مذبحة الشيعة وخطاب مرسي والطريق الي المجهول/ لطيف شاكر


عندما كانت مصر مصرية بحضارتها الانسانية لم نسمع عن هذه الجرائم الوحشية لكن بعد ان ارادوا بها عربية اضحت الافكار شيطانية والعلاقات بهيمية والقتل والخراب علانية
لقد مصرت مصر علي مرار الزمان كل الغازيين  والمحتلين حتي جاء العهد الاسود بعد انقلاب العسكر فرفعوا العروبة النكراء علي مصر السمحاء وبغباء وجهل معتاد  نسبوا الجد الفرعوني والاصيل المصري الي الحفيد  العربي والمحتل الغريب ...وعجبي يازمن؟!
لقد استفزني جدا  المذبحة الوحشية التي راح فيها خمسة  مسلمين من الشيعة دون سبب  سوي الاختلاف المذهبي بايدي  اقذر الكائنات  واسفل الوحوش الادمية  ولم يكتفوا بالقتل المريع بل لزيادة  التجبر الوحشي  سحلوا جثامينهم امام اهاليهم وذويهم وسط تهليل وتكبير جمع  من السلفيين واهل السنة الذين جاءوا يشاهدوا فصول  مسرحية النحر والتمزيق
ومن  مشاهدتي للفيديو الذين صوروه ليعلنوا الجهاد المقدس ضد الشيعة ويفتخروا بمذبحتهم وحتي يقبضوا الثمن من الذين دفعوهم لهذا العمل الاجرامي , رايت كثيرا من الاطفال يشاهدون المشهد المؤلم علي النفس , وبذلك قتلوا مع الضحايا الخمس براءة الطفولة في الاطفال الذين شاهدوا المذبحة المروعة,  واخال انهم يعيشون كابوسها  ولن يشبوا  اصحاء وسيمتلأ قلوبهم بالكراهية السوداء والعداوة القاتلة لان السنوات الاولي للطفل هي سنوات التكوين  والتحصيل من خلال المشاهدات والتربية والتعليم وتقليد والديه والاهل  .
وأحياناً يتعلم الطفل الانحراف ثم يكبت بداخله حتى يكبر، ثم تحدث عوامل تحرك الانحراف الكامن لدى الفرد وتجعله يترجمه بأفعال، إن ماارتكب من اعمال  شيطانية اعتداء صريح على الطفولة، إقحام الأطفال في هذه الأحداث يغرس فيهم العداء  وهو ما يجعلهم في المستقبل مهيئين لأن يكونوا مجرمين. 
هذه الأفعال لها جذور وأمتدادات نفسية وتنظيمية يقدم عليها جهلاء مخدوعيــن ومتوهمين أنهم يقومون بعمل مقدس ، والحقيقة أنهم ينحطون الى أخر درجات الأنحطاط ، ويمكنون غيرهم من الضحك على ذقونهم وأتخاذهم مطايا لأغراضهم الشخصية وغاياتهم المريضة,أي دين يرضى الأعمال الإجرامية البشعة التي تقوم بها هؤلاء مهووسة بالقتل وسفك الدماء البريئة، إزهاق الأرواح والخراب والدمار والعيث في الأرض فساداً, نشر ثقافة الكراهية والحقد بين الأمم والشعوب, إن قتل الأبرياء لأسباب واهية، أو للاختلاف في الدين أو المذهب أو الفكر يعد جريمة نكراء لا يقبلها عقل أو منطق أو دين
لكن من يقف  وراء هذه المذبحة انسان وحشي ام جماعة مجرمة ام فكر اسود ملأ قلوبهم ام التعاليم الخاطئة التي حشوا بها ادمغتهم  ام عقيدة محرضة.  وهل هم كائنات بشرية ام ذئاب ضارية  هل لهم عقول ام تبررت منهم وباتوا عطشي الي شرب الدماء باسم الدين .
 هل يحمون الله لانه عاجزا عن حماية عقيدته التي فرضها علي معتنقيها بالقوة ام يحامون عن الله  بالوكالة   بعد ان  انابهم عنه ليقتلوا جبلته بالوحشية والارهاب .
هذه الجناية لابد من التعامل معها بكل ما في القانون من صرامة وبأس حتي يكون في العقاب المستحق النازل بالمجرمين نهاية تامة لكل انواع كل هذه الجماعات التي تدعي لنفسها الحق في تعليم الناس مكارم الأخلاق و تغتصب لنفسها حق العدوان عليهم وعلي حياتهم وتسمح لنفسها بالعدوان عليهم وعلي حياتهم
ان التعدد ياسادة خطة الهية و تعاليم سمائية سامية يقول بولس الرسول في رسالته التعليمية التي تحث علي التعدد :
نْ قَالَتِ الرِّجْلُ:«لأَنِّي لَسْتُ يَدًا، لَسْتُ مِنَ الْجَسَدِ». أَفَلَمْ تَكُنْ لِذلِكَ مِنَ الْجَسَدِ؟  وَإِنْ قَالَتِ الأُذُنُ:«لأِنِّي لَسْتُ عَيْنًا، لَسْتُ مِنَ الْجَسَدِ». أَفَلَمْ تَكُنْ لِذلِكَ مِنَ الْجَسَدِ؟  لَوْ كَانَ كُلُّ الْجَسَدِ عَيْنًا، فَأَيْنَ السَّمْعُ؟ لَوْ كَانَ الْكُلُّ سَمْعًا، فَأَيْنَ الشَّمُّ؟  وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ وَضَعَ اللهُ الأَعْضَاءَ، كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهَا فِي الْجَسَدِ، كَمَا أَرَادَ.  وَلكِنْ لَوْ كَانَ جَمِيعُهَا عُضْوًا وَاحِدًا، أَيْنَ الْجَسَدُ؟  فَالآنَ أَعْضَاءٌ كَثِيرَةٌ، وَلكِنْ جَسَدٌ وَاحِدٌ.  لاَ تَقْدِرُ الْعَيْنُ أَن تَقُولَ لِلْيَدِ:«لاَ حَاجَةَ لِي إِلَيْكِ!». أَوِ الرَّأْسُ أَيْضًا لِلرِّجْلَيْنِ:«لاَ حَاجَةَ لِي إِلَيْكُمَا!».  بَلْ بِالأَوْلَى أَعْضَاءُ الْجَسَدِ الَّتِي تَظْهَرُ أَضْعَفَ هِيَ ضَرُورِيَّةٌ.  وَأَعْضَاءُ الْجَسَدِ الَّتِي نَحْسِبُ أَنَّهَا بِلاَ كَرَامَةٍ نُعْطِيهَا كَرَامَةً أَفْضَلَ. وَالأَعْضَاءُ الْقَبِيحَةُ فِينَا لَهَا جَمَالٌ أَفْضَلُ.  وَأَمَّا الْجَمِيلَةُ فِينَا فَلَيْسَ لَهَا احْتِيَاجٌ. لكِنَّ اللهَ مَزَجَ الْجَسَدَ، مُعْطِيًا النَّاقِصَ كَرَامَةً أَفْضَلَ، لِكَيْ لاَ يَكُونَ انْشِقَاقٌ فِي الْجَسَدِ، بَلْ تَهْتَمُّ الأَعْضَاءُ اهْتِمَامًا وَاحِدًا بَعْضُهَا لِبَعْضٍ.  فَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يَتَأَلَّمُ، فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَتَأَلَّمُ مَعَهُ. وَإِنْ كَانَ عُضْوٌ وَاحِدٌ يُكَرَّمُ، فَجَمِيعُ الأَعْضَاءِ تَفْرَحُ مَعَهُ.  
وفي القرأن  يقول الله: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌِ
وقال تعالى :
لَيْسَ عَلَيْكَ هُدَاهُمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللَّهِ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُون
فاذا كانت الاديان تعلي  من التعددية وتثمن التنوع فلماذا اصحاب الفتاوي  وادعياء الدين يقلبون الحقيقة ويغيرون صحيح الايات لحساب جيوبهم التي اتخمت بالاموال البترولارية ومن اجل تجذير الكراهية الوهابية المقيتة  التي ستحرق الاىسلام باسم الاسلام.
اخشي ان تكون هذه المذبحة الوحشية وخطاب رئيس الدولة المحرض علي  الكراهية  والحاث علي اثارة الفتن الطائفية وخلق العداوات بين مؤسسات الدولة  هو مقدمة استهلالية لحرب الملل والمذاهب  والطوائف والمؤسسات ايذانا بحرب ضروس  لاينتهي مداها ليس في مصر فحسب بل ستمتد الي المنطقة العربية بالكامل ,  ولن ينجو منها احدا وستقضي علي الحابل والنابل وتاتي علي  الاخضر واليابس ويؤدي الي انقسام  كل دول المنطقة بما فيها مصر التي حلمنا بانها غير قابلة للتقسيم من  الخارج لكن يبدو ان التقسيم سيأتي من الداخل والمحصلة النهائية وسنبكي علي اطلال وطن كان  اعظم الاوطان واعرق الحضارات .
يبدو ان طريق 30 يونيو مفروش بالدماء ومعبد يالاشلاء  ..ربنا يستر

CONVERSATION

0 comments: