معشوقتي جننتني .. وأنا فداها/ احمد خيري


العشق .. والهوي .. مخلوقات خرافية .. هواء ناعم عليل يختلط بالدماء .. يتسرب للصدور .. يملأ خلايا الجسد بالحياة .. يصاب صاحبها وحامل فيروسها بلوثة .. وجنون .. وأحيانا بالموت البطىء إذا ما توقف هذا الهواء .. ورحل الحبيب .. وضياع الحلم .. وفقد نشوي التحليق والتغريد .. في سماء المحبوب .. تدخل العاشق حجرات الإنعاش .. واستنشاق الأكسجين الصناعي .. لمقاومة حالات الاكتئاب .. والصراع في الاحلام .. والكوابيس الطويلة الممتدة ليل نهار .. هذا هو حالي .. ووضع كل محب .. في محراب معشوقتنا مصر .. بعد أن ظهر خلال الفترة الماضية مشاهد غريبة .. وقناصين مستعدين للقتل ووأد حلم مصر الديمقراطية ..

المشهد الأول .. مصر الديمقراطية ..

هل يفكر سجين يعاني قسوة الجدران الباردة .. إلا في رؤية الحياة ؟ .. هل يفكر مريض .. أنهكه المرض .. وتخشب جسده بالفراش من كثرة النوم .. إلا بدواء يخفف عنه الألم .. ويمنحه قليلا من الصحة ؟ هل يفكر جائع .. أو عطشان ملقي في الصحراء ..إلا في نقطة ماء تروي ظمأه .. أو كسرة خبز يرعي عليها العفن ليسد جوعة ؟ .. اجابة هذا الأسئلة .. نسجوها سيناريوهات .. وفصلوها جلباب قديم حتي يرتديها كل مصري .. ليقف حلمنا بمصر الديمقراطية عند حدود رغيف خبز جاف .. زوال الخوف من اغتصاب الخارجين عن القانون ..

كانت البداية سيناريو فقد الأمن .. والبلطجة .. والترويع .. واغتصاب حلم الأمان .. حتي لا يصاب الشعب بالزهايمر .. وفقدان الذاكرة .. ولا يطالب إلا في الحصول علي اقل القليل من حقوقه في الحرية في مقابل عودة الأمن والأمان ..

ألحقوها بسيناريو التجويع .. والتخويف من الإفلاس .. والسحب علي المكشوف .. واقتراب الفقراء من حد فقد لقمة العيش .. أو حبة الدواء .. أو غطاء يقيه برد الشتاء .. وتصوير أن الثورة كانت نقمة .. وأن القديم رغم فساده ولكنه أفضل وأحلي من الحياة الجديد بعد الثورة .

وختموها بسيناريو تقسيم الخيرات .. فتكالبت عليها أحزاب قديمة .. مترهلة .. لا ناقة لها ولا جمل ..ولا وجود لها بين الناس .. وأخري كيانات كان حلمها السلطة .. والجاه .. فبدءوا في التشكيك بشباب الثورة .. وتكفير كل محب لهذا الوطن .. وظهرت مصر هأنها مقسمة .. مرهقة .. بحيث لا ينفع معها الديمقراطية ..

المشهد الثاني .. عربة قطار نوم

حتى الآن هناك إصرار .. وتشبث من أمريكا .. والغرب .. والكيان الإسرائيلي .. وبعض الانظمة الشمولية بالمنطقة في التعامل مثل السابق مع مصر .. وكأنها عربة نوم في قطار .. لهم الحق في استأجراها والمبيت بها .. واصطحاب العاهرات لقضاء الليالي .. وهذا السر في الفتن .. وانتشار العملاء لإخماد اي امل في أن تنادي مصر بحريتها .. وديمقراطيتها .. وطرد هؤلاء الدخلاء .. وجعل خيرات مصر لأهلها ..

المشهد الاخير .. شباب واعي

مصر خرجت يوم الجمعة الماضي .. شباب شامخ .. ناضج .. مدرك بأن كل ما يقال .. أو يفعل ما هو إلا خرافات .. إشاعات من آباء غير شرعيين .. يعلم بأن الترهيب .. والتجويع .. والفتن .. إشاعات وخرافات من صنع بقايا نظام فاسد لا اساس لها .. وجميعها يصب في استمرار النظم الشمولية .. وتجميع بواقي النظام الفاسد .. فامتلأت الميادين بشباب يعرف يعني ايه وطن .. يعني ايه دماء اخوة شهداء .. يعني ايه صرخة ام فقدت ابنها الوحيد من اجل مصر تنادي اعلي صوت هاتوا حق ابني وهي الديمقراطية ..

CONVERSATION

0 comments: