
ولا يخفي مفلح طبعوني ثورته ونقمته على واقع الحال ، الذي تعيشه امته وشعبه في ظل انظمة سياسية قمعية وفاسدة في هذا الزمن الاخرس، الذي اضحى فيه الصمت افضل تعبير عن هذا الوضع ، فيصف هذا الزمن بأوصاف مدهشة قائلاً:
هذا زمن اخرس ، رغم تعالي الأصوات
فيه وارتفاع الصراخ الى ما فوق الفوق
فالصمت فيه الاحسن
هذا زمن البهائم والخيانات ، زمن الفضائيات
فالصمت فيه الارقى
هذا زمن التكالب على الوفاء لدول
البلاد ودويلات الشقاء
ويضمن مفلح قصيدته اقوالاً من التراث العربي القديم لابي العلاء المعري ومنصور التميمي وتميم بن مقبل ، وهذا التضمين يجئ كمعادل موضوعي لحالته الشعورية والنفسية وانسيابه لتداعي المعاني ، التي يصاحبها التوهج العاطفي لتحقيق البنية الايقاعية للقصيدة.
لقد غمرنا مفلح طبعوني وهز افئدتنا وجوارحنا بمشاعره الفياضة وروحه المتوثبة وكلماته المنسابة الممزوجة بالحزن والشجن والاسى والغضب والثورة على الواقع الاجتماعي القهري المزيف والمدجن ، وتمكن واجاد في اقتناص اللفتات اللامعة وتطويع الاساليب الفنية لخدمة تجربته الانسانية .
وقد تلمسنا في هذه القصيدة وغيرها من قصائد، انفاسش اعر متوهج بكبرياء الشعر استطاع اثبات حضوره ونجوميته في مشهدنا الشعري والادبي والثقافي.
0 comments:
إرسال تعليق