لقاء مع العلامة روكس بن زائد العزيزي/ مفيد نبزو

ممثل الرابطة الدولية لحقوق الإنسان
عضو مجمع اللغة العربية الأردني .
وجه صبيح لم تغيره السنون بل أضفت على إشراقته إشراقاً وتألقاً .. قلب يطفح بالصدق والنقاء .. وروح تنضح بالحياة والعبقرية والإبداع .
روكس بن زائد العزيزي يتمثل فيه العطاء في ذروته والخصب والآمال والبشر في رؤاه .. والإيمان بحقيقة الوجود وجوهر الوجود ، هو موسوعة عربية خالدة ، وهو إنسان باسق بفكره الوقاد .. راسخ بمبادئه التي تسمو بالإنسان إلى روحانية الإنسان ، وله من المؤلفات العديدة الضخمة ما أغنى المكتبة العربية وأثراها بمعاجم ودراسات تناولت في أغلبها حياة البدو وعاداتهم والأوابد الأثرية واللهجات التي بعث فيها روح الحياة من جديد ، فكانت صفحات مجهولة من تراث أصيل لشعب عريق .
لقد حاولنا في هذا اللقاء القصير أن نثير مواضيع متنوعة تحتاج إلى أجوبة طويلة جدا ً وبحث طويل لكشف الستار عن قضايا ما تزال مثار جدال وخلاف ، وهذه القضايا في صلب كياننا وصميم وجودنا :
1 – حبذا لو نعرف رأيكم بالحداثة والمعاصرة والأصالة .
ج1- الحداثة ضد القدم ، وهي التجديد ، والتجديد سنة الحياة والطبيعة ، ولما كان الشعر صورة الحياة أو تصويراً لها ،فيجب أن يكون هذا الشعر مصوراً للحياة في تجددها ، والمعاصرة في ملتي واعتقادي هي تصوير العصر الذي نعيشه ، والأصالة هي عدم التخلي عن الأصول القديمة ، فلا خير في شيء لا أصل له ، فلنحترم الماضي على أن لا نعيش فيه .
2 – ما رأيكم بالشعر الحديث ؟
ج 2 – الشعر العربي كان ديوان العرب ، وكان الشاعر قديما ًهو قائد الفكر ، وهو المحامي عن القبيلة والمدافع عن شرفها ،لذلك كانت العرب تهنئ القبيلة التي ينبغ فيها شاعر ، ولم يكن العرب يسمحون للشاعر أن ينطق بلسانهم قبل أن يمتحنوه كما صنع قوم لبيد بن ربيعة لأنه صغير السن عندما أراد أن يهجو الربيع بن زياد يوم غض من قوم لبيد عند النعمان بن المنذر ، فامتحنوه بشتم القبيلة أولا ً ثم بمدحها ، فلما أجاد في الموقفين سمحوا له بهجاء الربيع بن زياد فدمر منزلته عند الملك ، فلما جاء الربيع يبرئ نفسه مما نسب إليه نفر منه الملك وطرده ، وكان العرب يعدون القبيلة التي لا شاعر لها بكماء ، ليس هذا عند العرب وحدهم ،فيوم انتصرت ألمانيا مع فرنسا قال شاعر فرنسا العظيم (( ما قيمة انتصار ألمانيا مع فرنسا مادام ليس في ألمانيا شاعر يخلد هذا الانتصار ؟)) ؟ .
3 – ما هي غاية الشعر ؟
ج 3 - إن الشعر هو غاية بنفسه ، وهو تأوهات الروح الإنسانية في كل أدوارها ، فإن كان له غاية فغايته تصوير الحياة بآمالها وآلامها ، ومن الشعر الأناشيد الوطنية التي تدفع الجيوش إلى بذل النفس في سبيل الوطن ، فالشعر من أسمى الفنون إن لم يكن أسماها ، ألم يقل الإنكليز إنهم مستعدون أن يتخلوا عن الهند درة التاج البريطاني ولا يتخلون عن شكسبير .. شكراً لكم أستاذ روكس العزيزي ، وأمنياتنا أن يدوم عليك ثوب الصحة والعافية .
*روكس بن زائد العزيزي من مواليد مأدبا 1903 – عاش 101 مئة وعاما ً . رحمة الله عليه .
* من بعض المؤلفات :
1 – قاموس العادات واللهجات والأوابد الأردنية – ثلاثة أجزاء .
2 - معلمة للتراث الأردني – خمسة أجزاء .
3 - فريسة أبي ماضي .
4 – أزاهير الصحراء .
5- خمسة مسلسلات بثت في أكثر الديار العربية.
6 - تطور الشعر في البادية .
7 – برامج أذيعت من إذاعة عمان بعنوان أدب البادية .
اعتمد قاموس العادات واللهجات والأوابد الأردنية في :
جامعة يوتا في أميركة ، وجامعة السور بون الجديدة في فرنسا وجامعة بات في بريطانية وجامعة صنعاء في اليمن .
وهو عضو في رابطة الأدب الحديث في القاهرة منذ تأسيسها .
وعضو شرف بالنادي الثقافي في جدة بالسعودية .
وعضو مراسل لمركز الأبحاث الأنثولوجية في باريس . ثم اختير عضواً مراسلا ً لمركز الأبحاث العلمية الوطنية في باريس عام 1969
انتخب نائباً لرئيس رعاية السجناء عام 1975
انتخب رئيسا ً لرابطة الكتاب الأردنيين عام 1976
وعين عضوا ً في المجلس الوطني الاستشاري الذي حل محل مجلس النواب لدورته الثانية .
وهو عضو في مجمع اللغة العربية الأردني ،
وممثل الرابطة الدولية لحقوق الإنسان .
سوريا – محردة -

CONVERSATION

0 comments: