لم أكن فيكِ غيرَ عادل/ محمد نجيب الرمادي‏


اليومُ قبلَ القراءةِ
اضيئوا الشموع
واطلقوا البخورَ
فاليومُ أوجهُ لكم دعوتى
لقراءةِ قصيدتى
قصيدةُ عشقى الأبـدي
السرمدي
التى سطرتُها على وجهِ القمرْ
ذاتُ القمرْ
الذى عشقتُهُ
من قبِل العصورْ


اليومُ قبلَ القراءةِ
مِنْ خوفى عليكم..
احذركم
مَنْ كانَ قلبهُ ضعيفاً فليبتعدْ
ومَنْ لمْ يكنْ عاشقاً
فليرحلْ
فهنا السحرُ قد يُصيبكَ
ويَجعلكَ تبكى دونَ دمعْ
وتتأوةُ دون َوجعْ
وتنتفضُ كمن اصابهُ الصرعْ
ومُروا مرورَ الكرامِ فوقَ الكلام
فليسَ هذا كلاما
إنه وجعُ الوجع


أرجوكم خُذوا حذركم
مَمن قد يشقُ الجدارَ ويهاجمكم
ومَن أيدى تُساقط عليكم مِن الأسقف وتخطفكم
ومن أيادى الألمِ التى قد تطولكم وتوجعكم
وسيروا معا ..
على أطرافِ أناملكم
واخفضوا أصواتكم ...
تكلموا همسا
وامشوا على أطرافِ أناملكم
فلو استيقظ الماردُ النائمُ فى الكهفِ
فسوف يرعبكم


أرجوكم
لا تأتوا فرادى
تعالوا جماعات
واحضروا الحبال والخرائط والكشافات
واحضروا القناديل
فالسرداب طويلٌ طويل
ولاأملُ إذا مضيتم للرجوع
ولا سبيل
فاليومُ أعلنتْ المضى
إلى الرحيل
فأرسلتُ لها على أوراقِ الياسمين رجائى
رجاء..
كتبته بنزفى ودمائى
قلتُ لها لا ترحلى
قبل توقفِ نبضِ قلبى
لا ترحلى
فرحيلكِ قبل رحيلى حرام
فتمهلى
أو إن شئتِ فاشنقى القلبَ
أمام َالجمعِ الخفير
وأرجوكِ افعلى


قلت لها لا ترحلى حتى أرحلَ
ويكتملَ العمر فيكِ
لتُكَفْنى القلبَ وتَقْـبريه ..
وتأخذى العزاءَ فيه..
وتمسحى دمعَ أحبابه ..
ياكلُّ أحبابه ..
فهدهدى دمعكِ وامسحيه
أو اذرفيه
على ماجناه قلبكِ
و ما جعلتيه
لماذا أحبكِ قلبى
ولم تحبيه؟

قلتُ لها لا ترحلى..
فلم أكنْ فى حبكِ غيرَ عادلْ..
ولم أكنْ غيرَ مقاتلْ..
وكم عاندتُ فيك ِالزمنْ..
وللزمن رسائلْ
يحطمُ بها كل عاشقْ
لايجد فى الدنيا حظه العادلْ


ياشهيقى..
أنا لم أطلبُ منكِ حبا يوما؟ ..
وما صدرعنى لوما يوما؟ ..
ما ذنبكِ أن أحببتُ قلبك
وقلبى لم تحبيه؟

أتصدقينى إن قلتُ لكِ ..
إنى كنتُ أقصُ لكِ أظافرك..
وأغزلُ لكِ ضفائرك..
وفى كل صباح أوقظك
وبيدى أُطْعمك
وأكلمك ليلاً وأسامرك
وأساعدكِ فى أداء واجباتك..
وأكتبك شعرا بأناملك

أتصدقينى..
إن قلتُ أنى أحببتكِ كأمى حتى يكونَ حبى عظيما ..
وكأختى حتى لايكونَ مُحرما..
وكأبنتى حتى يكون طاهرا
وكحبيبتى حتى يكونَ كلَّ هؤلاء

أتصدقينى إن قلتِ لكِ
أن الناسَ تجدُ فى الورد ِرائحتةَ
أنا أجدُ فى الورد ِرائحةَ عرقك
ومارائحتكِ
إلا عطر الكون
وعطر الكون
من عطرك

أتصدقينى ..
إن قلت أنى أحببتكِ كـ ليلى وعزة وهند وولادة..
وجعلتُ منكِ أسطورة كعشتار ..
وإفروديت
وفينوس
وجائنى المخاض فيكِ فأنجبتكِ فى قلبى أسطورة جديدة
تضافُ إلى الأساطير ..
لكنها حقيقة تغار ُمنها الأساطير
فلم أشأ أن تكونى صدفةً تخرجُ منها لؤلؤةٌ يُخلدهَا التاريخُ
وتصبحُ ألهةَ الجمالِ والحب ..
فأنتِ الجمالُ
وأنتِ الحبُ والخصوبة
أنتِ لستِ أكذوبة
بل حقيقة
فى الكتاب ِمرسومةً ومكتوبة
وأنتِ على ذلكَ شاهدة
وعليكِ وعلىَ..
كلُّّ الناسِ شهودا

لأنكِ السحابة التى إن لم تمطرْ ، أصابنى مطرهَا
والشمسُ التى إن لم تشرق أحسست دفئها
والقمرُ الذى إن غاب عن البشر زارنى سرا
وأنتِ الشئ الذى لا يتكرر إلا مرة واحدة ..
تماما مثل الموتِ وليسَ مثل الولادة ،
فالولادة تتكرر وتتكر وتتكرر
رحم الألم ومن رحم السعادة..

أنا لم أخذكِ إلى عالم الموتى أو إلى العوالم السفلية..
ولم أتيكِ بثورٍ سماوى يدافعُ عن حقى فيكِ ..
ولم أصنعْ لكِ التماثيل..
ولكنى بنيتُ لكِ معبدا فى قلبِ القمر تقضين فيه ليلك
ومعبدا فى قلبِ الشمسِ لتقضى فيه نهارك..
وطلبتُ من الطيرِ أن يغنى لكِ أغانى الحياة..
ووقفتُ على بوابةِ الكونِ أمنعُ عنكِ ما يعكرُ صفو قلبك
لتعيشى السعادة كلها
عمركِ كله لمنتهاه


كم سخرتُ من هؤلاِء العشاقِ الذى يبكونَ فراقَ الحبيبة
ومن هؤلاء اللاتى يبكينَ فراقَ الحبيب...
هذا ليس حبا ..
هذا هراء ،
وهراء غريب

كان كل همى أن أحبك أكثر
و أهدهد لكِ ألمك
وأن اسكنكِ شرايينى لأحافظَ عليكِ
من غدر الدنيا
ومن غدر نفسك ..

فلم يكن لى فيكِ مطلبا ولا مأربا ..
كل ماكنت أتمناه أن تبقى فى الحياة..
حتى يتم عمرى ..
وأتمم سنينى..
بأمر الرب


معادلة ياعمر عمرى..
ياسرَ الأسرار
فلماذا تريدين الرحيل الآن؟..
أتريدن قتلى قبل الأوان؟..
لم يأتٍ الأوان بعد حبيبتى

فانتظرى الأوان
فلقد توحدت فيكِ..
فصرتِ منى تكوينى..
صرتِ منى...منى
دمائى وأوردتى وشرايينى
صرتِ أنتِ ..أنا
عمرى وسنينى
ياغالية
تباتُ عينى منذ نداء الرحيلِ باكية
والخلايا كما الساقية
حائرة
والنفسُ بين رحى الضياع
باتت عنى نائية

أرجوكِ..
لا ترحلى الأن وتبكينى..
إنك إن تبكينى ..
قتلتنى مرتين..
فدعينى حتى أتممَ رسالتى إليكِ..
وأكملَ دواوينى..
وأجعلكِ ديوانى
ديوان العشق المبين..
لعشاق يأتوا بعدنا
لعلهم يقرأون علىّ بعد الرحيل ماتيسر

معادلّةُ قد لا يفهمها الكثيرون..
فالعمرُ بدونك ليس ضياعا فحسب
العمر بعدكِ
يأس وبؤس حزين.
.بالله عليكِ أتفهمين؟ ...
إنه لم يفهمنى البشر كلهم..
فلابد أنت أن تفهمين..
فأنتِ الحياة..
وهل يعيش مثلى إلا فى قلب الحياة
ياغالية...
إن اصررتِ على الرحيل
فوأدى القلب..
وهيلى الترابَ عليه بيديكِ
.بعد أن تقطعى أجزائه وتلقيها بيديك لذئاب الحياة..
حتى تختفى ملامحه ويضيعُ عشقه
فلا يتذكره بعد رحيلكِ أحدا
أى أحد
إلا أنتِ
فقط تذكرى أنكِ صرت تكوينى
وأنكِ أنت..أنا
فهيا اقتلينى
والله .....
إنى أتحداكِ أن تقتلينى
ياأنا

CONVERSATION

0 comments: