
ونشطت في حيفا الاحزاب والجمعيات السياسية والاهلية والاجتماعية والعمالية ، منها جمعية العمل الاجتماعي ، ولجنة المبادرة الاسلامية ، التي سيتوقف حديثنا عنها في هذه العجالة .
تأسست جمعية المبادرة الاسلامية في بدايات العام 1976 على يد مجموعة من المثقفين والناشطين الاجتماعيين والسياسيين المنتمين للطائفة الاسلامية في المدينة ، وفي طليعتهم الأديب والمربي فتحي فوراني ، وذلك بهدف المطالبة بتحرير الاوقاف الاسلامية وتسليمها الى هيئة اسلامية تنتخب بصورة مباشرة من قبل المسلمين ، تتولى شؤون الاوقاف والمقدسات الاسلامية بدلاً من اللجان ، التي تفرضها وتعينها السلطة . ولا يخفى على احد ما في هذا الامر من خطورة على اراضي المسلمين ومقدساتهم .
وكان اول نشاط قامت به الجمعية بعد تشكيلها تنظيم احتفال ديني بمناسبة مولد الرسول العربي الكريم صلى اللـه عليه وسلم ، رائد التغيير الثوري من اجل الافضل ، وتضمن هذا الاحتفال عدد من الكلمات الخطابية والفعاليات والانشطة المختلفة . وكان بالفعل احتفال خاص نبه مسلمي حيفا بشكل خاص والجماهير العربية الفلسطينية في البلاد الى المخاطر المحدقة بالاوقاف الاسلامية وحالة الفوضى والتسيب ، التي تسودها ، وتهدد المعالم العربية الاسلامية التاريخية .
وتركز نشاط الجمعية حول الدفاع عن مقبرة القائد الوطني القلسطيني مفجر الثورة عز الدين القسام ، وتمكنت بمساندة ودعم جماهيرنا العربية وقواها السياسية والوطنية في البلاد من التصدي لجرافات السلطة ، التي حاولت نبش وازالة مقبرة القسام .
وشنت الجمعية ايضاً معركة نضالية وكفاحية اخرى مع السلطة دفاعاً عن الجامع الصغير ، وهو الجامع الذي اهمل بشكل مقصود من قبل مسؤولي ودوائر السلطة لكي يؤول الى زوال . وقد حال نضال الاجمعية دون هدم الجامع .
ومن المعارك الاخرى ، التي خاضتها الجمعية في مواجهة سياسة السلطة هي معركة الاستقلال ، التي ارادت السلطة محوها وازالتها بذريعة حل قضايا ومشاكل السكن لمسلمي حيفا بالبناء على مسطحها وانقاضها . وفي حينه لجأت السلطات الى استخدام وتوظيف فتاوى اصدرها متولو الاوقاف المسلمون المعينون من قبل هذه السلطات بغية تحقيق مآربهم ومخططهم . ولكن رغم الاحتجاجات والاجتماعات الشعبية والمؤتمرات وطرح المسألة في اروقة الكنيست ووسائل الاعلام المختلفة ، الا ان الدوائر السلطوية قامت بنبش وتدمير المقبرة بعد ان وضعت يافطة كتب عليها مقبرة .
هذا غيض من فيض ما قامت به الجمعية في الدفاع عن المقدسات والاوقاف الاسلامية في حيفا الكرمل والبحر والموج ، وكان لها دور هام ومؤثر وفاعل في معارك الكفاح والنضال الشعبي لاهالي ومسلمي حيفا .
0 comments:
إرسال تعليق