سريرة الغريب/ أسعد البصري

أحوال لا أقوال ، نحن رجال الأحوال
الكلام الذي تقرأ هو عن الماضي و أحواله
يجب أن أملأك بالمعنى
من ذلك الحال تخرج أقوال جديدة
كتابة جديدة تثبت دوام المحاولة .
مكابدة الأحوال في المكان والحاضر
لم نأت لنلعب مع صبيان المقاهي
جئنا معا من تلك القرية واجتزنا النهر معا
العجوز العمياء صاحبة الحانة أخبرتنا بأننا سنفترق
المحال سيصبح ممكناً
سندور كما تدور الكواكب
نفنى في القلب كالحب القديم
لم نأت لنلعب بالكلمات يا شيخي
ولم نأت لنقبل الإطراء على كلام هو مجرد ظلال
لقد اتسخت بالبشر مرة أخرى ، هذا خير كثير
لن يتركك المتسولون تعبر به كله إلى المقبرة
تألم كما يتألم شاعر
إلى أن تظهر على الناس سريرتك .
لقد تكلّمتَ كثيراً
اخترعتَ أعداءً لا تعرفهم ولا يعرفونك
مضى بك غرورك خارج الطبع
فأغسل ثيابك من لعاب عدوك و لعابك
كيف اتسع ثوب واحد لعدوين ؟؟
سأترك ثوبي لرياح الشمال حتى يجف و يتعض
يا إلهي ! لن يقبل شيخي بي على هذه الهيئة
سجادتي ليست في مكانها
قلبي فارغ تماماً
ماذا فعلت بنفسي ؟؟
حتى الصمت الذي زرعته في حديقة البيت و سقيته ماء السكوت الصافي
هذا النبات الأخضر مات بسبب ثرثرتي و بيعي و شرائي للسر
لن يقبل بي شيخي و في فمي رائحة خمر رديئة
لن تقبل بي الطرقات والليل والمنفى
يخدعك الإيقاع ، و تخدعك الصورة
تخدعك ابتسامة أولادك في العيد
فتظن أنك شاعر و مغني
وتنسى شيخك في منتصف الطريق
تنسى أنك لست منهم و ليسوا منك
وهذا كله شعرة من لحية الشتاء
أولادك ليسوا من صُلبك
وأنت لم تولد في أيّ مكان
حَبَلَتْ بك الأيام بعد الأيام ولم تجد بابا تنجبك منه
لقد تركت شيخي وحيدا وبعد قليل يحل المساء
قال: بعد الكتاب الذي يبدأ ب : اقرأ
أعلمك الكتاب الذي يبدأ ب : اسمع
النبي كان يسمع ولم يكن يقرأ ، يقول شيخي
توضّأ خلف تلك الشجرة هناك ينبوع و منشفة
ثم ضع هذا الرداء على كتفيك واتبعني
هناك خلف تلك التلة أخبرك بالحقيقة

CONVERSATION

0 comments: