حركة "الحق فى الحياة" القبطية.. من حقها الحياة!/ مجدي نجيب وهبة

** قد يبدو أن الموضوع الذى أتحدث فيه غريبا .. فى تلك الظروف السيئة التى تمر بها مصر .. ولكن الحقيقة أن المتابعين لكل مقالاتى سواء بالقراءة أو بالتعليق أو حتى بالتجاهل .. يعملون جيدا أننى لم أترك لحظة منذ نكبة 25 يناير إلا وأنا أحذر وأنبه لسيناريو الفوضى الهدامة ، التى تقودها أمريكا لتوريط وإسقاط مصر وتدميرها .. ورغم أن مقالاتى كانت صريحة وكاشفة للأحداث قبل وقوعها ، إلا أنه للأسف الشديد كان هناك تجاهل تام من كل أقباط المهجر وبعض أقباط مصر الذين يعيشون التجربة ، وكان هناك تعمد بالرد والتعليق بشئ من الغباء والبلاهة وتطاول اللسان .. بإستثناء أعداد قليلة من أصدقائى بالخارج .. الذين يبعثون لى برسائلهم العظيمة والمؤيدة لمقالاتنا وفكرنا أمثال الفنان والإعلامى القدير "شفيق بطرس" فى أمريكا .. والزميل العزيز والأخ "د.ماهر حبيب" فى كندا .. والرائع "لطيف شاكر" فى أمريكا .. والأخ الرائع "أنطونى ولسن" فى أستراليا .. والأخ العزيز "أوليفر" .. والعديد من الأصدقاء الأعزاء !!!!!
** نعم .. الجميع يعلم أنه منذ 25 يناير 2011 .. وأنا أكشف الحقائق ، وأحذر من القادم .. ولكن الغالبية كانوا يلهون ويتعمدون التجاهل ،  ويمارسون ألعاب الكمبيوتر والأتارى والخروج إلى النوادى والكازينوهات .. حتى وصلنا إلى ما نحن فيه الأن .. فمصر بالنسبة لمعظم المهاجرين وليس كلهم .. مجرد ذكريات تخلصوا منها .. ولا يريدون أن يتذكروها .. وهذه حقيقة لا بد أن يعلمها الجميع !!!..
** نعود لموضوع المقال .. قد يكون هناك خيط رفيع ، يربط بين ما يفعله بعض الأقباط وتعليقاتهم المستفزة ، والمهينة لجبهة عريضة من الأقباط ، الذين يعانون من مشاكل أسرية ، دفعت الكثيرين منهم إلى ترك بيت الزوجية ومحاولة الخلاص ، والهروب من جحيم الحياة مع شريك يمارس كل صنوف النكد والتعذيب للطرف الأخر ..
** فى الماضى القريب .. كانت هناك بعض الطرق أمام الأقباط للحصول على الطلاق عن طريق المحاكم ، وهو تغيير الملة .. ولكن يبدو أن قداسة البابا المتنيح "الأنبا شنودة الثالث" قرر أن يقطع خط الأمل على هؤلاء .. فقرر إلغاء هذا البند على حد معرفتى ، وهو ما أوقف طريق الخلاص ..
** نعم .. سوف ينبرى بعض الجهابذة .. ويصرخون فى وجوهنا ويقولون "الكتاب المقدس كان واضحا وصريحا فى هذه المشكلة ، وقال "إنه لا طلاق إلا لعلة الزنا" .. نعم ، نعلم إنه لا طلاق إلا لعلة الزنا .. ولكن لماذا لا تفسرون ما قاله سليمان الحكيم فى سفر الأمثال .. حيث قال "المرأة الفاضلة ؟ .. من يجدها ؟ لأن ثمنها يفوق اللألئ" .. بها يثق قلب زوجها فلا يحتاج الى غنيمة .. تصنع له خيرا لا شرا كل ايام حياتها .. تفتح فمها بالحكمة و في لسانها سنة المعروف .. يقوم اولادها و يطوبونها زوجها ايضا فيمدحها .. وغيرها من الأقوال الكثيرة ..
** نعم .. ما دعانى إلى الخوض فى هذا الموضوع .. هو التمزق والتشتت الذى تعيشه الأسر المفككة ، والذى يدفع ثمنه الأبناء .. فقد يقود سوء الحظ لفتاة أن تتزوج من شاب أو رجل بخيل جدا .. فأنا أعرف رجالا كثيرين يتمتعون بهذه الصفات ، بل وصلت درجة بخلهم إلى أنهم يجبرون زوجاتهم على إنفاق مرتبهم كاملا فى إحتياجات الأسرة .. ووصلت تصرفات بعضهم لتجاهلهم بتعليم أبناءهم أو رعايتهم صحيا ، أو متابعة مشاكلهم ، أو السؤال عن علاقتهم بأصدقائهم .. وهل هم أصدقاء صالحين أم أصدقاء سوء .. فماذا تفعل الزوجة ، وهى ترى منزلها ينهار وزوج سليط اللسان وغليظ القلب ، لا يهتم إلا بنفسه ، وربما يدمن تعاطى المخدرات ، أو ممارسة القمار ، أو الإنغماس فى علاقات نسائية مخجلة .. هل إذا وصلت العلاقة بينهم إلى طريق مسدود ، أليس من حق الزوجة أن تعيش بعيدا عن هذا الزوج العاق ؟ .. وما هو دور الكنيسة فى التعامل مع هذه النوعية من الأزواج ؟؟..
** على الجانب الأخر .. هناك زوجات نكديات يجيدون فن النكد ، تتزين وتتعطر عندما تذهب إلى مقر عملها أو عندما تكون خارج المنزل .. تبتسم وتجلجل ضحكاتها مع الزملاء والأقارب .. ولكن عندما يأتى وقت العودة للمنزل ، تبدأ فى رسم التكشيرة وبوز النكد على وجهها ، وتملأ رائحة ملابسها بالثوم والبصل وبقايا الخضروات .. وترفض الإعتراف بحقوق الزوج فى علاقة حميمة ، وزوجة ترعى الأسرة .. والحقيقة أنه صدم فى إختياره أو لم يكن موفقا .. وبدأت تنكشف مساوئ الفتاة بعد إتمام الزواج .. ولأنها تعلم أنه لا طلاق فى المسيحية .. فربما هذا يعطيها المبرر للتصرفات الطائشة التى تصل لحد الإستهتار بالعلاقة الزوجية ، والإستهتار برعاية الأولاد ، والإستهتار بكل القيم والمبادئ المسيحية وتعاليم الكتاب المقدس ...
** ماذا يفعل هذا الزوج الملكوم أمام مثل هذه الزوجة .. وما هو رأى الكنيسة والأباء الكهنة .. وكم من ألاف الشكاوى التى توضع أمامهم .. دون حل !!!...
** لقد وصلتنى مشاكل كثيرة من هذا النوع .. وكيف يدفع الأبناء ثمن هذه الحماقات الأسرية ؟ .. فيجب أن يكون هناك حل لردع أمثال هؤلاء الزوجات ، وأمثال هؤلاء الأزواج ؟!!!! ..
** نعم .. من حق المواطن المصرى القبطى أن يعيش فى حياة آمنة مستقرة ، وهو ما دفع البعض إلى إقامة دعوى قضائية ضد قداسة البابا "تواضروس الثانى" بصفته .. بإلغاء القرار السلبى الذى أصدره قداسة البابا المتنيح "شنودة الثالث" ، بعدم فصله من الطائفة .. لحصوله على الطلاق من محكمة الأحوال الشخصية .. ويمكنه الزواج مرة أخرى إسوة بكل ما يتم فى جميع دول العالم ..
** لم تكن الدعوى التى رفعت ضد قداسة البابا لشخصه .. ولكنها رفعت بصفته المسئول أمام الجهات القضائية عن مشاكل الأقباط .. وهذا لا يدعى لكم التعليقات البذيئة التى إنطلقت من بعض المنفلتين بتوجيه السباب لرافعى هذه الدعوى وأصحاب حركة "الحق فى الحياة" ..
** أعتقد أن قداسة البابا تواضروس الثانى هو بابا الوقت والزمن والمكان المناسب .. وهو رجل الحب والتسامح والإيمان .. وهو قادر على إتخاذ كل القرارات التى ترفع الظلم عن أقباط مصر المقهورين والمظلومين ...
** وأريد أن أوجه رسالة إلى المتربصين والمنفلتين .. ماذا فعلتم بألسنتكم وألفاظكم البذيئة للشهداء الأقباط الذين سقطوا فى مصر .. بداية من أحداث الكشح الأولى والثانية ونهب منازل المسيحيين وقتل وذبح وحرق الأقباط أمام أسرهم .. مرورا بالجرائم الإرهابية التى تحدث للأقباط بصورة يومية .. مثل :
إعتداء المتطرفين على كنيسة السيدة العذراء بإحدى قرى المنيا .. عام 2002 ..
هجوم عصابات إسلامية متطرفة على قرية جزرا بمركز العياط .. عام 2003 ..
مهاجمة الكنائس القبطية والأقباط بالأسكندرية وإصابة العشرات .. عام 2005 ..
إنتشار حوادث دامية بالطرق التى يقتل فيها المسيحيون ، وقطع رأس أحد الأقباط فى أسوان ، وذبح موظفة قبطية فى قنا .. عام 2006 ..
تدمير منازل الأقباط بالعياط والتحرش بالأقباط عقب صلاة الجمعة بالأقصر .. وطعن الشاب "أمير عبد الله أندراوس" من قبل إبن إمام أحد المساجد ، مما أدى إلى مصرعه .. عام 2007 ..
مصرع 4 راهبات ، وإصابة خامسة بعد عودتهن من الأسكندرية .. عام 2008 ..
إستشهاد 6 شباب أقباط ومعهم أمين شرطة مسلم عقب خروجهم من الكنيسة ليلة عيد الميلاد المجيد فى نجع حمادى .. عام 2010 ..
إستشهاد 27 مسيحى على أبواب كنيسة القديسين بالأسكندرية أثناء إحتفالهم بأعياد رأس السنة الميلادية وإصابة المئات .. ولم يقبض على أحد .. عام 2011 ..
هدم كنيسة صول بمركز أطفيح .. فى ظاهرة خطيرة تحدث لأول مرة فى مصر ، وصورت الجريمة ، والجناة معروفون ، ومع ذلك لم يقبض على أحد .. عام 2011 ..
الإعتداء على الأقباط بالعامرية ونهب وحرق منازلهم وإجبارهم على ترك القرية .. عام 2012 ..
تهجير أقباط دهشور .. وأحداث العمرانية .. وأحداث الخصوص .. وأحداث الكاتدرائية من هجوم الإخوان المتأسلمين والشرطة المتأخونة على الكنيسة الأم ...
** أين أنتم .. وأين ألسنتكم جراء هذه الأحداث .. لماذا لا تثورون ضد من يحرض على الأقباط فى مصر ؟ .. وأين دوركم فيما يحدث الأن فى مصر ؟ ..
** أرجو من قداسة البابا تواضروس الثانى .. أن ينظر بكل حب وعطف لهذه المشاكل الأسرية التى يدفع ثمنها الأجيال القادمة .. كما أرجو من جميع الأساقفة والمطارنة أن ينظرون بكل عطف وحب ، وأن يدرسون كل مشكلة ، وأن يقدمون الحلول الممكنة لدرء المشاكل .. وإن إستعصت هذه الحلول ، فالإنفصال هو الحل !!!!!!.....
مجدى نجيب وهبة
صوت الأقباط المصريين

CONVERSATION

0 comments: