وتقديم البلاغات ضد كل رموز الدولة .. مع الحرص على إستمرار إشتعال الشارع بالمطالب وإسقاط حكومة الجنزورى ، ووضع العراقيل أمامها .. والمطالبة بحكومة إنقاذ وطنى ، ومحاكمة كل رموز النظام السابق ، وإطلاق كلمة "فلول" على كل من يختلف معهم ..
** كان كابوس وتخلصنا منه .. ولكن يبدو أن هذا الشعب يدمن الكوابيس ، ويدمن الخوازيق ، ويدمن الفشل ، ويدمن الوكسة والندامة .. وإعتاد على أن يضرب الكرباج .. فبعد ماراثون إجراء إنتخابات رئاسية مضللة ومزورة ، بداية من عمل اللجنة العليا للإنتخابات إلى دور المجلس العسكرى ، إلى الدور القذر الذى لعبته العاهرة أمريكا .. والذى إستخدمت فيه كل أساليب الضغط والرشوة والبلطجة والتزوير الفج .. حتى مرحلة تغيير النتيجة لينتهى المشهد بفوز نائب المرشد العام للإخوان الكذابون "محمد مرسى العياط" .. وقد حذرت من وصول مرشح الإخوان للحكم .. فلم يصدقنى أحد ، وإنتشرت بعض الكلمات الماسخة فى البرامج التليفزيونية .. وحتى فى القنوات المسيحية ، كان هناك مقدمين برامج يستخدمون عبارة "المر والأمر منه" .. دون أى وعى أو فكر أو حس وطنى .. فقد كان المر هو "محمد مرسى العياط" ، والأمر منه هو الفريق "أحمد شفيق" .. وصارت الكلمة كاللبانة فى أفواه الجميع ..
** الجميع مغيبين وبلهاء ، وحتى نكون أمناء ومنصفين .. فأتصور أنه لو أقيمت مسابقة لإختيار أغبى شعب فى العالم لحصلت مصر على المرتبة الأولى بإمتياز ..
** حذرت من فوز محمد مرسى العياط رئيسا لمصر ، وأغلق الجميع أذانهم ، وإنتهى الماراثون بفوز محمد مرسى العياط لتبدأ مصر مسلسل الفوضى الهدامة .. كما رغبت وقررت أمريكا .. فبدأ حكمه بخصومته وعداءه للقضاء ، حتى قبل أن يقسم اليمين الدستورية ، فقد تردد فى حلف اليمين أمام المحكمة الدستورية العليا ، وأقسم فى التحرير وجامعة القاهرة ، وأقسم مضطرا أمام المحكمة الدستورية .. وإنطلقت أول بشاير الفوضى بإصدار قرار بإعادة مجلس الشعب المنحل بحكم المحكمة الدستورية بناء على طلب جماعة الإخوان الكذابون .. وهو ما رفضته المحكمة الدستورية .. وزعم بالكذب والتضليل هو وجماعته أن المحكمة حكمت ببطلان بعض أعضاء مجلس الشعب ، وليس المجلس كله .. وزعم هو وجماعته أنه ليس من سلطة المجلس العسكرى ، حل مجلس الشعب .. مع العلم للرد على هؤلاء الأغبياء أن الحكم صادر من المحكمة الدستورية العليا ، وأن دور المجلس العسكرى هو تنفيذ الحكم الصادر وليس إصداره ..
** وفى نوفمبر 2012 .. أصدر الإعلان الدستورى الذى عطل فيه سلطة القضاء ورقابته .. وأصدر قرارات بقوة القانون تحصن كل قراراته ، وتمنع الطعن عليها أمام أى جهة أو محكمة .. وأقال النائب العام وعين نائبا عاما يدين بالولاء للجماعة بالمخالفة لقانون السلطة القضائية ..
** ومن جرائمه أيضا .. حاصر هو وأنصاره المحكمة الدستورية العليا لأسابيع عديدة .. وهددوا القضاة ومنعوهم من أداء عملهم .. حتى إقرار الدستور على مرأى ومسمع من الجميع .. وهى جريمة لا يمكن أن تحدث إلا فى الأنظمة الفاشية والإرهابية ..
** إنقلب على الإعلام والصحافة .. وإعتبر أن كل من ينتقد الرئيس هو ضد الجماعة .. أو العكس .. وإعتبرهم أعداء ومتآمرين ضد الحكم وضد الشرع وضد الله .. وطاردوا الإعلاميين بالبلاغات .. وأغلقوا القنوات التليفزيونية .. وتمت إحالة عشرات الصحفيين للنيابة والمحاكم .. وأصدروا قرارات ضبط وإحضار .. وحاصروا مدينة الإنتاج الإعلامى .. وطالبوا الجماعات الإسلامية بضرب المعارضين والإعلاميين بالأحذية ..
** بعد جريمة وحادث رفح الإرهابى ضد جنود الجيش المصرى .. وعد كالعادة بملاحقة الإرهابيين الذين قتلوا جنودنا ، ولم تمضى بضعة ساعات وتوقفت الحملة بتعليمات منه شخصيا .. مع التساهل لجماعة الإخوان الكذابون بإصدار تصريحات ضد قيادة الجيش والفريق السيسى .. فضلا عن غضب مكتوم من الجيش تجاه مواجهة الإرهاب .. وحتى الأن هناك رفض لتقديم الجناة إلى المحاكم أو حتى الكشف عن أسماءهم ..
** المحاولات مستمرة لتدمير جهاز المخابرات العامة .. فقد خرج علينا المهندس أبو العلا ماضى فى تصريحات تليفزيونية .. قال إن الرئيس محمد مرسى أخبره بأن جهاز المخابرات العامة أنشأ تنظيما من 300 ألف بلطجى ، وسلمه للمباحث ، ثم أمن الدولة .. وهى سابقة خطيرة جدا أن رئيس الدولة يدمر جهاز المخابرات العامة ، ويفشى أسرار الدولة ، ويهين هذا الجهاز ويقلل من قدره .. والنتيجة المطلوبة إسقاط الجهاز !!...
** ويأتى دور محاولة أخونة الأزهر ، والتآمر على الشيخ الدكتور "أحمد الطيب" بعد أن رفض مشروع الصكوك الإسلامية .. وتدبير عملية مفضوحة بتسمم 500 طالب لتظهر اللافتات فى نفس اللحظة تطالب بإستبعاد شيخ الأزهر د. "أحمد الطيب" .. ثم يتجه للكنيسة لإرهاب الأقباط بصفته رئيس مسلم ، ولا يجوز أن يخرج عليه الأقباط ويهتفوا ضده ، وهو رئيس أتى بالصندوق ...
** ولأن هذا الشعب لا يتعلم .. فقد خرجت علينا الأحزاب الكارتونية عقب الإعلان الدستورى برفض الحوار إلا بعد إلغاء هذا الإعلان وكل القرارات وما يترتب عليها وإعادة النائب العام السابق .. ورغم ذلك لم يحدث أى إستجابه لأى مطلب ، وتم الإستفتاء على الدستور .. وحقق أهدافه ، وعادت المحكمة الدستورية العليا لعملها بعد إقالة بعض المستشارين وتعديل قانونها .......
** وهكذا .. نحن أمام مؤسسات الإخوان المسلمين يسيطرون على كل مفاصل الدولة .. والشعب الذى لا يدرى عن نفسه أى شئ .. قالوا "لن يكون هناك إعتراف بالرئيس قبل التحقيق فى تزوير الإنتخابات الرئاسية .. ومع ذلك لم يتم التحقيق فى أى شئ ...
** قالوا لن نستفتى على الدستور قبل عدوله عن كل قراراته وعودة النائب العام "عبد المجيد محمود" .. لم يعود النائب ، ورفض العدول عن قراراته وتم الإستفتاء على الدستور ..
** قالوا لن نعترف بمجلس الشورى الباطل ، ولن نعترف بأى قرارات يصدرها .. ومع ذلك أصدر مجلس الشورى مئات القرارات يتم مناقشتها فى الإعلام والصحف والإعتراض على بعضها يعنى الإعتراف بالمجلس ..
** قالوا لن تكون هناك إنتخابات برلمانية قادمة .. فالرئيس فقد شرعيته .. ويجب إلغاء هذا الدستور الغير قانونى .. ومع ذلك مازال الرئيس يصدر قرارات يوميا ، ويحاصر الشعب ، وتخرج المظاهرات ، والشعب فى الطراوة ، والشرطة فى خدمة الرئيس ، والجيش لا يرى ولا يسمع ولا يتكلم ..
** قالوا .. لن تكون هناك إنتخابات برلمانية قبل إلغاء الدستور وإقالة الرئيس .. ومع ذلك خرج علينا العجوز "عمرو موسى" وطالب الشعب بخوض الإنتخابات القادمة ..
** قالوا .. هناك إجماع من الشعب على عدم خوض الإنتخابات .. والأن يناقش عمل الدوائر ويقسمها .. حتى بعد حكم المحكمة الدستورية برفض إجراء الإنتخابات إلا بعد تعديل مواد الدستور .. ورغم الأحكام الصادرة فلا أحد يحترم أى حكم قضائى .. ولم نعد نعرف على أى أساس سيتم خوض الإنتخابات البرلمانية القادمة .. والتى تعنى الإعتراف بالدستور الباطل ، والإعتراف بالرئيس الذى فقد شرعيته ، والإعتراف بقرارات مجلس الشورى الباطل ، والإعتراف بسيناريو الفوضى الهدامة التى تعيشها مصر ..
** أما أخطر الملفات .. التى يلعب خبراء الداهية الإستراتيجية دورا خطيرا فى الترويج لجماعة الإخوان المسلمين بإستخدام شعار الدين فى البرلمان القادم .. وهذا للأسف كان يمكن أن يحدث فى الماضى .. ولكن الأن هم لا يحتاجون إلى إستخدام هذا الشعار بعد أن سيطروا على كل مفاصل ، ولكنهم يريدون إستفزاز المعارضة وإستفزاز رجل الشارع ، وجره فى معارك وهمية أمام شاشات الإعلام بين رافض ومؤيد .. وفى كل الأحوال حققوا المطلوب وهو الترويج لفكرة البرلمان القادم وخوض الإنتخابات لكسر شوكة الذين عارضوا خوضها ، والإنتصار على الأصوات الوطنية التى طالبت الشعب بمقاطعة الإنتخابات البرلمانية القادمة .. والتى يعتبر البعض إنها إذا أجريت ، فيتأكد الجميع أن مصر ذاهبة إلى الدمار .. ولن تعود نهائيا ، فخبراء الداهية الإستراتيجية يتعمدون جذب الرأى العام بعيدا عن الهدف الأساسى وهو منع الإنتخابات قبل تحقيق أهداف الثورة أو حلم الشعب والمطالبة بمدنية الدولة !!!!...
** تحولت الدولة إلى ميليشيات .. فهناك ميليشيات 6 إبريل ، وميليشيات الإخوان ، وميليشيات القوى الثورية ، وميليشيات المعارضة ، وميليشيات بعض القيادات الشرطية التى تؤمن بالسمع والطاعة وبالولاء للإخوان .. وهناك بعض القيادات العسكرية داخل الجيش ، أيدت ودعمت إلتحاق أبناء الإخوان المسلمين بكليات عسكرية "الكلية العسكرية – الدفاع الجوى – الكلية الحربية" .. وزعموا أن ولاء الطالب لمصر وليس للإخوان .. وهذا ما يجعلنا نتساءل ، هل يعقل أن يكون أحد أبناء قيادات الإخوان المسلمين ، طالب عسكرى يكون ولاءه لمصر .. وولاء والده للتنظيم !!! ..
** أما حزب الشعب فهو حزب مشتت .. لا يتفق على رأى .. ولن يجتمع على فكر واحد .. فهناك من يتظاهر ويعتصم للمطالبة بزيادة الراتب ، وهناك من يعتصم للمطالبة بتوفير السولار ، وهناك من يعتصم للمطالبة بتوفير أنبوبة الغاز ، والبعض يطالب بتوفير رغيف الخبز ..
** فى النهاية .. لا أحد يطالب بدولة .. ولا بمجلس شعب يمثله .. ولا بمستقبل أبناءه ، ولكن كل مطالبه هو قوت يومه .. وهذا ما يسهل عمل الإخوان وسيطرتهم على كل مقدرات هذا الوطن .. فى حين أن القيادات العسكرية تقول "لا علاقة لنا بما يحدث" ..
** أخيرا .. سيتم إجراء الإنتخابات .. وسيعود مجلس قندهار 2 .. فالشعب لا يستحق إلا الكرباج والإخوان .. فقد فقدنا الأمل وبح صوتنا .. ولا عزاء لوطن بلا شعب .. فقد ضاع كل شئ .. الوطن .. والأرض .. والمستقبل !!!...
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: