لم يبق عندنا سوى الذكريات . توقَّفَتْ حياتُنا تماماً ، ربما لأن هناك شيئا مهما و ضروريا ، أخذوه منا . الوجدان ، والأرض ، والهدف من الحياة . لا نستطيع حتى زيارة العراق . كيف تزوره وأنت هدف الكواتم ، والسجون السرية ، والخطف ؟؟ . إنك خائف ، أو هارب . كان هناك فتى اسمه مثنى الدليمي ، وصل إلى كندا بعد رحلة شاقة من أذربيجان و روسيا . كنتُ أراقبه يحاول الإندماج بعراقيين مهاجرين مثله ، قدموا قبله إلى كندا ، من مخيم رفحاء السعودي . بكل أسف كان يصطدم بحقد طائفي طبيعي ، بسبب ظروف العزل ، والإحتجاز في مخيم رفحاء ، وحوادث جرت قبل سنوات في السعودية . اختلط الدليمي " مثنى " بالجزائريين ، والمغاربة بسبب الرفض غير المعلن ، و عدم الترحيب الذي شعر به من أبناء وطنه العراقيين الشيعة . فهو " دليمي " و ليس جنوبيا أصلا . لم يستطع مثنى التكيف مع الجزائريين ، والمسجد ، والتعصب الديني السني ، فبقي وحده ، إلى أن أصيب بجلطة دماغية . زرته في المستشفى مرتين ، كان يتكلم معنا باللغة الروسية ، يفهم ما نقول لكنه يكلمنا بالروسي . بعد أسبوع هرب من المستشفى ، ثم عثرت عليه الشرطة بعد شهر من البحث في شوارع أدمنتون ، مدينة تبعد ثلاثة آلاف كيلو مترا عن المستشفى التي هرب منها .
الطائفية أصبحت طردا من الوطن ، والوجدان ، والشعب . لا تزور بلادك ، ولا تتاجر معها ، ولا تشتري فيها بيتا . لأنك مطرود . وهذا الطرد يتحول إلى طرد نفسي ، واجتماعي ، وثقافي ، إلى وسيلة قتل معنوي ، و حصار . ربما السبيل الوحيدة ، أن تكون طائفيا أيضا ، لكي تستطيع العيش . لابد من وجدان يملأ رئتيك الوجوديتين لتستطيع البقاء . الهزيمة صعبة ، وفقدان الوطن صعب ، والغربة صعبة . هل تحرر جبران خليل جبران في غربته بأمريكا من الحنين إلى لبنان ، و من محبة السيد المسيح ؟؟ . الذكريات هي الوطن ، هي ذلك الشعور الذي فقدناه ، حين كان لنا ، وطن رغم سلبياته و مساوئه . نحن الآن مطرودون من العراق ، و منزوعة هويتنا ، و تربتنا ، و رتبتنا العراقية . هذه حقيقة وليست مزاحا . هؤلاء الشيوخ البسطاء في الأنبار حين يقولون ساحة " كرامة " ، و جمعة " هوية " ، و جمعة " إقليم " ، و جمعة " العراق خيارنا " . يعبرون بذلك التناقض الحزين السوداوي ، عن وجع عميق ، و عشق خائب ، من طرف واحد للوطن . نحن في الحقيقة لا نحب صدام حسين ، لكننا أحببناه فيما بعد . لأنه كان زعيمنا جميعا . اليوم ذهب الشيعة بزعمائهم ، وذهب الأكراد بزعمائهم . فبقينا بثياب السجون الصفراء والبرتقالية ، أو عراة تماماً في المنتصف . نحب صدام حسين لأنه آخر رجل ، وافق أن يكون زعيما لنا . ها نحن الآن بلا زعيم . السيستاني ليس زعيمنا ، ومسعود البارزاني ليس زعيمنا . فمن هو زعيمنا ؟ . طارق الهاشمي الإرهابي الهارب المحكوم بالإعدام ؟ . العيساوي المطرود الفاسد ؟ . هؤلاء ليسوا زعماء ولا يمثلون أحدا . نريد زعيما نشتمه ، ونتهمه بالفساد ، لكننا نمشي في بغداد رغم شتمنا له ، و مظاهراتنا ضده . هل هذا ممكن ؟ . أين هي أرضنا ؟ و أين هو أماننا ؟ . السنة عليهم أن يقاتلوا الحكومة ، لا يوجد حل آخر . يقولون هناك حرب إقليمية عظيمة ستحدث ، نقول " ياريت " . أخشى أن تكون مجرد كذب .
الطائفية أصبحت طردا من الوطن ، والوجدان ، والشعب . لا تزور بلادك ، ولا تتاجر معها ، ولا تشتري فيها بيتا . لأنك مطرود . وهذا الطرد يتحول إلى طرد نفسي ، واجتماعي ، وثقافي ، إلى وسيلة قتل معنوي ، و حصار . ربما السبيل الوحيدة ، أن تكون طائفيا أيضا ، لكي تستطيع العيش . لابد من وجدان يملأ رئتيك الوجوديتين لتستطيع البقاء . الهزيمة صعبة ، وفقدان الوطن صعب ، والغربة صعبة . هل تحرر جبران خليل جبران في غربته بأمريكا من الحنين إلى لبنان ، و من محبة السيد المسيح ؟؟ . الذكريات هي الوطن ، هي ذلك الشعور الذي فقدناه ، حين كان لنا ، وطن رغم سلبياته و مساوئه . نحن الآن مطرودون من العراق ، و منزوعة هويتنا ، و تربتنا ، و رتبتنا العراقية . هذه حقيقة وليست مزاحا . هؤلاء الشيوخ البسطاء في الأنبار حين يقولون ساحة " كرامة " ، و جمعة " هوية " ، و جمعة " إقليم " ، و جمعة " العراق خيارنا " . يعبرون بذلك التناقض الحزين السوداوي ، عن وجع عميق ، و عشق خائب ، من طرف واحد للوطن . نحن في الحقيقة لا نحب صدام حسين ، لكننا أحببناه فيما بعد . لأنه كان زعيمنا جميعا . اليوم ذهب الشيعة بزعمائهم ، وذهب الأكراد بزعمائهم . فبقينا بثياب السجون الصفراء والبرتقالية ، أو عراة تماماً في المنتصف . نحب صدام حسين لأنه آخر رجل ، وافق أن يكون زعيما لنا . ها نحن الآن بلا زعيم . السيستاني ليس زعيمنا ، ومسعود البارزاني ليس زعيمنا . فمن هو زعيمنا ؟ . طارق الهاشمي الإرهابي الهارب المحكوم بالإعدام ؟ . العيساوي المطرود الفاسد ؟ . هؤلاء ليسوا زعماء ولا يمثلون أحدا . نريد زعيما نشتمه ، ونتهمه بالفساد ، لكننا نمشي في بغداد رغم شتمنا له ، و مظاهراتنا ضده . هل هذا ممكن ؟ . أين هي أرضنا ؟ و أين هو أماننا ؟ . السنة عليهم أن يقاتلوا الحكومة ، لا يوجد حل آخر . يقولون هناك حرب إقليمية عظيمة ستحدث ، نقول " ياريت " . أخشى أن تكون مجرد كذب .
لو تحدث حرب ، تعقبها مفاوضات ، و نحصل على شيء ربما . نحن الآن ، لا شيء عندنا ، سوى هذه الحياة الذليلة التي تنتهي في المصحات ، والسجون السرية ، والمقابر . سوى حبلٍ من مَسَدْ ، شنقوا به صدام حسين ، وربطونا جميعا به . سوى مساجد موسومة بالإرهاب ، تفوح منها رائحة عمر بن الخطاب ، و رائحة عائشة الكريهة عند هؤلاء القوم . نعيش ظلاما دامسا ، كظلام البرامكة في سجن هارون . نخاف أن يَتَخَطَّفَنا الناسُ من حولنا ، كما حدث للأمويين في العهد العباسي . نركض بأقصى سرعة ، لا نعرف إلى أين ، نسمع طبول حرب ، فننهض مستبشرين ، لنكتشف ، حين تطلع الشمس ، أنها دقات قلوبنا الواهمة . لا يوجد فرار للشعوب المقهورة إلى هذا الحد ، يجب أن ندخل النار ، حتى تجف قلوبنا من الكآبة والدمع و الحياة . المثقف في كل العالم يتقدم على السياسي بكثير . السياسي محكوم بالواقع والظروف ، المثقف عقل حر طليق . ما فائدته إذا شيخ عشيرة ، أو رجل دين يتكلم أفضل ، و أكثر حرية من المثقف العراقي . هذا غير معقول . كلنا يحتفظ بالكلمات الثقيلة لليوم الثقيل . فإذا ضاق نَفَسُ أحدكم بي ، فليعلم بأنني أعمى تماماً ، لا أعرف أحدا سوى الحقيقة . أنا المتلمّس لخدّيها في ظلام الأمَم ، المعانق لشفتيها في عُقم المقالات المخنثة . إن اللحظة التي قبلنا فيها بالإسلام السياسي ، فإننا قبلنا أيضا بإبادة الوطن والوطنية العراقية .
لا يوجد عراقيون في الحسينيات ، بل يوجد مؤمنون حسينيون شيعة ، من كل أنحاء العالم . يسمعون بضريح زينب الكبرى محاصر بأحفاد معاوية . جميعهم يهبون بالمال ، والأنفس ، و فلذات الأكباد وبكل ما هو غال و نفيس للقتال بلا تفكير . وكذلك لا يوجد عراقيون في المسجد ، المسجد فيه المسلمون من كل أنحاء العالم ، يسمعون بأن عمر بن الخطاب مقيّد بالسلاسل ، وأسير ، في بغداد الرشيد ، بعد أن أحرقوا لحيته وشعر رأسه للتسلية . وأن الفتاة التي اسمها عائشة ، اغتصبوها في سجن سري حتى أنْجَبَتْ سِفاحاً عدّةَ مرّات . يهبون بمئات الآلاف ، من طنجة ، والقاهرة ، و بن غازي ، و مكناس ، و عمّان ، والخرطوم ، للقتال في بغداد الذكريات والمجد العربي الإسلامي الآفل . الإسلام السياسي معناه ، موت الدولة القطرية العربية الحديثة ، والحدود ، و سايكس بيكو . لاحظ كيف دخلت قوات حزب الله اللبناني علنا ، لحماية الدكتاتور العلوي في سورية ، وكيف رفعت الحكومة السورية رسوم السياحة الدموية عن العراقيين إلى سورية . لماذا لا يحترمون إرادة الأغلبية السنية في سورية ؟؟ . خلف هذا المشهد الجنوني هناك عقلاء ، بأطماع ومخططات دولية و إقليمية معقدة . هذا غير مهم ، هل نعرف كيف تفكر إيران حتى نعرف كيف تفكر أمريكا ؟؟ ..
نحن نعيش هنا ، في الضفة الأخرى من العقل الكوني ، في الجنون المطلق . نحن اليوم تحكمنا أحزاب عميلة ، تسرق الثروة وترسلها إلى طهران " ولاية فقيه " . لإدارة حرب مصيرية إقليمية مقدسة قادمة لا محالة . لا تريد إيران شبابا مرفها ، و سعيدا ، مخافة أن لا تكون بهم طاقة للقتال فيما بعد . حتى جامعة هارفرد لا تجعل مقاعد الطلاب مريحة جدا ، مخافة أن يشعر الطالب بالنعاس والنوم . فهل تجعل إيران حياتنا مريحة جدا ، بحيث نتعلق بها ونرفض الشهادة ؟ . كل هذا التفجير والعنف هو سياسة إيرانية لمنع المجتمع العراقي من الشعور بالطمأنينة ، والتفكير بشيء آخر غير الطائفية و الموت . التفجيرات والإغتيالات الدائمة إضافة إلى فكرة المهدي المنتظر " صاحب الزمان " الذي قد يظهر في أية لحظة . هي آيديولوجيا إيران الكبرى في العراق ، ووسيلتها الكبرى لغسيل العقل العراقي من الفكر والعقلانية . وإبقاء الوعي الطائفي في يقظة مستمرة . مليون جندي عراقي و حوالي ثلاثة ملايين ميليشيات . إضافة إلى نصف مليون رجل دين مُعَمَّم شيعي . هذا خزان بشري تريد إيران استخدامه في الساعات الحرجة . الأحزاب الدينية ليست فاسدة ، بل هي في منتهى الوفاء ، والإخلاص ، والنزاهة ، والإيمان . إيران احتضنتهم ثلاثين عاما ، وتكفلت بنفقاتهم ، و تنظيماتهم ، و تدريبهم ، و تعليمهم . اليوم هم في السلطة يحلبون العراق و يرسلون ثرواته إلى المركز الإسلامي في طهران . سبعمئة بليون دولار أرسلتها حكومة المالكي حتى الآن . هل كنت تظن حقا بأن هذه سرقات ؟؟ . حتى المشاريع التجارية في الخارج بأسماء مسؤولين عراقيين ، لها حسابها و نظامها في لحاظ إيران . هذا هو الواقع .
أنا أحاول ، أن يكون لنا قول أيضا ، لا يُعقل أن يكون طرف واحد هو الحكومة و هو المعارضة ، هو الذي يحكم و هو الذي يشتم . هو المشكلة و هو الحل . خصوصا هناك ترويج لمقولة نحن ننتقد " الدولة - الطائفة " من داخلها " و كأن الآخر لا يحق له النقد والكتابة فهو من "الخارج" . لابد أن نحاول إيصال صوتنا بطريقة ما ، ولو تعليق في الهامش لا مشكلة . المهم أن لا نكتفي بالدور المفروض علينا ، وهو دور السجين ، والإرهابي ، و الناصبي . لن أفجّر نفسي في سوق شعبي ، بل سأحاول دائماً تفجير الحقيقة ، و العذاب ، ورسم العالم العراقي كما يبدو من شرفتنا الآفلة . بيتنا الذي استدبر الشمس ، وجدارنا الذي يحجب القمر . هذا المشهد الكئيب أيضا جزء من الحقيقة ، و جزء من الواقع العراقي . ألا ترى معي أننا فوجئنا بالمظاهرات المليونية في المحافظات السنية الخمس ؟ .
أين كان كل هؤلاء الناس ؟ ، أين مقالاتهم ؟ و رواياتهم ؟ و كتبهم ؟ و فضائياتهم . هل كل هؤلاء مجرد عملاء لقطر ؟ . هذه المفاجأة بسبب الطائفية التي جعلتنا لا نجد كاتبا عراقيا "سنيا " إلا نادرا . وإذا وجدناه فلا أحد ينشر له ، وإذا نشروا له فلأنه لا يكتب شيئا مهما أو لأنه " ضد نوعي " يحارب أهله و ناسه ، في سبيل النقود و حزب الدعوة الحاكم . يجب أن نحاول ، الحوار مع جميع الأطراف . ذلك يؤدي في نهاية المطاف إلى أفكار حقيقية ، نحاول الخروج من الحلقة المفرغة ، وهو طرد " السنة " من الثقافة العراقية وتصفية عقولهم بالكواتم . النتيجة هي أن طائفة واحدة تنتقد المالكي ، والحكيم ، والصدر على مدار السنة ، ثم تعيد انتخابهم ، وهكذا . ينتقدونهم و ينتخبونهم باستمرار . طائفة واحدة تتكلم مع نفسها كالمجنون . هذا بسبب الخوف من الطرف الآخر ، وانعدام الثقة . المواطن الشيعي يعاني نقص الخدمات ، والعوز ، والموت اليومي بالمفخخات . لكنه يحمل سلاحه ويدافع عن الحكومة لو هاجمتها الأنبار . فقد تم ترسيخ فكرة أن هذا هو " حكم دولة علي الذي انتظره الشيعة " و كل المعاناة بسبب رفض النواصب لهذا الحكم . إيران ترفض موضوع الحوار الثقافي ، بين السنة والشيعة في العراق . حتى تبقى الفتنة ، والإشاعة ، والعزلة في عملية تبقي العراق ملتهبا باستمرار . لو نتحاور سنجد في النهاية أفكارا مهمة ، بدلا من " اللغو " الذي لا نهاية له . لقد أصبح نقد الحكومة أشبه بأفيون ، الغرض منه التسلية ، والضحك . أكثر من البحث عن أفكار مؤثرة ، تقود إلى تغيير. العظيم كارل ماركس علمنا أن الأفكار خطيرة و قد تغير العالم ، أليس كذلك ؟ . كل صباح أرسل مقالاتي إلى الصحف العراقية ، وكل صباح يلقون بها إلى الزبالة .
نحن اليوم من الذين لا يدينون بدين الدولة الحق ، مجرد موالي معكوسين ، " ذميين " في نظر القانون العراقي الحالي ، نعطي الجزية عن "يدٍ " ونحن صاغرون بكل أسف . البصرة التي ألهمتنا صوت الريح في سعف النخيل . و قفزنا فيها تلك الجداول معا ، كنا فيها حقا أخوة . كنت أتمنى لو كان يمكن لأبنائنا أيضا ، أن يلعبوا معا . كنت أتمنى ، لو لا يتحتم علينا بيع بساتين النخيل ، وبيوتنا القديمة ، للهجرة مرة أخرى . وكما كان فراق نجد صعبا علينا قبل مئات السنين " تَمَتَّع من شميم عرار نَجْدٍ / فما بعد العشية من عرارِ " / الصمة القشيري ، فإن فراق البصرة تتكسر له العظام ، و تتقطّعُ له نياط القلب . تأمل بيوت اليهود ، والمسيحيين في البصرة .الشناشيل المتهدمة على الغياب . تأمل يا أخي بيوت الزبير ، و أبو الخصيب و البصرة القديمة ، وهي تنهار على فراق السنة البصريين الذين هاجروا . تأمل تحت كل نخلة حزينة ، ألا ترى أشباحا من الأمم المهزومة المقهورة ، بالدمع ، والخوف ، والحنين . لقد أحببنا البصرة إلى درجة أن مقابرنا فيها . هذا الظلام الحالك / المُطبق سينقشع يوما ، ويعود الشغف بالعلوم ، والرقص ، والرياضة ، واللغات الأجنبية ، والأناقة ، والثياب الجميلة ، والفنون ، والعَرَق المسيَّح ، والعشق الذي كان مبذولا كالمطر والرياح في العراق . وهذا الكون الفسيح الذي منحته نظرية آينشتين سحرا عجيبا ، نسبية الزمن .... ربما نعثر على كوكب آخر فيه حياة و حضارة بعد مئة عام ... سوف يعود الكلام الجميل ، كما كان أيام السبعينات والثمانينات من القرن الماضي .لكن اليوم العالم ضيّق جدا ، هناك جثث في مستشفى الكاظمية يخاف أهلهم استلامهم ، أن تصطادهم الميليشيات التي قتلتهم ، فالجثث اليوم طعم ، و فخ . الكلام ثقيل ، يضيّق الصدر ، ويكدّر الخواطر غير أن رجالا منا ، عليهم أن يقولوه ولو تقرّحَت أحشاؤهم .
0 comments:
إرسال تعليق