نعم يا سيدتي اعتذرُ بشدة عن قبول طلب الحب ! وإن كنت أود لو قبلت ، فأنتِ سيدة طاغية الأنوثة ، سامقة الروح ، طافحة الجمال ، تملكين مالا تملكه غيرك من عينين لوزيتين ، وشفتين نبيذيتين ، وخدين ينبيء لونهما بموسم التفاح الأحمرقبل موعده ، وشَعر لو حركته نسائم المساء لتساقط منه الليل ، ونهضت من مراقدها الخيل مع طلة شمس الصباح ، كل ما فيكِ جميل ومثيرالى حد الدهشة .
ولكن يا سيدتي الجميلة ، المصيبة تقع على عاتقي لعدم قبول هذا الحب ، فأنا شخص معقد ! نعم معقد لا تشهقي هكذا .. فأنا يا سيدتي لا استطيع أن ارى حبيبتي خارج مرايا "واقعي" .. رغم اني أعيش الحلم في كل حرفٍ اكتبه ، واستوطن المستحيل على مشارف كل قصيدة ! لا استطيع أن اوقف دورة الأحداث واستقطع زمناً خاصاً بكِ وأنا التقيكِ ذات حب مثل بقية العشاق الرومنسيين .
لو كنتِ يا سيدتي على استعداد لتقبّل ورودي الحمراء في لقاءٍ يأخذنا الى ما يحدث في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس ! لو أمسكتِ بيدي كما تمسك الأم ابنها هروباً به من قصف هنا او هناك على مساحة الوطن العربي المحاصر بالربيع اللاوردي ! لو كان المقهى الذي سيجمعنا يُسمعنا اغنية " والله زمن يا سلاحي " بدلاً من أغنية " بوس الواوا " وشقيقاتها من اغنيات الحان الأنابيب ! لو تقابلنا في صالون أدبي بحفل توقيع كتاب ، او حضور مسرحية لشكسبير برؤية عربية عن كسر القيد الذي طالما أكل من معاصمنا اللحم حتى العظم ! لو كنتِ على استعداد للذهاب معي لزيارة أمي العجوز لنأكل من خبز حنانها ولو كسرة حب ولو شربة حنان ! لو خرجنا نمشي وسط البلد لنسرح الشوارع بخطواتنا بين باعة البسطات وبضائعهم المعلقة على حبال الصبر والفقر والقهر ، وساقتنا اقدامنا الى دارات العجزة واليتامى والمعوزين ، لو اتفقنا نلتقي في مقبرة الشهداء لنقرأ الفاتحة على ارواحهم الطاهرة ! لو جمعنا يوم الجمعة مسجد ويوم الأحد كنيسة ، لو كان لديكِ استعداد للتظاهر معي ومع كل المحرومين من قوت حريتهم اليومي !
لو كنتِ لي وطني .. أمي .. كتابي .. حريتي .. شمعتي .. دمعتي .. صمتي .. وحتى كفني !!!
لو كان عندك كل ذلك الاستعداد وكان عندكِ كل تلك الصفات .. لقلتُ لكِ بكل بساطةٍ : نعم ، أقبل طلب الحب ، بلا ادنى شك .
0 comments:
إرسال تعليق