كليم الناقة/ أسعد البصري


(( لقدْ تركتْني أغبطُ الوحش أنْ أرى
أليفين منها لا يروعهما الزّجرُ))
أبو صخر الهذلي
هذه بلادي
سألتُ جدتي لماذا لا يقرأون القرآن في الأفراح
لأن الله يتركنا نفرح على طريقتنا
فقط في المصائب يجعلنا نحزن على طريقته
الرحمن يخاف علينا ، قالت جدّتي
في قريتنا يعيش البشر في الأرض وفي بعضهم
في هذه المدينة يعيش الجميع وحيدين و بالأقساط
حتى الموت بالأقساط
طائرات الشبح أقلعتْ يوماً من هذه المدينة
وحلقتْ فوق قريتي
لهذا أنا هنا ، أرى قريتي في القمر
و أبحث عن طريقة أكتب فيها
دون أن يتعرّف عليّ أحد
سلالة البصريّين القُدامى
منذ طلعتْ عليهم شمس في نبرتي
لا يوجد وطن
لا حُب في هذه المدينة
أعشاب الحب لا تكاد تنمو
حتى تأكلها أبقار المضاجعة
لا يوجد وطن و نبي و شرف هنا ؟ فقط شركات
في قريتي يعرفني الجدول وتعرفني الماشية
هنا يعرفني الطبيب و المحامي وصاحب الحانة
كبرتْ البنات وأنجبن وتغيرت البيوت
لكن قريتي ما زالت نخلاً و نهراً وعراقيين
لَم يكن هناك شعراء أيضاً
إلا أنه كان هناك بعض المجانين المذهلين
بينما في هذه المدينة يقبضون على مجانينهم
أطفال القرية يصطدمون
بأسراب العصافير ويتركون طفولتهم في يدي
في هذه المدينة يخافون على أولادهم من الشوارع
شوارعهم لا يسير فيها سوى المشردين
والمدمنين و أنا تحت الثلوج
نحن الثلاثة فقط لا نخاف ولا نمتلك سيارة
أولاد شوارع
الشعراء هم السلفيون والظلاميون الحقيقيون
ألستُ أكره النهار والضوضاء و أهيم الليل كلّه؟
ألستُ عاشقاً للتراث ؟؟
أنا سلفي و ظلامي إلى درجة أنني
لو كلّمتُ ناقةً لكلّمتني

CONVERSATION

0 comments: