الحـذار من « وأعِـدُّوا » فاستعِـدُّوا/ مهندس عزمي إبراهيم

الأعلام في العالم تُصَمَّم لتعكس مدلولاً أو مبدءاً أو رمزاً أو شعاراً لما صُمِّمَت له، سواء كانت لأقطارٍ أو ولايات أو أقاليم أو مدن أو أحزاب أو مؤسسات أو جامعات أو نوادي وغير ذلك. فالعَلم الأبيض المطلق (اي ذو لون واحد)  يرمز للسلام حتى في وقت الحروب. والعلم الأحمر المطلق رمز للثورة ولدماء الشهداء. والعلم الأسود المطلق رمز للعنف والتفزيع والارهاب. ولكن غالبية الأعلام في العالم تحتوي مزيجاً من الأشكال والألوان التي لها تعبيرها ورمزها الخاص.
كثير من الأعلام تحتوي على شمسٍ أو هلال أو نجمٍ أو نجوم كرموز للنور والاستبشار بالمستقبل. وعلم مصر في العصر الملكي كان مكوناً من هلال وثلاثة نجوم بيضاء سابحة في خلفية خضراء رمزاً لأرض مصر الخصبة المانحة. وفي العصر الجمهوري اتخذ العَلم اللون الأسود في أسفله رمزاً لعصور الاستعمار البغيض، واللون الأحمر في أعلاه رمزاً لدماء الشهداء التي حررت مصر منها، واللون الأبيض وسطاً رمزاً للصفاء والسلام والمستقبل المأمول.
عَلم لبنان، مثلاً، تزينه شجرة الأرز الخضراء الجميلة رمزاً "للقداسة والخلود والسلام". بينما علم السعودية العربية يمتد فيه السيف منبسطاً بطوله، وقيل لأن السيف رمز "العدالة" وما أرى السيف إلا رمز "القتل وسفك الدماء" كما قيل "لأن السيف شعار للقضاء على كل من يرفض دعوة الله والرسول" والمقصود هنا طبعاً إله المسلمين ورسولهم، فالويل كل الويل لغير المسلمين!!.

أما جماعة الأخوان المسلمين فعملاً بمنطق "زيادة الخير خيرين" اختاروا بدلا من السيف «سيفين»، زد على ذلك أن أضافوا شعارهم المفضل "«وأعِـدُّوا» تطبيقاً للآية "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم...". وقد فَسِّرَ "مفسِّرٌ طيب" وجود «السيفين» بـ "رفع قوة البلاد العسكرية لمواجهة أي أخطار خارجية" أقول له: ياريت!!. كما فسَّرَ «وأعِـدُّوا» بـ "اتخاذ العده والعتاد لمن يعاديكم أو يقف في طريق أهدافكم" أقول له: حقاً قلت!!
30 يونيو، يوم تحرير مصر من الأخوان المسلمين، الذين استعمروها واغتصبوها عنوة وخداعاً باسم الله وباسم الدين، وهم أبعد ما يكون عن الله والدين، وأبعد ما يكون عن المبادئ الإنسانية كالسلام والعدل والحق والصدق والشفافية والرحمة والتعايش والوطنية. بل هم أقرب الناس إلى الخديعة والخيانة والمكر والدهاء والنفاق والتآمر والاستحواز والتعاقد الخبيث مع الأعداء، حتى مع الشيطان مادام لصالحهم على حساب الوطن والمواطنين.
لقد أغتصبوا مصر وحكمها ودستورها ومفاصلها وأوصالها ومؤسساتها وأجهزتها الإدارية. ودمروا اقتصادها ومنشئاتها واستقرارها وكرامة شعبها. وأُهدروا وحدة أبنائها وطوائفها الأزلية الكامنة في نفوسهم وقلوبهم منذ كانت مصر. فأثبت الأخوان عبر تاريخهم أنهم ليسوا مصريين ولليس لديهم ولاءً لمصر، بل ليس لهم ولاءً لوطن، أي وطن على الإطلاق.
تحذيـر يا شعب مصر: جماعة الأخوان المسلمين جماعة دموية لا تتورع أن تشق طريقها بالسلاح على مستنقعات من الشر. لا تتوقعوا أن يترك الأخوان الحكم بسهولة بل لن يتركوه إلا على طريق مفروش بالدماء والأشلاء!!! لا ينسى شعب مصر تاريخ الأخوان المخادع الدموي المدعم دائماً بتخطيطات وتآمر واستيلاء وهدم منشئات وسفك دماء بحرائق المنشئات وتفجيرات واغتيالات وصفقات مشبوهة حتى مع الأعداء. تاريخ أسود دموي يعلمه غالبية المصريين. وأحيل من يجهله أو ينكره إلى الدكتور ثروت الخرباوى القيادى المُنشَقّ عن جماعة الاخوان المسلمين وتنظيمهم السري فى كتابه المسمى بـ "سر المعبد" موضحا الأسرار الخفية التآمرية الشائنة والخطيرة لجماعة الاخوان المسلمين.
لا ينسى شعب مصر تصريح مأمون الهضيبي المرشد السادس للإخوان المسلمين خلال لقاء بمعرض القاهرة الدولي في يناير 1992، وقوله: "أما ما نقوله عن الإرهاب والجهاز السري فنحن نفخر (ونتقرب إلى الله) بالجهاز السري". فهم منذ نشأتهم وشعارهم "وأعِـدوا" مسلحون مدربون مستعدون لحروب أهلية مع أبناء الوطن الأبرار في سبيل أهدافهم ومصالحهم واستفاداتهم المالية والسلطوية متاجرين بالله وبالدين. والله والدين منهم براء.
لا ينسى شعب مصر ما جاء بجريدة المصري منذ أسبوعين، وبالتحديد في  15 يونيو 2013، عن تأكيد استعداد الأخوان المسلمين لحروب أهلية على حساب استقرار وسلامة الوطن وأبنائه ومنشئاته بل ومستقبله، وإثبات ذلك بالفيديو حيث "رصدت الجريدة على مدار اسبوع كامل تجمع عشرات الشباب داخل مدرسة خاصة بالتجمع الخامس، يديرها سكرتير مهدي عاكف المرشد السابق لجماعة الإخوان المسلمين، للتدريب على الفنون القتالية. وتمكنت «المصرى اليوم» من تصوير مقطع فيديو للشباب أثناء التدريب، حيث يتجمع المتدربون الذين يطلق عدد كبير منهم لحيته، وتتفاوت أعمارهم بين 20 و40 عاماً فى السادسة مساءً، ليؤدوا صلاة المغرب جماعة، ويبدأوا تدريبات «الكونغ فو والكاراتيه» وكيفية التعامل مع السلاح الأبيض دفاعًا وهجومًا على يد ثلاثة مدربين".
لا ينسى شعب مصر ارهابيات وتفجيرات واغتيالات الأخوان على مدى وجودهم وهنا البعض منها:
• في 24 فبراير 1945 اغتيال أحمد ماهر باشا على يد محمود العيسوى المحامي الأخواني، وكان أحمد ماهر رئيس وزراء مصر لمرتين متتاليتين لمرتين ومن قادة ثورة 1919.
• في 22 مارس 1948 إغتيال القاضي أحمد بك الخازندار باشا بمعرفة اثنين من أعضاء الأخوان أحدهما حسن عبد الحافظ السكرتير الخاص لحسن البنا.
• في 28 ديسمبر 1948 إغتيال محمود فهمي النقراشي باشا على يد عبد المجيد أحمد حسن رئيس شعبة أخواني. وكان النقراشي  رئيس وزراء مصر لمرتين ومن قادة ثورة 1919.
• في 26 يناير 1952 حريق القاهر الكبير، في خلال ساعات قلائل التهمت النار نحو 700 محل وسينما وكازينو وفندق ومكتب ونادٍ في شوارع وميادين وسط المدينة. وقد ذكر محمد نجيب في مذكراته ان القتلي 46 مصري و9 اجانب.
• في 26 أكتوبر 1954 حادث بالمنشية ومحاولة اغتيال جمال عبد الناصر على يد محمود عبد اللطيف أحد أعضاء الإخوان، ولم يكن التدبير بعيدا عن أيدى المخابرات البريطانية وعن علم المخابرات الأمريكية، فهم كما ذكرت يتحالفون مع الشيطان للوصول لأهدافهم غير المشروعة.
• في 17 نوفمبر 1997 القيام بمذبحة السياح بالأقصر ومصرع 58 سائحا في هجوم إرهابي.
ولا ينسى شعب مصر ما حدث في عام واحد تحت حكمهم لمصر، كيف تغاضي مرسي ربيبهم حاكم مصر عن سقوط شهداء الاتحادية، وعن مقتل 17 شهيداً برفح، وعن من قاموا بخطف الجنود السبع وهو اكثر العارفين من هم، وما هم إلا حلفائه وأهله وعشيرته.
فخذوا الحذر يا أبناء مصر ولا يفتّ شرهم من عضدكم وعزيمتكم. ولا يفزعكم منهم عنف أو ارهاب. ولن تأتي الحرية رخيصة. ولكن فنلتزم بالحكمة والذكاء، ولنضع آملنا، كل الأمل، في حبنا لمصر وفي ولاء الجيش والشرطة لحماية مصر والمصريين.
*****
مهندس عزمي إبراهيم

CONVERSATION

0 comments: